تلسكوب «ناسا» منحنا صورة أقرب إلى بلازما الشمس

مصدر الصورة: وكالة الفضاء الأميركية ناسا
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

صورة جديدة عالية الجودة للشمس تكشف عن شرائط من البلازما تُرى لأول مرة في الغلاف الخارجي للشمس، قد تساعد العلماء على فهم الغلاف الخارجي للشمس وتأثيره على كوكب الأرض.

سر الغلاف الخارجي للشمس

يتكون الغلاف الخارجي للشمس أو ما يُسمى بكورونا الشمس من البلازما، وهي حالة من حالات المادة تكون فيها الجزيئات الغازية مشحونة وذات درجة حرارة عالية. في حالة الغلاف الخارجي للشمس، تفوق درجة حرارة البلازما درجة حرارة سطح الشمس نفسها. لفهم الأمر أكثر، تخيل أنك تقف أمام مصدر للحرارة، كلما أقتربت منه زادت درجة الحرارة وكلما ابتعدت انخفضت درجة الحرارة. الآن، تخيل أنك تقف أمام الشمس؛ كلما اقتربت من الشمس انخفضت درجة الحرارة وكلما ابتعدت زادت درجة الحرارة.  

تنطلق البلازما من كورونا  الشمس في كل اتجاه في صورة رياح شمسية، وعندما تصل إلى الأرض وتتفاعل مع المجال المغناطيسي للكوكب، تُسبب أضواء الشفق القطبي عند القطبي الشمالي والجنوبي، ولكنها تُسبب أيضاً عواصف شمسية تؤثر على وسائل التواصل بين الأقمار الاصطناعية، والأرض وتؤثر على شبكات الكهرباء مما يؤدي إلى تعطلها بشكل مؤقت.

أخيراً الشمس بوضوح أكبر

تلسكوب «إتش ـآي- سي». المصدر: وكالة ناسا

أُطلق تلسكوب «تصوير الكورونا عالي الجودة – إتش آي- سي» التابع لوكالة الفضاء الأميركية ناسا عام 2012 خصيصاً لتصوير الغلاف الخارجي للشمس بدقة أعلى من التلسكوبات الأخرى لتصوير الشمس، فيمكن للتلسكوب الكشف عن تفاصيل يبلغ حجمها سبعين كيلومتر.

في السابع من أبريل/نيسان من العام الجاري، نُشرت صورة عالية الجودة ألتقطها إتش آي- سي لكورونا الشمس تظهر فيها شرائط بلازما معقودة ومشحونة مغناطيسياً يبلغ عرضها 500 كيلومتر، وهي تفاصيل لم تظهر في أي صورة سابقة لكورونا الشمس، كما يظن العلماء أن هذه الشرائط المعقودة قد تكون هي الهيكل الذي يُشكل البلازما في كورونا الشمس.

التلسكوب الذي قربنا الشمس

يتأثر الرصد الأرضي للأجسام الفلكية بعوامل عديدة منها حجب الغلاف الجوي للأرض لبعض الضوء من هذا الأجسام، ونتيجة لهذا يُحمل التلسكوب في كل مهمة رصد بواسطة صاروخ ليوضع في مداره حول الأرض ليأخذ صور عالية الجودة بعيداً عن تأثير الغلاف الجوي.

ليتمكن التلسكوب من تصوير الغلاف الجوي للشمس، صممت له فلاتر ضوئية تسمح للضوء من الغلاف بالعبور وتحجب باقي الضوء، ومرآة أساسية يبلغ قطرها أكثر من 24 سنتيمتر لتجميع أكبر قدر من الضوء.