مبادرة «اختراق الاستماع» تسعى للبحث عن حياة خارج الأرض

2 دقائق
تلسكوب, الحياة في الفضاء, البحث عن الحياة خارج الأرض
تلسكوب باركس — مصدر الصورة: روب دويتشر/ فليكر

تمكن فريق العلوم في مركز باركلي للأبحاث في جامعة كاليفورنيا من تجميع بيانات مهولة عن الفضاء الخارجي، وقاموا بنشرها للمرة الأولى على سبيل المشاركة في مبادرة «اختراق الاستماع» التي تسعى للبحث عن أدلة لوجود حضارات خارج الأرض.

تعد المبادرة واحدة من المبادرات البحثية الممولة من القطاع الخاص، حيث أسسها رجل الأعمال الروسي «يوري ميلنر» بتكلفة 100 مليون دولار، وذلك لمسح مليون نجم في نطاق الأرض، و100 مجرة قريبة من درب التبانة، وقدمت المبادرة بالفعل تحليلاً لـ 1397 نجماً، وهو ما يعادل 80% تقريباً من عينة النجوم القريبة من الأرض، بحسب تصريحات المسئولين عن المبادرة.

اعتمدت المبادرة في جمع بياناتها على أول تلسكوب لاسلكي أحادي الطبق في العالم، وهو تلسكوب «جرين بانك تلسكوب»، والذي يعمل على طول موجات متر إلى ملليمتر، كما اعتمدت كذلك على التلسكوب الراديوى «باركس» التابع لمرفق أستراليا الوطني، والتلسكوب البصري الروبوتي؛ وهو تلسكوب مزود بتقنية طيفية متطورة.

رحلة المبادرة تستغرق 10 سنوات

أعلنت المبادرة خلال المؤتمر صحفي الذي عقد في سياتل كجزء من الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية لتقدم العلوم؛ وفي أخر بيان لها يوم الجمعة 14 فبراير/ شباط الماضي أنها جمعت ما يقرب من 1 تيرابايت (1مليون ميجابايت) من البيانات الرقمية عن الحياة في الفضاء، وهو ما يعادل مليار صفحة من النصوص المطبوعة تقريباً، وذلك في الأربع سنوات الماضية فقط، علماً بأن المبادرة ستستغرق 10 سنوات للانتهاء من أبحاثها التي بدأت بالفعل في 2015.

أوضح البيان أن المعلومات التي حصلت عليها المبادرة تمت إتاحتها للجمهور حتى يتمكنوا من المشاركة بالاطلاع والبحث وفقاً لاهتماماتهم وقدراتهم. وأكد البيان كذلك أن برنامج المبادرة يستخدم أقوى التلسكوبات المتاحة في العالم، لأنها الأكثر حساسية بنسبة 50 مرة من التلسكوبات التي استخدمت قبل، مما يجعلها قادرة على تغطية 10 أضعاف المساحات في الأبحاث السابقة، كما إنها قادرة على تغطية أكثر من 5 أضعاف الطيف الراديوي بسرعة تفوق البرامج السابقة 100 مرة.

علامات فارقة

يقول «يوري ميلنر» مؤسس المبادرة؛ إن البشرية في كل تاريخها جمعت كميات محدودة من البيانات خلال رحلة البحث عن الحياة خارج الأرض، لكننا حصلنا بالفعل على الكثير من البيانات الحديثة، ويمكننا القيام بعلم حقيقي من خلال إتاحة هذه البيانات لعامة الناس.

كما علق «داني برايس» الباحث المختص في تليسكوب راديو باركس قائلاً: «ما ذكره البيان يعد من العلامات الفارقة في علوم الفضاء»، مضيفاً: «لقد سجلنا آلاف الساعات للنجوم القريبة، من خلال مليارات قنوات التردد، ولم نعثر على أي دليل على وجود إشارات مصطنعة من خارج كوكبنا، لكن هذا لا يعني أنه لا توجد حياة ذكية إلا في الأرض، فربما لم نتمكن من البحث في المكان الصحيح بعد، أو لم ننظر بعمق كافٍ لاكتشاف الإشارات».

أما «مات ليبوفسكي» كبير مسؤولي مركز البحث عن الإشارات خارج الأرض في بباركلي فيعلق قائلاً: «إننا متحمسون وفخورون بتقديم هذه المجموعة المهولة من البيانات لأول مرة، بحيث يمكن للجميع مساعدتنا في البحث»، مضيفاً: «يمكننا بالفعل أن نفترض أن حضارة خارج كوكب الأرض تختار طريقة أخرى للاتصال، من خلال الموجات الراديوية، أو على الأقل تستغل جزءاً آخر من الطيف الكهرومغناطيسي»، وتابع: «لقد بدأنا للتو، وهناك المزيد في المستقبل».

وكان علماء المبادرة قد توصلوا من خلال الاستماع إلى مجموعة من الأطوال الموجية الراديوية والبصرية؛ إلى طريقة لتحليل كمية كبيرة من البيانات التي يطلقون عليها «تكنوسيجنيتشرز»، وهي الآثار المحتملة لتكنولوجية أجهزة الإرسال والاستقبال، ووصف العلماء هذه التقنيات في دراستين سيتم الإعلان عنهما لاحقاً. 

مركز باركلي للأبحاث هو معهد غير ربحي للأبحاث العلمية يقع في ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا الأميركية، ويتعاون باركلي في إصدار الأبحاث للوكالة الدولية للفضاء ناسا والمؤسسة الوطنية للعلوم. تأسس عام 1984، ويعمل به أكثر من 130 من العلماء والموظفين والإداريين، ويضم 3 مراكز تابعة له، وهي مركز كارل سَيْجن لدراسة الحياة في الكون؛ وهو للأبحاث فقط، ومركز التعليم، ومركز التواصل.