تبيّن الأبحاث أنه بحلول نهاية القرن الجاري، ستتبقى نسبة 37-49% من كتلة الأنهار الجليدية فقط في جبال الهيمالايا. ذاكر حسين تشاودهوري/أندارك
إهداء هذه المقالة
هذه الميزة مخصصة للمشتركين يمكنهم مشاركة المواضيع بحد اقصى 10 مواد من كافة مواقع مجرة
في صباح أحد أيام شهر أبريل/ نيسان 2022 في متنزه ساغارماثا الوطني، وهو أحد مواقع التراث العالمي في جبال الهيمالايا التي تضم جبل إيفرست، نظر دومي شيربا (Domi Sherpa) إلى المنحدرات الصخرية السوداء التي تقابل الجبال المغطّاة بالثلوج. في الماضي، كانت هذه المساحات المظلمة مغطّاة بالثلوج والجليد. لكن كما يقول شيربا، فإن ذوبان الأنهار الجليدية بدأ يكشف هذه الصخور التي تقبع تحتها بشكل متزايد. تحتوي سلسلة جبال هيندوكوش على ثالث أكبر تجمّع للأنهار الجليدية في العالم، وهي تلي القطبين الشمالي والجنوبي. لهذا السبب، عادة ما يشار إلى هذه الجبال باسم "القطب الثالث". مع ذلك، ترتفع درجات حرارة هذه المنطقة بمعدل…
هذا المقال يحتوي معلومات مدققة علمياً لن تجدها في أي مكان آخر
في صباح أحد أيام شهر أبريل/ نيسان 2022 في متنزه ساغارماثا الوطني، وهو أحد مواقع التراث العالمي في جبال الهيمالايا التي تضم جبل إيفرست، نظر دومي شيربا (Domi Sherpa) إلى المنحدرات الصخرية السوداء التي تقابل الجبال المغطّاة بالثلوج. في الماضي، كانت هذه المساحات المظلمة مغطّاة بالثلوج والجليد. لكن كما يقول شيربا، فإن ذوبان الأنهار الجليدية بدأ يكشف هذه الصخور التي تقبع تحتها بشكل متزايد.
تحتوي سلسلة جبال هيندوكوش على ثالث أكبر تجمّع للأنهار الجليدية في العالم، وهي تلي القطبين الشمالي والجنوبي. لهذا السبب، عادة ما يشار إلى هذه الجبال باسم "القطب الثالث". مع ذلك، ترتفع درجات حرارة هذه المنطقة بمعدل أكبر من الوسطي العالمي. إن الأنهار الجليدية في سلسلة هيندوكوش آخذة في التراجع، وهي عانت من زوال متسارع في العقود الأخيرة، ما يمكن أن يؤثر على إمدادات المياه في المجتمعات القريبة والبعيدة على حد سواء.
تأثيرات تغير المناخ
وفقاً لدراسة أجريت في عام 2017 ونشرت في مجلة نيتشر، ستتبقى نسبة 37-49% من كتلة الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا فقط بحلول عام 2100 (مقارنة بالنسب التي قُدّرت عام 2005) إذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.5 درجة مئوية عن درجات الحرارة التي سادت قبل الثورة الصناعية. يقول خبراء المناخ إن التغيّرات ستستمر بالتأثير على دورة المياه في المنطقة. قال سوديب تاكوراي (Sudeep Thakuri)، عالم الجليد في جامعة تريبهوفان في نيبال في رسالة بالبريد الإلكتروني لموقع أندارك: "تعتبر الأنهار والبحيرات الجليدية مؤشرات دقيقة للغاية للتغيّر المناخي". تعتبر جبال الهيمالايا مصدراً مهماً للمياه في قارة آسيا لدرجة أنه يشار إليها أحياناً باسم "أبراج المياه" للقارة.
لاحظ السكان المحليون التغيرات التي طرأت على الأنهار الجليدية على مر السنين. بدأ أنو شيربا (Anu Sherpa) بتسلق جبل إيفرست في عام 1970 عندما كان عمره 24 عاماً. وتقاعد في عام 1994 وهو يدير الآن متجراً في بلدة نامتشي بازار في نيبال. على مر السنين، لاحظ أنو شيربا التغيرات التي طرأت على مناخ المنطقة. إذ يقول إنه أصبح من الصعب التنبؤ ببداية المواسم، وإن المطر لا يبدأ بالهطول في الأوقات المتوقعة، ويضيف: "يجب أن يكون الطقس دافئاً في هذه الفترة من العام، ولكنه ليس كذلك". من المرجح أن التغيرات في مستوى مياه الأنهار المحلية في جميع أنحاء المنطقة ستؤثر على الزراعة ونظام الصرف الصحي وكمية مياه الشرب العذبة.
حتى البشر الذين يعيشون في مناطق بعيدة سيشعرون بتأثيرات ذوبان الأنهار الجليدية. كما أن هذه التغيرات ستؤثر على الكثيرين. توفّر الأجزاء الأقرب للمصبّات من أنهار قارة آسيا المياه لما يقرب من خُمس سكان العالم. قال تاكوراي إنه على سبيل المثال، ستشهد السهول المنخفضة والمناطق الساحلية في بنغلاديش زيادة في مستويات المياه في البداية، ما سيؤدي إلى المزيد من الفيضانات. مع ذلك، قد ينعكس هذا الوضع بمرور الوقت. أضاف تاكوراي قائلاً إنه نتيجة لانخفاض كمية الثلج والجليد في الأنهار الجليدية، ستصل كمية أقل من المياه إلى الأجزاء الأقرب من مصبات الأنهار خلال المواسم الجافة.
دومي شيربا يقف ووراءه جبل إيفرست في منتزه ساغارماثا الوطني الذي شهد آثاراً واضحة للتغير المناخي. في الماضي، كانت هذه المساحات المظلمة مغطّاة بالثلوج والجليد. ذاكر حسن تشاودهوري/أندارك
يبلغ ارتفاع بلدة نامتشي بازار، وهي بلدة في جبال الهيمالايا يشار إليها عادة باسم "بوابة جبل إيفرست"، نحو 3505 أمتار عن سطح البحر. يقول السكان المحليون إنهم شهدوا تغيّرات مناخية مثل أوقات هطول الأمطار والمواسم التي تخالف التوقّعات. ذاكر حسين تشاودهوري/أندارك
تعرف جبال الهيمالايا باسم "أبراج المياه" في آسيا، وهي تحتوي على أحد أكبر تجمّعات الأنهار الجليدية في العالم. يقول علماء المناخ إنه مع احترار هذه المنطقة واستمرار تراجع الأنهار الجليدية فيها، ستعاني الدورات المائية من الاضطراب. ذاكر حسين تشاودهوري/أندارك
بدأ أنو شيربا بتسلق جبال الهيمالايا في عام 1970. وبصفته مرشداً رئيسياً، زار أنو شيربا أعلى معسكر للتسلق، والذي يبلغ ارتفاعه نحو 7924 متراً عن سطح البحر. يقول أنو شيربا إنه شهد بشكل مباشر العديد من آثار التغيّر المناخي في المناطق الجبلية. ذاكر حسين تشاودهوري/أندارك
السكان المحليون يحملون المياه في زجاجات للسياح. من المتوقع أن يؤثّر ذوبان الأنهار الجليدية على توفّر مياه الشرب في المنطقة. نتيجة لانخفاض كمية الثلج والجليد في الأنهار الجليدية، ستصل كمية أقل من المياه إلى الأجزاء الأقرب من مصبات الأنهار خلال المواسم الجافة. ذاكر حسين تشاودهوري/أندارك
أطفال من قرية فاكدينغ في نيبال يلعبون الكرة الطائرة قرب نهر دودا كوساي، والذي يحمل المياه من منحدرات جبل إيفرست. وفقاً لمنظّمة اليونيسيف، يعتبر الأطفال معرضين لخطر التغيّر المناخي بشكل خاص، والذي سيتسبب بفيضانات الأنهار على الأرجح. ذاكر حسين تشاودهوري/أندارك
تعني عبارة "دودا كوساي" "نهر الحليب" في اللغة النيبالية. وسُمي النهر بهذا الاسم بسبب مياهه بيضاء اللون. ينبع هذا النهر من المنحدرات الجنوبية لجبل إيفرست ويغذّي المجاري المائية في طريقه، مثل نهر الغانج الذي يصب في خليج البنغال. ذاكر حسين تشاودهوري/أندارك
منظر جوي للمنازل التي غمرتها الفيضانات شمال بنغلاديش. غمرت الأمطار الغزيرة أكثر من ربع مساحة البلاد في عام 2019. ما تسبب بوفاة ما لا يقل عن 114 شخصاً وتضرر أكثر من 7.6 مليون شخص. يمكن أن تزداد هذه الفيضانات سوءاً مع استمرار ذوبان الأنهار الجليدية في الهيمالايا. ذاكر حسين تشاودهوري/أندارك
بدأ شعب "مانتا" بالعيش على القوارب بعد فقدان الأراضي والمنازل بسبب فيضان نهر ميغنا في بنغلاديش، والتي تعتبر من أكثر البلدان التي تعاني من آثار التغيّر المناخي. يتوقّع أن يتشرّد واحد من أصل كل 7 أشخاص في البلاد بحلول عام 2050. ذاكر حسين تشاودهوري/أندارك
رجل يسير جانب ضفة نهر في بنغلاديش توفّر الأجزاء من الأنهار الأقرب إلى المصبّات المياه لنحو خُمس سكان العالم. وسيتأثر الكثيرون بذوبان الأنهار الجليدية. ذاكر حسين تشاودهوري/أندارك
عائلة تقف على أرضها المزروعة، والتي انجرفت نتيجة للحت النهريّ. تتدفق أطنان من المياه إلى خليج البنغال كل سنة من المياه الجليدية الغنية بالرواسب قرب منابع الأنهار. على الرغم من أن ذوبان الأنهار الجليدية سيتسبب بزيادة الفيضانات في البداية على الأرجح، فإن مناطق بنغلاديش قد تعاني من فترات من الجفاف لاحقاً. ذاكر حسين تشاودهوري/أندارك
نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك، استمرار استخدامك للموقع يعني موافقتك على ذلك. سياسة الخصوصيةأوافقX
Privacy & Cookies Policy
Privacy Overview
This website uses cookies to improve your experience while you navigate through the website. Out of these cookies, the cookies that are categorized as necessary are stored on your browser as they are essential for the working of basic functionalities of the website. We also use third-party cookies that help us analyze and understand how you use this website. These cookies will be stored in your browser only with your consent. You also have the option to opt-out of these cookies. But opting out of some of these cookies may have an effect on your browsing experience.
Necessary cookies are absolutely essential for the website to function properly. This category only includes cookies that ensures basic functionalities and security features of the website. These cookies do not store any personal information.
Any cookies that may not be particularly necessary for the website to function and is used specifically to collect user personal data via analytics, ads, other embedded contents are termed as non-necessary cookies. It is mandatory to procure user consent prior to running these cookies on your website.