ما هو المقعد الأكثر أماناً في السيارة؟ خبير سيارات يدلي برأيه

4 دقيقة
السلامة في السيارة لا تتعلق بأحزمة الأمان فحسب، بل تتعلق أيضاً بالمقعد الذي تختار الجلوس فيه.

السلامة في السيارة لا تعتمد على مهارة القيادة فقط، بل أيضاً على اختيار المقعد المناسب ومواصفات المركبة نفسها. معرفة التفاصيل قد تحدث فارقاً بين النجاة والخطر:

  • المقعد الخلفي الأوسط هو الأكثر أماناً لأنه الأبعد عن نقاط التصادم الجانبي والأمامي.
  • تشير الدراسات إلى أن فرصة ا…

لطالما كان مصطلح "سأتولى الحراسة المسلحة" الذي بات معناه بمرور الأيام "سأجلس في المقعد الأمامي!" صرخة حماسية شائعة عند ركوب السيارة. ويعود هذا المصطلح إلى ما قبل السيارات تماماً، حيث يعود إلى حقبة الغرب الأميركي المتوحش عندما كان الراكب الجالس بجانب سائق العربة يحمل بندقية حرفياً. في هذه الأيام، لا تزال هناك بعض المزايا للجلوس بجانب السائق، حتى لو لم يعد هذا الموضع يتطلب حمل سلاح ناري.

ومع ذلك، إذا كانت السلامة هي شاغلك الرئيسي، فقد ترغب في إعادة النظر في خيار "المقعد الأمامي". يمكن أن ينطوي الجلوس بجانب السائق على مخاطر حقيقية في حالات الطوارئ، ما يطرح السؤال التالي: ما هو مقعد السيارة الأكثر أماناً؟ قد ينقذ حزام الأمان حياتك، لكنه ليس العامل الوحيد.

يقول الخبير في سلامة السيارات وأحد المدافعين عنها، بايرون بلوخ، إن المقعد الأكثر أماناً في السيارة "يعتمد أيضاً على نوع السيارة التي تركبها". كما تؤدي طبيعة الحادث دوراً في ذلك أيضاً. إذ يتساءل بلوخ: "هل هو حادث انقلاب؟ أم هو اصطدام جانبي؟ أم هو اصطدام أمامي؟"

إليك ما تحتاج إلى معرفته حول كيفية اختيار السيارة الأكثر أماناً ومكان الجلوس فيها.

لماذا يعد توضع المقعد مسألة مهمة؟

يوضح بلوخ: "دعونا نستهل الشرح بأنه لا يوجد موقف موحد ينطبق على السيارات والشاحنات الصغيرة وسيارات الدفع الرباعي والشاحنات الصغيرة كلها بشأن موضع الجلوس الأكثر أماناً. ومع ذلك، ثمة دليل إحصائي قوي على أن هناك مقعداً واحداً له أفضلية طفيفة على بقية المقاعد. يقول بلوخ: "يعد المقعد الخلفي الأوسط هو الأكثر أماناً لأنه الأبعد من بين المقاعد عن التصادم الجانبي أو الاختراق".

وفقاً لإحدى الدراسات التي حللت الحوادث المميتة كلها التي وقعت في الولايات المتحدة بين عامي 2000 و2003، فإن فرصة النجاة في المقعد الخلفي الأوسط أعلى بنسبة 25% في المتوسط من بقية المواضع في السيارة.

وتصبح البيانات أكثر إقناعاً عند النظر إلى الركاب الأصغر سناً. من المعروف أنه ينبغي ألا تدع طفلاً يجلس في المقعد الأمامي على الإطلاق. في الواقع، توصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بالانتظار حتى يبلغ الأطفال 13 عاماً للسماح لهم بالجلوس في المقعد الأمامي (مهما توسلوا لفعل ذلك قبل أن يبلغوا هذه السن). وذلك لأن آلية عمل الوسائد الهوائية مضبوطة خصيصاً لأجسام البالغين الذين يبلغ وزنهم نحو 70 كيلو غراماً. فعظام الأطفال أكثر ليونة ويمكن أن تنكسر بسهولة عند اصطدامها بوسادة هوائية تفتح بسرعة 320 كيلومتراً في الساعة.

اقرأ أيضاً: هل سيختفي الموز؟ العلماء في سباق مع الزمن لإنقاذه

ولكن لا يكفي وضع الطفل الصغير في المقعد الخلفي. فقد وجدت دراسة أخرى، استناداً إلى مطالبات التأمين على السيارات من 1 ديسمبر/كانون الأول من عام 1998 إلى 31 ديسمبر/كانون الأول من عام 2006، أن الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم ثلاث سنوات كانوا أقل عرضة للإصابة بنسبة 43% إذا جلسوا في المقعد الخلفي الأوسط مقارنة بالجلوس في المقاعد الجانبية. باختصار، إذا كنت مسافراً برفقة راكب صغير، احرص على وضعه في المقعد الأكثر أماناً في سيارتك: المقعد الخلفي الأوسط.

ثمة عوامل أخرى تتطلب التفكير فيها

إن اختيار مكان الجلوس قد يكون له تأثير كبير، لكن بلوخ يحذر من أن الأهم من ذلك هو اختيار السيارة الأكثر أماناً. يدرك بلوخ المخاطر جيداً، بعد دراسة المشاكل والنضال من أجل تصميم سيارات أكثر أماناً مدة 50 عاماً تقريباً

يقول بلوخ: "قد يفترض المرء منطقياً أن كل شركة مصنعة للسيارات تنتج سيارة تضاهي غيرها إلى حد كبير من حيث السلامة. لكن ثمة اختلافات كبيرة، لأن معايير السلامة الفيدرالية للسيارات لا تمثل سوى الحد الأدنى من المتطلبات. لذا، ما دمت تلتزم بالحد الأدنى، فلا يزال بإمكانك بيع سيارتك في أميركا".

في كثير من الأحيان، لا يكفي الحد الأدنى، ولهذا السبب من المهم جداً طرح الأسئلة الصحيحة في وكالة السيارات. بداية، تأكد من أن الوسائد الهوائية الستائرية الجانبية تحمي المقاعد كلها. على عكس الوسائد الهوائية الأمامية، فإن خطر تعرض الأطفال للإصابة ضئيل جداً جراء هذه الوسائد الهوائية الجانبية، ما داموا في مقاعد السيارة أو مربوطين بأحزمة الأمان.

يقول بلوخ: "بعض السيارات مزود بالوسائد الهوائية في صف السائق"، ولكن ليس جميعها. ويضيف: "وهناك صفان خلفهما في سيارات الدفع الرباعي. ويجب التأكد من أن الوسائد الهوائية الستائرية الجانبية تحمي الركاب كافة في الصفوف كلها".

فكر في النوافذ والسقف

من المزايا الأخرى التي قد ترغب فيها هي الزجاج الرقائقي. على عكس الزجاج المقسى، الذي يتحطم بسهولة، فإن الزجاج الرقائقي مصنوع من قطعتين سميكتين من الزجاج تحتويان فيما بينهما على نوع من الراتنج المتين يسمى "بولي فينيل بوتيرال" (PVB) وهو أكثر تماسكاً عند الاصطدام. استخدم الزجاج الرقائقي للمرة الأولى في الزجاج الأمامي للسيارات عام 1927. ولا يزال هذا النوع من الزجاج هو المعيار القياسي للزجاج الأمامي، ولكن نظراً لأن استخدامه أكثر تكلفة، فإن العديد من الشركات المصنعة للسيارات يستخدم الزجاج المقسى للنوافذ الجانبية.

يقول بلوخ: "يجب أن تكون النوافذ الجانبية وفتحة السقف من الزجاج الرقائقي. لأن الزجاج المقسى يتحطم على الفور إلى آلاف القطع الصغيرة من الزجاج".

اقرأ أيضاً: ما الخطوات السليمة والآمنة لإيقاف السيارة عند انفجار أحد الإطارات؟

أخيراً، يجب أن تتأكد من أن سيارتك تتمتع بسقف متين بما يكفي ليمنعه من الانهيار في حال انقلابها. يقول بلوخ: "مهما كان نوع السيارة التي ترغب فيها، اسأل وكيل السيارات: ’ما هي نسبة قوة السقف إلى وزن السيارة التي تريدني أن أشتريها وأخاطر بحياة عائلتي فيها؟’".

ستجد في السوق سيارات تبلغ نسبة قوة سقفها إلى وزنه 2.5، لكن الخيارات الأفضل هو عندما تبلغ النسبة 4.0 فما فوق. فهذا يعني أن السقف يمكن أن يتحمل أربعة أضعاف وزن السيارة قبل أن ينهار إلى الأسفل بمقدار 13 سنتيمتراً تقريباً. وما دام الركاب كلهم مثبتين بإحكام، فإن ذلك يزيد إلى حد كبير فرص النجاة في حال انقلاب السيارة.

يقول بلوخ: "إن السيارات ذات الأسقف الأقوى والأكثر أماناً تتمتع بتصنيف 4.0 على الأقل، وبعضها يصل إلى 5.0 أو أعلى. هذا يدل على أن الشركة المصنعة تهتم بسلامتك في حال وقوع حادث".

باختصار، من المفيد أن تتحلى بالذكاء عندما تختار السيارة التي ستقودها وأين ستضع ركابك. احرص على شراء السيارة الأكثر أماناً التي يمكنك تحمل تكاليفها وتأكد من إبقاء الأطفال أو الركاب الأكثر عرضة للخطر في المقعد الخلفي الأوسط.

المحتوى محمي