مهندس طيران يشرح: ما هي الرحلات دون المدارية؟

2 دقائق
الرحلات دون المدارية
shutterstock.com/ Axel Monse

الرحلات دون المدارية؛ مصطلح ستسمعه كثيراً نتيجةً لرحلة الملياردير البريطاني «ريتشارد برانسون» على متن سفينة الفضاء «في أس أس يونيتي» المجنّحة التابعة لشركة «فيرجن غالاكتك»، ورحلة «جيف بيزوس» على متن مركبة «نيو شيبيرد» التابعة لشركة «بلو أوريجن»؛ واللتين تهدفان للمس حدود الفضاء واختبار انعدام الوزن لبضعة دقائق.

ولكن ماذا يعني مصطلح «ما دون المداري» بالضبط؟ ببساطة؛ هذا يعني أنه في حين أن المركبات الفضائية ستعبر حدود الفضاء المحددة بشكلٍ غير دقيق، فإنها لن تسير بالسرعة الكافية للبقاء في الفضاء بمجرد وصولها إلى هناك.

اقرأ أيضاً: برانسون طار في الفضاء: إليكم الفصل الأول من رحلات السياحة الفضائية

إذا وصلت سرعة مركبة فضائية (أو أي شيء آخر في الواقع) إلى 28,000 كيلومتر/ساعة أو أكثر، فبدلاً من السقوط مرة أخرى على الأرض؛ سوف تسقط هذه المركبة باستمرار حول الأرض. هذا السقوط المستمر هو ما يعنيه أن تتخذ المركبة مداراً محدداً، وهو ما يجعل الأقمار الصناعية والقمر تدور حول الأرض.

أي شيء ينطلق إلى الفضاء ولا يملك سرعة أفقية تكفي لجعله يبقى في الفضاء (مثل المركبات سابقة الذكر) يعود إلى الأرض؛ وبالتالي يسير في مسار ندعوه مساراً «دون مداري».

ما السبب الذي يجعل الرحلات ما دون المدارية مهمّة؟

على الرغم من أن المركبتين الفضائيتين اللتين تم إطلاقهما في يوليو/ تموز 2021 لن تصلا إلى مدارٍ مستقر؛ إلا أن مجرد إنجاز الوصول إلى الفضاء في مركبة فضائية خاصة يعدّ إنجازاً كبيراً في تاريخ البشرية. الأشخاص الذين كانوا على متن هذه الرحلات، وأولئك الذين سيكونون على متن جميع الرحلات الجوية شبه المدارية التابعة للقطاع الخاص في المستقبل، سيقضون في الفضاء بضعة دقائق فقط، وسيختبرون شعور انعدام الوزن المبهج لوقت قصير للغاية، وسيستحقّون أوسمة روّاد الفضاء التي سيحصلون عليها بكل جدارة.

تصل الرحلات دون المدارية (المساران A و B) إلى الفضاء؛ ولكن نظراً لأنها لا تتحرك بسرعة كافية فوق الأرض، فإن الجاذبية ستسحب الجسم مرة أخرى إلى السطح. - الصورة: بريان برونديل.

كرة بيسبول مرمية بقوة كبيرة

من الناحية النظرية؛ لا تختلف الرحلات الجوية التي أجراها برانسون وبيزوس اختلافاً كبيراً عن كرة بيسبول التي يتم رميها في الهواء.

كلما تمكنت من رمي كرة بيسبول للأعلى بسرعةٍ أكبر؛ سيزيد ارتفاع الكرة في الهواء وستطول مدة بقائها فيه. إذا رميت الكرة قليلاً مع القليل من السرعة الجانبية أيضاً، فستبتعد مسافة أكبر وأكبر.

تخيّل رمي كرة بيسبول في حقل مفتوح. عندما ترتفع الكرة، فهي تتباطأ، وذلك بسبب استبدال الطاقة الحركية الناتجة عن سرعتها للحصول على طاقة كامنة على شكل ارتفاع متزايد. في النهاية؛ ستصل الكرة إلى أقصى ارتفاع يمكن أن تصل إليه، ثم تسقط مرة أخرى على الأرض.

تخيل الآن أنه يمكنك رمي كرة البيسبول بسرعة كافية لتصل إلى ارتفاع يصل إلى 97 كيلومتر، وبذلك فقط؛ ستصل كرة بيسبول إلى الفضاء؛ لكن عندما تصل الكرة إلى أقصى ارتفاع لها، فإن سرعتها الرأسية ستساوي الصفر، وستبدأ في السقوط مرة أخرى على الأرض.

قد تستغرق الرحلة عدة دقائق، وستشهد الكرة خلال معظم ذلك الوقت شيئاً شبيهاً بانعدام الوزن؛ كما هو الحال بالنسبة لرواد الفضاء الجدد على متن المركبات الفضائية السياحية. تماماً مثل كرة بيسبول افتراضية؛ سيصل رواد الفضاء إلى الفضاء، لكنهم لن يتّخذوا مداراً مستقرّاً، لذا ستكون رحلاتهم دون مدارية.