الحيتان القاتلة تفترس الحيتان الزرقاء أكبر مخلوقات الأرض

2 دقائق
الحيتان القاتلة تفترس الحيتان الزرقاء
حقوق الصورة: ديبوزيت فوتوز.

من المعروف أن الحيتان القاتلة من الحيوانات المفترسة الشرسة، ولكن تلك الموجودة قبالة سواحل أستراليا الغربية قد تكون الأكثر قسوة من نوعها.

يختلف الحيتان في هذه المنطقة وراثياً عن غيرها من الحيتان القاتلة حول العالم، ويبدو أنها تتميز ببراعة الصيد أيضاً. في تحليل نُشر مؤخراً لـ 3 عمليات صيد قامت بها الحيتان القاتلة في خليج «بريمر»، أظهر علماء الأحياء البحرية أن هذه الحيتان تستطيع القضاء على أكبر فريسة يمكن أن تجدها: الحيتان الزرقاء. يعزز البحث الجديد فكرة أن الحيتان القاتلة قد تكون المفترسات الطبيعية الوحيدة للحيتان الزرقاء البالغة.  

الحيتان الزرقاء فريسة

وُثّقت العديد من حالات افتراس الحيتان القاتلة للثدييات العملاقة الأخرى، إذ أنها قادرة على افتراس الحيتان الحدباء الصغيرة، وحيتان المَنك كاملة الحجم بانتظام. لكن الحيتان الزرقاء هي وجبة مختلفة تماماً. يمكن أن يصل طول الحيتان الزرقاء البالغة إلى 33 متراً، ووزنها لأكثر من 150 طنّاً، ما يجعلها أكبر الكائنات على وجه الأرض. حتى صغارها حديثي الولادة يتصدرون قوائم الحيوانات الضخمة بمتوسط طول يبلغ 7 أمتار، ومتوسط وزن يبلغ 3 أطنان.   

لكن لا يبدو أن هذا يردع الحيتان القاتلة التي تعيش في خليج بريمر. شوهدت في 3 عمليات صيد موثقة بشكل منفصل في عامي 2019 و2021 مجموعات من واحد إلى 20 حوتاً تهاجم الحيتان الزرقاء على انفراد، وتطاردها وتمثّل بها على مدار ساعة. بمجرد أن تصبح الفريسة الأكبر بكثير غير قادرة على الهروب، كانت الحيتان القاتلة تغرقها وتبدأ في افتراسها.  

يبدو أن جميع المجموعات المفترسة كانت لديها استراتيجيات متماثلة، إذ كان الأفراد يتناوبون على تمزيق زعانف ورؤوس أهدافهم، قبل أن ينتظموا في تشكيل لنطح هذه الأهداف حتى الموت. في عمليتين من عمليات الصيد الثلاث، مزّقت الحيتان لسان الحوت الأزرق، وهو قطعة من اللحم يمكن أن تزن أكثر من وزن فيل. كما هو معتاد في مجتمع الحيتان القاتلة، قادت الإناث الأكبر سناً فرق الصيد، وكانت مسؤولة عن الجزء الأكبر من الهجمات. بعد التعامل مع الضربات الأخيرة، ساعد أعضاء القطيع من جميع الأعمار في إغراق الحيتان العملاقة لتقاسم الغنائم. انضم أعضاء من مجموعات أخرى من الحيتان القاتلة إلى الوليمة، بالإضافة إلى الطيور البحرية.    

اقرأ أيضاً:

موائل صيد جديدة 

قالت «ريبيكا ويلارد»، مؤسسة مشروع «أوركا»، والمؤلفة المشاركة في الدراسة الجديدة، في مقابلة مع صحيفة «ذا نيويورك تايمز»: «إن الحيتان القاتلة التي بحثنا عنها قبالة خليج بريمر تغير الكثير مما كنا نعرفه عن هذا النوع». أشارت ويلارد وزملاؤها في الورقة البحثية إلى أن الحيتان القاتلة التي تعيش في مناطق أخرى قد تتغذى أحياناً على الحيتان الزرقاء أيضاً. يُظهر مقطع فيديو من عام 2016 التقطه ركاب على متن قارب صيد قبالة ولاية باجا كاليفورنيا في المكسيك مجموعة من ذكور الحيتان القاتلة تقضم باستمرار حوتاً أزرق. من غير الواضح ما إذا كانت الضحية قد نجت أم لا.   

مع ذلك، وثّق الهواة والخبراء على حد سواء معارك الحيتان قبالة غرب أستراليا. استكملت ويلارد وزملاؤها الباحثون التسجيلات والشهادات من رحلات الحياة البرية بمقاطع فيديو التقطوها باستخدام طائرات بدون طيار بأنفسهم. نتيجة لذلك، نشروا التحليل الأكثر شمولاً للسلوك الذي فاجأ حتى علماء الحيتان المخضرمين.   

قال «روبرت بيتمان»، عالم الأحياء البحرية في جامعة ولاية أوريغون لموقع «غيزمودو»: «الآن، مع تعافي بعض مجموعات الحيتان الزرقاء، ما قد نشهده هو إعادة اكتشاف الحيتان القاتلة لموقع افتراس كان غائباً إلى حد كبير خلال الـ 50-100 عام الماضية»، وأضاف: «ربما نحصل أيضاً على لمحة عما بدا عليه المحيط قبل أن يصطاد البشر معظم هذه المخلوقات الكبيرة».