خبراء الحفاظ على الرطوبة

سلحفاة
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

في الأماكن الأكثر جفافاً على وجه الأرض، يكون من الصعب الحصول على الماء ومن السهل فقدانه. فكل هواء رطب يخرج مع الزفير، وكل حبة من العرق تسقط من الجلد، وكل إفراغ للمثانة الممتلئة بالبول، يعني فقدان بعض الرطوبة والتعرّض لخطر الموت بسبب الجفاف. إلا أن بعض الحيوانات تستطيع البقاء على قيد الحياة في هذه الأماكن. حيث يمكنها الحياة بدون ماء على الإطلاق تقريباً، وذلك بفضل تكيّفها الذكي والذي يجعلها ذات قدرة فائقة على ادّخار وجمع الماء.

السلحفاة

في صحاري موهافي وسونوران، تستطيع عدة أنواع من السلاحف البقاء على قيد الحياة بالاعتماد على بولها. فخلال أوقات الوفرة، تنتفخ مثانتها لتتسع لنحو 450 غراماً من الماء، الأمر الذي يثير الدهشة بالنسبة لسلحفاة يبلغ طولها نحو 30 سنتيمتراً فقط. ويمكن للسلحفاة إعادة امتصاص الماء من البول في وقت لاحق لتتحمل سنة أو أكثر دون تناول أي مشروب.

الكنغر الجرذ

حقوق الصورة: مايكل براندون مايرز

لا يقوم الكنغر الجرذ أبداً بشرب الماء، فهو يحصل عليه من البذور التي يأكلها. وحتى يتمكن من البقاء على قيد الحياة في المناخ الجاف للغرب الأمريكي، تقوم كليتاه بإنتاج بول شديد التركيز، كما أنه لا يلهث ولا يتعرّق. وتتمكن بعض الأنواع من خفض معدّلات التمثيل الغذائي، وبالتالي تفقد رطوبة أقل خلال التنفس.

السحلية الشائكة

حقوق الصورة: مايكل براندون مايرز

لا تعدّ أشواك السحلية الأسترالية الشائكة مجرّد سلاح لتفادي الحيوانات المفترسة. إذ يقوم العمود الفقري والجلد الممتص للسحلية بارتشاف قطرات الندى من هواء الليل البارد والمطر والوحل، ومن أي رطوبة أخرى تمكّنها من درء جفافها. وتساعد الأخاديد الرقيقة الموجودة في جلدها على احتباس الماء، ثم توجيهه إلى فم السحلية لارتشافه.

الضفدع المائي

حقوق الصورة: مايكل براندون مايرز

خلال الأوقات الحارة والجافة، يقوم هذا الضفدع الأسترالي بإفراز مخاط شرنقي مقاوم للماء يمنع الرطوبة من الخروج من الجسم. وفي الوقت نفسه، يقوم الضفدع بالسبات تحت الأرض، في انتظار حلول موسم الأمطار. إذ يمكنه البقاء على قيد الحياة لمدة سنتين أو أكثر بالاعتماد على السائل المخزّن في مثانته.

الجمل

حقوق الصورة: مايكل براندون مايرز

لا يقوم الجمل في الواقع بتخزين المياه في سنمه، ولذلك يتوجب عليه الحفاظ عليها في مكان آخر. ففي الليل، وبعد أن يقوم الهواء الصحراوي البارد بتبريد التجويف الأنفي للجمل، يتكثف رذاذ التنفس داخل أنفه، حيث يعاد امتصاصه. وتقوم الممرات الأنفية شديدة التعرّج عند الجمل بحفظ ما يصل إلى 60 في المئة من الرطوبة التي قد يفقدها أثناء الزفير.

الغزال الرملي

حقوق الصورة: مايكل براندون مايرز

قامت الغزلان الرملية في الصحراء العربية شديدة الحرارة بتطوير قدرة غريبة تتمثل في تقليص أعضائها التي تتطلب الأكسجين عندما تحدث موجات الجفاف. إذ أن تقليص حجم القلب والكبد بنسبة 20 و45 في المئة على التوالي، يسمح لها بالتنفس بكمية أقل. وإن نقص عدد عمليات الاستنشاق يعني انخفاض كمية المياه المفقودة بسبب التبخر التنفسي.

نشر هذا المقال في عدد مارس/ إبريل من بوبيولار ساينس تحت عنوان “أفضل الكائنات في الحفاظ على الرطوبة”.