6 حقائق غريبة لا تعرفها عن الفراشات

6 حقائق غريبة لا تعرفها عن الفراشات
حقوق الصورة: shutterstock.com/ KRIACHKO OLEKSII

أسرت الفراشات الصغيرة بألوانها وطيرانها الرشيق مخيلات الناس حول العالم وقلوبهم. ومع ذلك، وعلى الرغم من شعبيتها الواسعة، فإنها مليئة بالمفاجآت التي ربما لم تكن تعلمها سابقاً. إليك 6 حقائق عن الفراشات ستُثير دهشتك.

1. الفراشات تتذوق بأرجلها

نستخدم نحن البشر ومعظم الحيوانات أفواهنا لتناول الطعام وألسنتنا لتذوقه، لكن للفراشات طريقة غريبة لذلك، فهي تتذوق بأقدامها.

تنتمي الفراشات لفئة من الحشرات الهوستلية (Haustellate) التي تكون أجزاء فمها مصممة فقط لامتصاص السوائل. أمّا عن التذوق، فهي قادرة على تمييز الطعم الحلو والمر والحامض من خلال أرجلها. 

ويحتوي رسغ الفراشة على مستقبلات كيميائية تلامسية (مستقبلات التذوق) متصلة بالخلايا العصبية، ويمكن للمستقبلات الحسية اكتشاف الجزيئات الصالحة للأكل وتلك غير الصالحة. 

عندما تتلامس المواد الكيميائية الموجودة في محيط الحشرة مع المستقبلات الكيميائية، فإنها تنشط الأعصاب التي تنقل المعلومات إلى دماغ الحشرة. في المقابل، لا تمتلك الفراشة لساناً ويأخذ الفم شكل الخرطوم الذي يعمل كالقشة لامتصاص الرحيق دون المضغ.

اقرأ ايضاً: 13 خرافة عن الحشرات يكشف العلم حقيقتها

2. للفراشات أجنحة شفافة

على الرغم مما تبديه الفراشات من تنوع في ألوانها النابضة بالحياة، فإن لها في الواقع أجنحة شفافة، إليك السبب. تتكون أجنحة الفراشات من طبقتين من الكيتين؛ وهو بروتين يمنح الحشرات هيكلها الخارجي، لكنها تكون رقيقة جداً لدرجة تصبح بها شفافة ويمكن الرؤية من خلالها. فمن أين تأتي الألوان الزاهية؟ في الواقع تتغطى هاتان الطبقتان بآلاف الحراشف الصغيرة -بمعدل 600 حرشفة لكل مليمتر مربع من سطح الجناح-. 

تحتوي هذه الحراشف على أصباغ تعكس الضوء فتمنح الأجنحة الألوان التي نراها.

ومع ذلك، تفقد الفراشات هذه الحراشف تدريجياً مع تقدمها في السن، وتصبح أقل حيوية وتلوناً من فراشات النوع نفسه الأصغر سناً.

اقرأ أيضاً: ما الألوان التي كانت تُزيّن أجنحة فراشة قبل 200 مليون سنة؟

3. الفراشات تمارس الإحماء قبل الطيران

ما نعتقد نحن البشر بأنه جو حار جداً، تحتاج إليه الفراشات فعلاً، حيث لا يمكن للفراشة أن تطير ما لم تتجاوز درجة حرارة جسمها 30 درجة مئوية. لكن الفراشات من ذوات الدم البارد أي أنها لا تستطيع تنظيم درجة حرارة جسمها. في المقابل، تستعين الفراشات ببعض الغرائز السلوكية لتدفئة أجسادها من أجل الطيران، وهو ما يُعرف أيضاً بالتنظيم الحراري، ويتم بإحدى هذه الطرق:

  • التشميس الظهري: الاستلقاء في أشعة الشمس بأجنحة مفتوحة على أرض حجرية أو ورقة كبيرة. تعمل الأجنحة كألواح الطاقة الشمسية على امتصاص الحرارة من ضوء الشمس.
  • التشميس الجانبي: تمتص عدة أنواع من الفراشات الحرارة عبر الوجه السفلي من أجنحتها، أي تستريح مع إغلاق أجنحتها وليس فتحها، وهو ما يُعرف بالتشميس الجانبي، مثل فراشة الأصفر الغائم (Colias croceus) وخطوط الشعر الخضراء (Callophrys rubi). يتضمن التشميس الجانبي نظاماً لإمالة جانب واحد من الأجنحة نحو الشمس وتبديل الجوانب عندما تصبح ساخنة جداً.
  • الارتعاش: بشكلٍ مشابه لما نُصاب به عندما نشعر بالبرد الشديد، يمكن للفراشة أن تهتز وترتجف بسرعة لترفع درجة حرارة جسمها بدءاً من الصدر والبطن.

اقرأ أيضاً: صور بالأشعة تحت الحمراء تظهر القدرة المذهلة لأجنحة الفراشات

4. الفراشات تعاني قصر النظر

إن كنت رأيت فراشة تطير حول النيران فذلك لأنها في الواقع قادرة على تمييز الألوان ولكن ليس الأنماط أو المسافات. التفسير لذلك هو رؤيتها الأحادية، أي أن المعلومات التي تتلقاها من كل عين تتم معالجتها بشكلٍ منفصل، بدلاً من دمجها في صورة مرئية واحدة.

ومع ذلك تتمتع الفراشات بمجالٍ بصري كبير يصل إلى 344 درجة أفقياً، و360 عمودياً، بالإضافة إلى قدرتها على رؤية ألوان غير مرئية للعين البشرية، مثل الضوء فوق البنفسجي.

وفقاً لعالم الحشرات في جامعة ولاية أريزونا رون روتوفسكي (Ron Rutowski)، تحتوي عيون الإناث البكر لفراشة الكبريت البرتقالي (Phoebis agarithe) على مستقبلات تسمح برؤية الأطوال الموجية فوق البنفسجية التي تعكسها الحراشف على أجنحة الذكور، ما يساعدها على تمييز العمر النسبي واللياقة البدنية للذكور المتنافسة، حيث تشير الحراشف المفقودة إلى الشيخوخة.

حقوق الصورة: shutterstock.com/ Paul Sparks

اقرأ أيضاً: عيون سحرية تمكّن طائر الطنان من رؤية ألوان لا نراها

5. حيل التخفي للفراشات

تعد الفراشات وجبة لذيذة للطيور والخفافيش والعناكب وغيرها، لذا طوّرت طرقاً عديدة لحماية نفسها من الكائنات المفترسة، بما في ذلك:

  •  التمويه: هو الوسيلة الأساسية للفراشات لحماية نفسها، فهي تتمتع بالقدرة على الاندماج في بيئتها، من خلال التصميم المميز لأجنحتها لتبدو مثل لحاء الأشجار أو النباتات، ما يجعل من الصعب تمييزها أو اكتشافها.
  • السم والتلوّن التحذيري: هناك أنواع من الفراشات الملونة محصنة ضد السم فيمكنها التغذي على النباتات السامة وعزل سمومها في أجسامها بدلاً من إفرازه. لدى تناول أحد المفترسات هذه الفراشة فإنه سيُصاب بإقياء وألم شديدين، بالإضافة إلى أنه لا يستسيغ طعمها. فعلى الرغم من أن الفراشة قد ضحت بنفسها، فإنها لقّنت المفترس درساً بتجنب مثيلاتها التي تحمل اللون ذاته.
  • تقليد الأنماط: طوّر بعض الفراشات غير السامة أسلوب محاكاة ألوان أجنحة الفراشات السامة لدرء الحيوانات المفترسة.
  • شكل العين على الأجنحة: لبعض الفراشات شكل عين كبيرة على أجنحتها، ما يوحي بحجم كبير لها، ويخيف مفترسيها المحتملين.
  • أنماط الطيران: ترفرف بعض الفراشات بأجنحتها بحركة يصعب فيها للمفترس التنبؤ بالاتجاه الذي ستتحرك الفراشة نحوه. على وجه العموم، تطير الفراشات السامة بسرعة أكبر من الفراشات غير السامة.
  • إيلاف النمل: ظاهرة إيلاف النمل أو (Myrmecophily)، وفيها تُطلق يرقات الفراشة الزرقاء الكبيرة (Maculinea arion) مادة كيميائية تحاكي رائحة يرقات النمل لخداعه. يحمل النمل اليرقة إلى عشه لإطعامها والعناية بها بينما تستمر في إطلاق تلك المادة. تعيش اليرقة في عش النمل لمدة 10 أشهر ثم تتغذى على يرقاته للوصول إلى الحجم المثالي، وتتشرنق. عندما تصبح جاهزة، تتحول إلى فراشة بالغة، ثم تغادر عش النمل وتبدأ دورة حياة جديدة.
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Michal Pesata

اقرأ أيضاً: أكثر الحيوانات براعة في التمويه

6. حقائق عامة

  • تتفاوت مدة حياة الفراشة بين عدة أيام للفراشات الصغيرة، وحتى شهر واحد للفراشات الأكبر. تُستثنى من ذلك الفراشة الملكية (Danaus plexippus) التي قد تعيش حتى 9 أشهر.
  • ليست للفراشات أجفان فهي لا تنام، لكنها تدخل حالة سكون في الجو الغائم، بحيث تستهلك الحد الأدنى من الطاقة.
  • تستهلك الفراشات البالغة السوائل فقط عبر فمها المعد للامتصاص، بينما يمكن ليرقاتها مضغ أوراق الشجر.
  • يوجد نحو 165 ألف نوع معروف من الفراشات في كل القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية.
  • تتفاوت الفراشات في أحجامها، فبينما يصل عرض بعضها إلى 30 سنتيمتراً فإن بعضها الآخر قد لا يتجاوز 1.5 سنتيمتر.
  •  يطير معظم الفراشات بسرعة تصل إلى نحو 8-20 كيلومتراً في الساعة، بينما تصل سرعة الفراشة النطاطة "الربان" (Skipper butterflies) إلى نحو 60 كيلومتراً في الساعة.