العلماء يبتكرون طريقة جديدة لتتبع يرقات المرجان من خلال «صبغها»

2 دقائق
العلماء يبتكرون طريقة جديدة لتتبع يرقات المرجان من خلال «صبغها»
أسماك استوائية بين الشعاب المرجانية. ديبوزيت فوتوز

يعد اللون من أهم السمات التي تميز الشعاب المرجانية. ويعود تنوع هذه الألوان بشكلٍ أساسي إلى الصبغات التي تنتجها البروتينات الموجودة في المرجان، والتي تعكس مجموعة متنوعة من الضوء، ثم تمتص هذه الصبغات لوناً واحداً من الضوء، ما يحدد اللون الذي سيظهر به المرجان. يمكن أن تساعد الأصبغة الزاهية أيضاً في إنقاذ الشعاب المرجانية المهددة في العالم، حيث تصف دراسة نُشرت نتائجها مؤخراً في مجلة "بلوس بيولوجي" ذات الوصول المفتوح طريقة تمييز جديدة منخفضة التكلفة تعتمد على صبغ يرقات المرجان لمساعدة العلماء على تتبعها في أثناء انتشارها واستقرارها في النهاية في الشعاب المرجانية.

أهمية تتبع يرقات المرجات

تتعرض الشعاب المرجانية حالياً للتهديد بسبب التلوث وتغيّر المناخ وتحمض المحيطات وغير ذلك. وتتكاثر هذه اللافقاريات البحرية عن طريق إنتاج تريليونات من اليرقات المجهرية التي يمكنها الانتقال لمسافة تصل إلى 100 كيلومتر لتستقر أخيراً في قاع البحر، ونظراً لصغر حجمها الصغير والمسافة الهائلة التي يمكن أن تقطعها بالنسبة لحجمها، فإن تتبعها صعب جداً.

جمع فريق من الباحثين نحو 3 آلاف يرقة من المرجان من نوعي "أكروبورا سباثولاتا" (Acropora spathulate) و"بلاتيغيرا ديداليا" (Platygyra daedalea)، والتي تمت تربيتها في المختبر لاختبار طريقة التتبع الجديدة. ثم تم تحضين اليرقات بواحدة من 4 صبغات مُلونة بتركيزات مختلفة.

وجد الفريق أن صبغتين -صبغة الأحمر المحايد وصبغة الأزرق النيلي- نجحتا في تمييز يرقات المرجان، وقد كان تأثيرهما ضئيلاً على بقائها واستقرارها في نهاية المطاف في قاع البحر. ثم قاموا باختبار هاتين الصبغتين على أربعة أنواع أخرى من المرجان في المختبر، ووجدوا أنها نجحت في صبغ 90% من اليرقات.

العلماء يبتكرون طريقة جديدة لتتبع يرقات المرجان
تُظهر الصورة يرقات حرة تحولت حديثاً (مصبوغة بالأزرق النيلي، وصبغة الأحمر المحايد، وأخرى غير مصبوغة) من أنواع "أكروبورا أنثوسيرسيس، بلاتيغيرا ساينينسيس، كولاسترا أسبيرا، بالإضافة إلى خليط من اليرقات المعلّمة بصبغتي الأزرق النيلي والأحمر المحايد من نوع "ديبساسترا فيفوس". حقوق الصورة: دوروبولوس وروف، 2022، مجلة بلوس بيولوجي.

اقرأ أيضاً: تعرف إلى الشعاب المرجانية وأهميتها في الحفاظ على البيئة البحرية

كيف اختبر الباحثون هذه الطريقة على أرض الواقع؟

ومع ذلك، فإن الاختبار في البيئة المعملية يشبه الاختبار في حوض للأسماك مقارنة ببيئة المحيط المفتوحة. لاختبار هذا الأسلوب على أرض الواقع، استخدم الفريق بيوضاً أُخذت من الشعاب المرجانية البرية في الحيد المرجاني العظيم وزرعوها في برك اليرقات في بحيرة جزيرة ليزارد الشاطئية قبالة الساحل الشمالي الشرقي لأستراليا. قام الفريق بصبغ 10 آلاف يرقة بصبغة الأزرق النيلي واكتشفوا أنها استقرت بنجاح على بعض البلاطات الموضوعة في قاع البحيرة الشاطئية.

يقول المؤلف المشارك للدراسة وعالم البيئة البحرية في وكالة الأبحاث العلمية "سيسرو أوشن أند أتموسفيركريستوفر دوروبولوس، في بيان: «لقد طوّرنا طريقة جديدة لتلوين أعداد ضخمة تصل إلى المليارات من يرقات المرجان. تسمح طريقتنا بالتمييز الفوري والتتبع البصري ليرقات المرجان من وقت بدء انتشارها حتى استقرارها، ويمكنها تسهيل مجموعة واسعة من الدراسات الجديدة حول سلوك اليرقات وبيئتها». شارك دوروبولوس في تأليف الدراسة مع عالم البيئة البحرية الذي يعمل في "سيسرو أوشن أند أتموسفير" أيضاً، جورج روف، وتُعد وكالة سيسرو أوشن أند أتموسفير أكبر وكالة أبحاث علمية تدعمها الحكومة الأسترالية.

اقرأ ايضاً: هكذا صار المحيط «عالم أزرق شاسع مليء بالضوضاء»

وفقاً لهذه الدراسة، تعد هذه الطريقة سريعة وسهلة وليس لها أثر سام لدراسة انتشار يرقات المرجان ولا تكلف سوى دولار واحد لصبغ 100 ألف يرقة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام أصباغ الألوان المختلفة كترميز لوني للتمييز بين المجموعات أو الأنواع المرجانية وفي التخطيط للحفظ ودراسة علم البيئة السلوكي وتجارب استعادة الشعاب المرجانية.