اكتشاف سن ديناصور قد يساعد في فهم تاريخ أميركا الشمالية

سن أحفوري تم اكتشافه في الميسيسيبي، يعود لأحد الديناصورات ذات القرون.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

لم يكن جورج فيليبس يتوقع أن يجد أية ديناصورات في شمال شرق الميسيسيببي، عندما كان يبحث عن أحافير لسرطانات ورخويات، ولكنه عثر على عينة غريبة، وهي جسم متعرج بحجم قطعة نقدية.

وبصفته القيّم على الحفريات في متحف الميسيسيبي لعلوم الطبيعة، كان فيليبس يعرف أنه يمسك بسن ديناصور، ولكنه لم يكن متأكداً إلى أي نوع من الديناصورات يعود هذا السن. وبطبيعة الحال، قام بنشر الخبر على موقع الفيسبوك. وقد انتشر الخبر بسرعة بين علماء الحفريات، قبل أن يسترعي انتباه أندرو فارك، عالم الحفريات الذي يعمل في متحف رايموند ألف للحفريات.

وقد تعرف فارك على الشكل المميز لهذا السن المكسور. وبعد أقل من ساعة ونصف من منشور فيليبس، كان فارك قد حدد هوية هذا الجسم بأنه سن يعود لديناصور من أسرة سيراتوبسيد، كالديناصور ثلاثي القرون.

وفي 23 مايو 2017، نشر فارك وفيليبس توصيفهما الرسمي لهذا السن ضمن دراسة نشرت في مجلة PeerJ. وبالرغم من أنه مجرد سن واحد صغير، فإن هذه الأحفورة مهمة جداً بالنظر إلى المكان الذي وجدت فيه.

يقول فيليبس: “لم يتم العثور على ديناصور ثلاثي القرون في شرق أميركا الشمالية من قبل. فقد تم اكتشاف الديناصورات ذات القرون في المناطق الغنية بالأحافير في غرب أميريكا الشمالية فقط. رغم أن بعض أقاربها الأقدم كانت قد وجدت في آسيا أيضاً.

عندما كانت الديناصورات -مثل الديناصور ثلاثي القرون- تجوب الأرض قبل 68 مليون سنة، كانت أمريكا الشمالية مشطورة ببحر داخلي كبير. وتعطي هذه الأحفورة الجديدة ثقلاً لفرضية سابقة عن وجود جسر بري عبر هذا البحر الضحل قبل ملايين السنين. ويفترض أن هذا الجسر البري كان يسمح للديناصورات ثلاثية القرون وأقاربها من الديناصورات بالاتجاه شرقاً. لكن الموقع الدقيق لهذا الجسر المتشكل من البحار المنحسرة بقي مجهولاً. وقد تم اكتشاف قطعتين من نوع أقدم من نفس عائلة الديناصورات ذات القرون في شرق أمريكا الشمالية. ولكن يعتقد أنها تعود لفترة سبقت تشكل هذا البحر الذي كان يمتد من القطب الشمالي إلى خليج المكسيك. ويعتقد أن تلك الأحافير لا تربطها علاقة تطورية بأحفورة السن المكتشفة.

وأياً كان مكان وجودها، فإن الديناصورات ذات القرون مرت بلحظة جيولوجية ما (قبل 1.5 مليون سنة)، عبرت فيها الجسر من معقلها الغربي إلى الشرق، قبل أن يصطدم ذلك الكويكب بالأرض قبل 66 مليون سنة، ليضع نهاية لعصر الديناصورات.

يقول فيليبس: “لقد سمح الجسر البري قبل نهاية العصر الطباشيري للديناصورات ذات القرون بالهجرة أو التشتت عبر تكساس أو أركانساس، قبل أن تقضي عليها كارثة الاصطدام”.

ويعتقد الباحثون أنه عندما مات الديناصور ذو القرون الذي تعود إليه هذه الأحفورة (قد يكون من نوع الديناصورات ذات القرون الثلاثة، ولكن لا معلومات كافية تؤكد ذلك)، سقطت جثته في أحد الأنهار، حيث سحبته التيارات المائية إلى المصب. واستقر في قاع البحر مع بقايا الجثة، في طبقة الصخور الغنية بالأحافير المعروفة اليوم باسم موقع آول كريك الجيولوجي.

وبعد مرور ملايين السنين، تشكلت رواسب أخرى غطت قاع البحر، ونمت أتربة ونباتات على السطح ، ثم في نهاية المطاف، جاء تيار محمل بالجذور والأوحال والصخور وأزال السن، وحمله باتجاه المصب ليجده فيليبس. ولم يكن ممكناً أن تكون المحطة الأخيرة من الرحلة طويلة جداً، فالسن هش البنية نسبياً، وكانت كثرة تقلبه عبر قاع المجرى ستؤدي إلى إزالة بعض خصائصه المميزة، وبالتالي سيصعب التعرف عليه.

وقد توقف فيليبس في منطقة آول كريك التي يعتقد أن السن قد جاء منها. ولكنها منطقة تشهد نمواً كبيراً للغطاء النباتي، كما أنها متشبعة بمياه الأمطار، بحيث كان من الصعب القيام بالبحث عن الأجزاء الأخرى من الديناصور. وهو يأمل أن يذهب مجدداً هذا الصيف لإلقاء نظرة أخرى إذا انخفض مستوى تساقط الأمطار بشكل كافٍ يسمح بكشف أجزاء من قاع المجرى.