ما الذي يسبب سيلان الدموع في أثناء تقطيع البصل؟ وكيف تتجنبه؟

2 دقيقة
السكاكين الحادة هي السر في تجنب أي دموع غير مرغوب فيها.

تتنوع الاقتراحات لتجنب سيلان الدموع المزعج الناجم عن البصل في المطبخ بين مجموعة من الأفكار، بدءاً من تجميده، إلى تقطيعه تحت الماء، إلى ارتداء نظارات واقية خاصة، وصولاً إلى تناول بعض الخبز قبل ذلك. ولكن ما الذي يقوله العلم الحقيقي عن كيفية النجاة من مواجهة البصل التالية دون أن تصاب بأذى؟ وفقاً لفريق من الفيزيائيين في جامعة كورنيل، فإن الأمر كله يتعلق بحدة السلاح الذي تختاره وسرعة تعاملك مع البصل. وقد نُشرت النتائج التي توصلوا إليها في دراسة ما قبل الطباعة، حتى إنها تتضمن مقصلة بصل صغيرة جداً.

 اقرأ أيضاً: كيف ينجح الممثلون في البكاء واستثارة المشاعر عند الحاجة؟

 5 ملايين عام والبصل موجود بميزة طاغية: مسبب للدموع

كان البصل غذاءً زراعياً أساسياً منذ عام 3,000 قبل الميلاد على الأقل. وقد كان المصريون القدماء يقدسونه في الواقع بصفته رمزاً للخلود بسبب طبقاته الداخلية متحدة المركز، وكانوا يضعون الخضروات في مقابر الفراعنة. وبصرف النظر عن استخدامه الروحاني، فإن للبصل أيضاً فوائد صحية وطبية واضحة جداً، خاصةً عندما يتعلق الأمر بمحتواه الغذائي ومضادات الأكسدة وخصائصه المضادة للبكتيريا.

لكن بعد أكثر من خمسة ملايين سنة من الاستخدام في أنحاء العالم كافة، تظل الحقيقة هي أن أحد مركبات البصل على وجه الخصوص لا يزال يشكل مشكلة لأعيننا، وهو مركب سين بروبانيثيال-إس-أوكسيد (syn-propanethial-S-oxide). حيث تنطلق هذه المادة الكيميائية في الرذاذ الغني بالكبريت الذي يصاحب تقطيع ثمار البصل، والذي ينتقل بعد ذلك عبر الهواء ويتلامس في النهاية مع القنوات الدمعية.

كيف نتجنب الرذاذ المسبب للدموع عند تقطيع البصل؟

ولاختبار ديناميات هذا الرذاذ وكيفية تجنبه على أفضل وجه، أعد باحثو كورنيل مقصلة صغيرة مجهزة بشفرات فولاذية متنوعة قبل طلاء أرباع البصل بطلاء رذاذ أسود. لم يكن ذلك لإضفاء مزيد من الأجواء الجنائزية في المختبر، بل لمساعدة الفريق على تتبع تشوه البصل استجابةً للشفرة. وبعد استخدام مجهر إلكتروني لقياس عرض حافة الشفرة (الذي تراوح بين 5 و200 مليمتر)، بدؤوا التقطيع بسرعات تتراوح بين 0.4 و2 متر في الثانية. ولكن لا توجد أي معلومات عما إذا كان ذلك يمكن أن يضاهي الرقم القياسي العالمي الحالي في موسوعة غينيس للأرقام القياسية لأكبر كمية بصل مقشر ومقطع في دقيقة واحدة، وهي 615 غراماً.

وقد أظهرت تسجيلاتهم بوضوح أن الشفرات الأكثر حدة توفر عدداً أقل من القطرات التي تنتقل بطاقة أقل. وكلما كانت الشفرة أقل حدة، كانت أكثر عرضة لثني قشرة البصل قبل التقطيع. وقد تسببت هذه التأخيرات في تخزين الطاقة المرنة التي أدت إلى تراكم الضغط في ثمار البصل قبل التقطيع في النهاية، ما أدى إلى إطلاق العصارة بغزارة أكبر. وفي بعض الحالات، وصلت سرعة جزيئات الرذاذ إلى نحو 12.5 متراً في الثانية. وما زاد الطين بلة، أن تلك القطرات تتفتت في أثناء تحليقها في الهواء لتكوّن رذاذاً أكثر انتشاراً من رذاذ الفلفل الطبيعي.

 اقرأ أيضاً: 8 حيل منزلية بسيطة لتجنب ذرف الدموع عند تقطيع البصل

يمكن أن تكون السكاكين ذات النصال المتآكلة مصدر إزعاج لدرجة أنها تُنتج قطرات أكثر بأربعين ضعفاً من القطرات التي تولدها السكاكين البديلة الأكثر حدة. وفي الوقت نفسه، أنتجت سرعات القَطع الأعلى أربعة أضعاف عدد الجسيمات التي نتجت عن السرعات الأبطأ.

لا تزال البيانات الواردة في هذه النسخة الأولية من البحث في حاجة إلى مراجعة الأقران. ومع ذلك، يبدو جلياً من هذا البحث أن استخدام السكين الحادة واتباع النهج البطيء في التقطيع سيقللان باستمرار الآثار غير المرغوب فيها للبصل. أما ما ستفعله بكل تلك الشرائح المقطعة، فهو أمر متروك لك تماماً.

المحتوى محمي