هل تشعر بالكآبة؟ إليك 8 طرق تحسن مزاجك السيئ

مزاج جيد, علم نفس, الخروج للطبيعة
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

نمر دائماً بأوقات عصيبة يصعب من خلالها الشعور بالسعادة، لكن تظهر الأبحاث أن هناك طرقاً مجانية وسهلة يمكنها أن تساعد في تحسين المزاج، على الأقل بعض الشيء. إذا كنت تشعر بالكآبة أو كان مزاجك سيئاً، يمكنك تجربة بعض هذه الطرق المُجرّبة، والمبنية على الأدلّة العلمية لتحسن مزاجك.

إليك أفضل نصائح لتحسين المزاج:

شرب كوب من الشاي

ما يزال العلماء يحاولون اكتشاف آلية تأثير الشاي التي تعمل على تحسين مزاجنا المُضطرب، ومدى قوة تأثيرها الفعلية، لكن هناك أدلة تشير إلى أن شرب كأس من الشاي سيجعلنا نشعر بشكلٍ أفضل في كثيرٍ من الأحيان. يعتقد بعض الباحثين أن جزءاً كبيراً من فوائد الشاي يكمن في حقيقة أننا نميل لشربها في ظروف تشجع على الاسترخاء. لذلك نميل لتحويل طقوس استراحة الشاي في فترة الظهيرة إلى طقسٍ مليء بوسائل الرفاهية الأخرى، مثل تناول الحلوى أو التدثّر ببطانيةٍ دافئة.

ابتسم واضحك.. حتى ولو يكن ذلك من قلبك

اصطناع الابتسامة قد لا يكون سبباً في السعادة مُطلقاً، لكن مجرّد محاولة أن تبدو مرحاً أكثر قد يساعدك على تحسين مزاجك. يُظهر التحليل التلوي لعشرات الدراسات حول تعابير الوجه والعواطف تأثيراً صغيراً لكنه مهم. فقد بيّن أن الوجه العبوس يجعلك أكثر انزعاجاً، بينما الوجه المبتسم يُشعرك بالسعادة. ضع في اعتبارك أن تبتسم في المرآة عندما تستيقظ صباحاً، لأن ذلك يمكن أن يُشعرك بالسعّادة والحيوية دون أن تدرك ذلك.

[المترجم: التحليل التلوي في علم الإحصاء، هو تحليل يتضمن تطبيق الطرق الإحصائية على نتائج دراسات متعددة يمكن أن تكون متوافقة أو متضادة. الهدف من التحليل هو تعيين ميل النتائج، أو إيجاد علاقة مشتركة ممكنة.]

تشير بعض الأبحاث أيضاً إلى أن اصطناع الضحك يمكن أن يقودك إلى الضحك فعلاً. لذلك لا تقلل من قيمة الفائدة العلاجية للفيديوهات التافهة ربما، أو للتغريدات التي قد تجعلك تبتسم ابتسامة خافتة دائماً. لا بأس ببعض الضحك حتى ولو لم يكن من قلبك لوقت قصير.

تحرك أكثر، حتى ولو لم تكن مهتماً بالتمارين الرياضية

هناك الكثير من الأدلة التي تُشير إلى أن التمارين الرياضية لها فوائد تساعد على تحسين المزاج، ولكن يمكن تفهّم سبب عدم وجود حافز أو رغبة في القيام بها عندما تشعر بالإحباط. ناهيك عن صعوبات التمرين أثناء البقاء في المنزل، أو العمل من المنزل، أو إدارة رعاية الأطفال، أو الحفاظ على وظيفة مرهقة كعامل أساسي. فإذا كنت لا تمارس الرياضة، ولديك روتين عادي تبدأ به؛ فقد يبدو الوقت الحالي صعباً للبدء بها.

يؤدي العديد من الرياضيين تمارين التمدُّد قبل التمرين وبعده، لكنهم قد لا يحصلون على أي فوائد من ذلك.

لكن هناك أخبار جيدة، حيث تشير الدراسات إلى أن أي نوعٍ من النشاط يمكن أن يساعدك على الشعور بالسعادة. على سبيل المثال، الرقص في المطبخ أثناء تحضير كوب من الشاي، أو القيام ببعض التمارين البسيطة أثناء العمل، أو الصعود والنزول على درجات السلم. فبدلاً من التركيز على وضع خطة لممارسة التمارين الرياضية التي قد تعمل على تعديل مزاجك، حاول أن تقوم بنشاط أكثر مما قمت به بالأمس. وبمجرّد أن تشعر ببعض التحسن، ضع في اعتبارك جدولة بعض التمارين الجادة في المنزل التي تناسب احتياجاتك وقدراتك، لأن تأثيرها سيكون أقوى.

التفكير بإيجابية في الآخرين

وجدت إحدى الدراسات الحديثة أن الأشخاص الذين نُصحوا بتمنّي الخير والسعادة للآخرين؛ قد شعروا هم أنفسهم بتحسن مزاجهم مقارنة بالآخرين. على سبيل المثال، عندما تتصفّح منشورات الأصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي، قل: «آمل حقاً أن يحظى هذا الشخص بيوم جيد». في الواقع، وجود دراسة واحدة لإثبات إيجابية تأثير ذلك لا تكفي، لكّنه لن يؤذي بالتأكيد. على أية حال، وبالنظر إلى أن الكثيرين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي -دون وعي منهم- كوسيلة للشعور بشكلٍ أفضل تجاه أنفسهم من خلال رؤية سلبيات الآخرين، فمن المحتمل أن نستفيد من بعض التغيير في نظرتنا، وأن نكون إيجابيين.

كُن مبدعاً

تسلّط جمعية علم النفس الأميركية الضوء على الأنشطة الإبداعية لقدرتها على منح الناس دفعة عاطفية. يمكن أن يكون الرسم والتلوين، على سبيل المثال، مفيداً خصوصاً للأطفال الصغار، لأن مثل هذه الممارسة تُعتبر وسيلة فعّالة لإلهائهم عن الأشياء التي تجعلهم حزينين. وحتى يمكن أن يكون كتاب التلوين مفيداً أيضاً للبالغين ويساعدهم على تعديل مزاجهم، ويجعلهم يشعرون بشكلٍ أفضل، ويمنحهم تجربة ممتعة.

الصلاة والتأمل

تؤدي الصلاة والتأمل -بالإضافة إلى تحسين ردود أفعالنا تجاه المواقف الصادمة-، إلى إفراز هرمون الأوكسيتوسين في أجسامنا أيضاً، وهو هرمون معروف بدعم الروابط الاجتماعية (وغالباً ما يجعلنا نشعر بالراحة). طبعاً ستكون هذه الممارسات مفيدة فقط إذا كنت تؤمن بها، وبأنها تستحق وقتك. إذا كانت الصلاة لا تناسبك، يمكن أن يكون لممارسات التأمل نفس التأثير، حيث تُحفّزك على تخصيص بعض الوقت للتعمّق في مشاعرك، والنظر إلى داخلك. يساعدك ذلك في التوقف عن التركيز باستمرار على المشاكل التي لا يمكنك حلّها.

مساعدة الآخرين

الإيثار بحد ذاته رائع، ولكن كيف يمكن أن يساعدك؟ وفقاً لبعض الأبحاث، يمكن أن يؤدي الوقت الذي تقضيه في الأعمال التطوعية، أو المال الذي تتبرع به إلى الشعور بالارتياح العميق، مما يحفّز إفراز هرمونات في الجسم تساعد الدماغ على الشعور بالرضا. إذا لم يكن لديك المال للتبرع للجمعيات الخيرية، يمكنك مثلاً القيام بأشنطة أخرى مثل: المساعدة في صنع أقنعة الوجه القماشية للمحتاجين، أو التبرّع بمعدات للوقاية إلى المستشفيات، أو سؤال جيرانك كبار السنّ إن كانوا يحتاجون مساعدة في شراء البقالة، أو اتّصل بصديقٍ تعرف أنه يعاني من الوضع الراهن واعرض عليه المساعدة. ستمنحك مساعدة الآخرين شعوراً بالرضا إلى حدٍ كبير.

الخروج إلى الهواء الطلق، أو جلب الطبيعة إلى المنزل

لن يدهشك معرفة أن قضاء الوقت في الخارج مرتبط بانخفاض معدلات الاكتئاب، ويحسّن الصحة والحالة المزاجية. إذا كنت تشعر بالكآبة، جرب الخروج في نزهة قصيرة حول المنزل أو المبنى السكني الخاص بك، أو الجلوس في الحديقة لوقت قصير. يمكن أن يساعدك الخروج إلى الهواء الطلق بالشعور بشكلٍ أفضل بالتأكيد.

في الواقع، لا يتمتع الجميع بإمكانية الخروج الآمن والسهل إلى الهواء الطلق دائماً، وخصوصاً في ظروف الإغلاق الحالية، لكن دراسة واحدة على الأقل تؤكّد أن الاستماع إلى أصوات الطبيعة في المنزل مثلاً؛ يمنحنا نفس الفوائد فيما لو كنا في نزهةٍ في الخارج فعلاً.

ونظرا لأنّ ضوء الشمس نفسه يمكن أن يجعلنا نشعر بالسعادة (بسبب أثرها الكيميائي على الجسم)، فإن مجرد الجلوس بجانب نافذة يتسلّل منها ضوء الشمس، أو استخدام «مصباحٍ سعيد» يحاكي ضوء النهار يمكن أن يساعد أيضاً. بينما تشير أبحاث أخرى إلى أن النباتات المنزلية يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على الحالة المزاجية للإنسان. فقد وجدت إحدى الدراسات اليابانية أن النظر إلى النباتات المزروعة في الأصص المنزلية لمدة بضع دقائق فقط في اليوم؛ يقلل من ضغط العمل.

باختصار، إذا كان بإمكانك قضاء بعض الوقت في الخارج بأمان، مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي في الوقت الراهن، فاجعل ذلك أولوية قصوى لك. إذا لم تتمكن من ذلك، فاستخدم النوافذ المفتوحة، والضوء الطبيعي والنباتات، وأصوات الطبيعة المُسجلة، والمصابيح السعيدة لمحاكاة العالم الخارجي.