ما بدائل البلاستيك وكيف يمكن التقليل من استعماله؟

ما بدائل البلاستيك وكيف يمكن التقليل من استعماله؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ anttoniart

نستخدم المنتجات البلاستيكية بشكل لا يصدق، فالبلاستيك عملي ومفيد جداً، ولا بُدّ أنه غيّر حياتنا. ومع ذلك، فإنه يشكل تهديداً خطيراً لصحة الإنسان، إذ يرتبط التعرض اليومي للمواد الكيميائية البلاستيكية بالعديد من التأثيرات الصحية، مثل مشكلات الصحة الإنجابية ومشكلات صحة الدماغ عند الأطفال وبعض أنواع السرطان ومشكلات الغدد الصم وغيرها، هذا بالإضافة إلى أن البلاستيك يدمّر المحيطات والمياه العذبة والأنظمة البيئية الأرضية التي تعتبر ضرورية لجميع أشكال الحياة. 

لذلك ولتقليل التعرض للبلاستيك والمواد الكيميائية المرتبطة به والمساهمة في عالم أكثر صحة، تعرّف إلى كيفية التقليل من استعمال البلاستيك وما البدائل المتاحة له.

اقرأ أيضاً: إليك أضرار عوادم السيارات على البيئة والإنسان

كيفية التقليل من استعمال البلاستيك

يمكن من خلال إجراء تغييرات صغيرة على كيفية استخدام البلاستيك إحداث تأثير كبير سواء على البيئة أو على الصحة، وأبسط هذه الطرق تجنب استعمال المواد البلاستيكية غير الضرورية، خصوصاً تلك التي تستخدم مرة واحدة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع النصائح التالية:

  • تجنب شراء القناني البلاستيكية: تعد قناني المياه والمشروبات البلاستيكية إلى جانب أغطيتها أكبر مصدر للنفايات البلاستيكية في المحيطات. في الواقع، يُشترى أكثر من مليون قنينة بلاستيكية كل دقيقة في جميع أنحاء العالم، ولا يتم تدوير سوى نسبة صغيرة فقط منها. في حين أن البديل بسيط، مثل قناني الفولاذ المقاوم للصدأ أو القناني الزجاجية القابلة لإعادة الاستخدام مراراً وتكراراً، فهذه مواد متينة وآمنة وسهلة التنظيف ويمكن حملها إلى أي مكان.
  •  استخدام حقيبة تسوق قماشية أو قابلة لإعادة الاستخدام: يُستخدم الكيس البلاستيكي لمدة 12 دقيقة بشكل متوسط فقط، ومع ذلك فهو يبقى في البيئة لمئات السنين، وتعد إدارة هذه الأكياس أمراً بالغ الصعوبة، لأن قيمتها قليلة وإعادة تدويرها أمر صعب حتى وإن جمعت. بالمقابل، يمكن استخدام بعض البدائل البسيطة مثل حقيبة التسوق القابلة لإعادة الاستخدام، مثل الأكياس القماشية التي يمكن طيها بسهولة واستعمالها عند الحاجة.
  • تجنب استخدام أطباق وأكواب الستايروفوم: تعد أطباق وأكواب الستايروفوم التي تستخدم لمرة واحدة مثل أطباق الوجبات السريعة وأكواب القهوة مصدراً كبيراً للنفايات البلاستيكية. وعلى الرغم من أن هذه المواد قد تتحلل تدريجياً، فإن اللدائن البلاستيكية الدقيقة التي قد تنتج عنها يمكن أن تبقى في البيئة والكائنات الحية لمئات السنين، هذا بالإضافة إلى تأثيراتها الضارة على صحة الإنسان. لذلك، من الأفضل تقليل استخدامها إلى الحد الأدنى، مثل استعمال الأطباق المعدنية أو القابلة لإعادة الاستخدام، واستخدام الأكواب الكرتونية مثلاً.

اقرأ أيضاً: ما هي مركبات الكربون الهيدروفلورية وكيف سيؤثر منع استخدامها على المناخ؟

  • تجنب استخدام مواد التغليف البلاستيكية: على الرغم من أن مواد التغليف والتعبئة البلاستيكية تؤدي وظيفة حيوية في الحفاظ على الطعام وتقليل الهدر، فإنها باتت تُستخدم بشكلٍ كبير جداً إلى حد أصبحت فيه خطيرة على البيئة والصحة. لذلك وكمستهلك، فإن أفضل طريقة لإحداث فرق في استخدام هذه المواد هي محاولة تجنب شراء هذه المنتجات أو على الأقل شراء الحد الأدنى الضروري منها، وشراء العبوات الكبيرة بدلاً من العبوات الصغيرة، والبحث عن عبوات بديلة مثل الزجاج أو الورق المقوى أو غيرها من البدائل. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تجنب استخدام مواد التغليف البلاستيكية في المنزل واستخدام العبوات ذات الأغطية الزجاجية أو المعدنية بدلاً منها.
  • تجنب استخدام المصاصات البلاستيكية (القشات): قد يبدو أن استخدام القشات البلاستيكية أمر بسيط وليس بتلك الأهمية، لكن ومع مئات ملايين القشات التي تستخدم يومياً، ونتيجة صغر حجمها والمواد المستخدمة في صناعتها، فإن إعادة تدويرها أمر بالغ الصعوبة، وتنتهي جميعها في مكب النفايات أو أنها تحرق، ما يؤدي إلى تسرب كميات هائلة من الغازات الضارة إلى البيئة. لذلك، وفي المرة المقبلة التي تريد أن تشتري عصيراً أو مشروباً ما، اسأل نفسك هل حقاً تحتاج الى تلك القشة، وإذا كان الجواب نعم، فيمكن استخدام بعض القشات المصنوعة من المعدن أو الخيزران القابلة للغسل وإعادة الاستخدام.

اقرأ أيضاً: هل يمكن استخدام الكربون المنبعث من المباني لزيادة إنتاج المحاصيل المزروعة؟

بدائل البلاستيك 

إن أردنا أن نكون منصفين، فإن العديد من الاختراعات لم تكن لتكون ممكنة اليوم لولا البلاستيك، مثل أجهزة الكمبيوتر والألواح الشمسية وحتى العديد من أنواع الهواتف المحمولة وغيرها. ومع ذلك فإن البلاستيك التقليدي عادةً ما يصنع من الوقود الأحفوري، بالتالي فهو يسهم إلى حد كبير في أزمة المناخ المستمرة. وفقاً لتقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UN Environment Program) تمثل مواد البلاستيكية القائمة على الوقود الأحفوري وحدها ما يقدر بنحو 15% من ميزانية الكربون في العالم، وهذا ما يعادل 1.7 غيغا طن تقريباً من ثاني أوكسيد الكربون. ومع ذلك، ثمة بعض البدائل للبلاستيك التي قد تحل هذه المشكلات، مثل:

  • البلاستيك الحيوي (Bioplastic): على عكس البلاستيك التقليدي، يتم تصنيع البلاستيك الحيوي عادةً من مصادر متجددة مثل النباتات والنشويات والسكريات. ومن أكثر المواد البلاستيكية الحيوية تقدماً هو مادة البولي هيدروكسيل الكانوتيس (Polyhydroxyalkanoates) واختصاراً PHA، فهو قابل للتحلل البيولوجي في جميع أنواع البيئات الطبيعية، وقابل لاستخدامه في تسميد التربة، كما أنه بالغ الأهمية لمنع التلوث البلاستيكي بالنسبة للمنتجات التي تستخدم لمرة واحدة. على سبيل المثال تستغرق القشة البلاستيكية الواحدة ما يصل إلى 200 عام لتتحلل سواء على اليابسة أو في المحيط، بينما القشة المصنوعة من بلاستيك PHA تستغرق نحو 90 يوماً للتحلل عند دفنها في التربة، و180 يوماً في المحيط.
  • سيليكون البلاتينيوم (Platinum silicon): مصنوع في المقام الأول من الرمل، وهي منتجات مرنة، ومتحملة للحرارة المرتفعة، لذلك يمكن استخدامها في الخبز والطهي دون أن تتعرض لخطر تغيّر الصفات.
  • مواد التغليف المصنوعة من شمع العسل: تصنع بشكل أساسي من شمع العسل، ويمكن استخدامها كبديل عن الأكياس البلاستيكية ومواد التغليف، وهي مواد آمنة وسهلة الاستخدام والتنظيف.
  • مواد التغليف المصنوعة من الألياف الطبيعية: يمكن أن تحل بشكل أساسي محل الأكياس ومواد التغليف البلاستيكية، وهي تُصنع من القطن العضوي أو الصوف أو القنب أو الخيزران، وهي قابلة للغسل وإعادة التدوير ومتعدد الاستخدامات وآمنة كما يمكن استخدامها في التسميد.
  • الخيزران: يمكن استخدام هذه المواد الطبيعية في صناعة أدوات المائدة وقشات الشرب، فهي خفيفة الوزن، وصالحة للاستخدام الطويل، وقابلة للاستخدام كسماد.
  • الورق والورق المقوى: يمكن استخدامه كبديل عن مواد التغليف والتعبئة، فهي مواد قابلة لإعادة التدوير، وسهلة التحلل في البيئة ويمكن استخدامها كمواد تسميد.

اقرأ أيضاً: كيف أصبحت الصحة العامة تحت رحمة الوقود الأحفوري؟ علماء يدقون ناقوس الخطر

ختاماً، إن التقليل من استعمال البلاستيك هو مسؤولية جماعية، ويجب أن يتحلى كل فرد في المجتمع بنصيبه منها. وعلى الرغم من أن الأمر قد لا يبدو سهلاً، ولكن عندما تصبح صحة الإنسان والبيئة على المحك، فلا بُدّ من اتخاذ إجراءات سريعة.