في مكان العمل، قد يتعرض الموظفون أو أناس آخرون لحالات طبية طارئة، بعضها مهدد للحياة، وتكون المعرفة بمبادئ الإسعافات الأولية ضرورة في تلك اللحظة للحد من تفاقم الحالة وإنقاذ الأرواح، لذلك يجب أن يكون الموظفون على دراية بأهم حالات الطوارئ الصحية وكيفية الاستجابة لها والتعامل معها حتى وصول المساعدة الطبية المتخصصة.
أنواع حالات الطوارئ
في مكان العمل، قد يتعرض الموظفون لحالات طوارئ عديدة، بعضها من صنع الطبيعة، وبعضها الآخر متعلق بالعمل. تتطلب كل حالة منها تصرفاً محدداً. غالباً ما تكون حالات الطوارئ الطبيعية غير متوقعة، وآثارها واسعة النطاق، قد تؤدي إلى توقف العمل والمجتمع بأكمله، ومنها العواصف الثلجية والزلازل والفيضانات والأعاصير وموجات الحر الشديد والحرائق.
أما حالات الطوارئ التي تنشأ من ظروف العمل ومكانه، فمنها الانزلاق والتعثر والسقوط، والحرائق المفاجئة التي تتطلب الإخلاء والاستجابة الفورية، وانسكاب المواد الكيميائية، وبعض الحالات الطبية الطارئة مثل السكتة القلبية أو الاختناق أو الإصابات الشديدة، التي تستلزم إسعافات أولية سريعة. تؤدي عدم الاستجابة الصحيحة لهذه الحالات إلى توقف العمل، وقد تؤدي إلى خسارة الأرواح في الحالات شديدة الخطورة.
اقرأ أيضاً: مهارات أساسية في الإسعافات الأولية على الجميع تعلمها
مبادئ الإسعافات الأولية الأساسية
الإسعافات الأولية هي المساعدة الأولية التي يمكن أن يقدمها فرد لزميله بعد تعرضه لإحدى حالات الطوارئ السابقة في مكان العمل، بهدف تعظيم فرص النجاة، ومنع تدهور الحالة، واستقرارها حتى وصول المساعدة الطبية المتخصصة.
أياً كانت حالة الطوارئ التي قد تتعرض لها في مكان العمل، يجب البدء بتقييم شدة الحادث بسرعة والتأكد من سلامتك وسلامة الزميل المصاب، ثم الاتصال للحصول على المساعدة الطبية في الحالات الشديدة.
أهم الإسعافات الأولية التي يجب أن يكون الموظفون على دراية بها:
الإنعاش القلبي الرئوي
الإنعاش القلبي الرئوي هو تقنية منقذة للحياة في حالات السكتة القلبية، والحالات التي لا يستجيب فيها المصاب ولا يتنفس بطريقة طبيعية ويكون فاقداً للوعي. يتضمن إجراؤها عدة ضغطات على الصدر وتنفساً صناعياً للحفاظ على تدفق الدم والأوكسجين حتى وصول المساعدة الطبية.
يتضمن الإنعاش القلبي الرئوي الضغط عدة مرات على الصدر للمساعدة في ضخ الدم، وتطبيق التنفس الاصطناعي في فم المصاب لضمان وصول الأوكسجين إلى الدم.
اقرأ أيضاً: تعلم الطريقة الصحيحة لتنفيذ الإنعاش القلبي الرئوي
الاختناق
الاختناق من الحالات الطبية الحرجة، يحدث فيها انسداد لمجرى الهواء، ما يؤدي إلى صعوبة في التنفس. يجب على الموظفين تعلم طريقة تخفيف الاختناق وإزالة الأجسام الغريبة من مجرى الهواء عبر إجراء مناورة هيمليك لإزالة الأجسام الغريبة التي تسد مجرى الهواء. قد يمنع التصرف السريع الاختناق وينقذ الأرواح.
لتنفيذ مناورة هيمليك، على المسعف الوقوف خلف المصاب، ويدعم صدره بيد واحدة، مع توجيه خمس ضربات حادة على الظهر بين لوحي الكتف بكعب اليد الأخرى. إذا لم يجد ذلك نفعاً، يضغط خمس ضغطات على البطن، ثم يميل المصاب للأمام، ويضغط بقبضته فوق السرة ويضع اليد الأخرى فوقها، ويسحبها بقوة للداخل وللأعلى. يتم تكرار هذه الخطوات حتى يخرج الجسم المسبب للاختناق. يمنع إجراء ضغطات البطن على النساء الحوامل أو الأطفال الصغار جداً.
اقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع حالات الاختناق؟ وما الإسعافات الأولية التي تقدم؟
الحروق
تختلف الحروق حسب الشدة وتتراوح من حروق طفيفة من الدرجة الأولى يمكن علاجها دون الاستعانة بمختص الرعاية الصحية، وحروق شديدة من الدرجة الثالثة تتطلب عناية طبية فورية. عموماً، يجب على الموظفين تعلم تقنيات الإسعافات الأولية المناسبة للحروق، وتتضمن تقييم شدة الحرق وتبريد المنطقة المصابة بالماء الجاري مدة 20 دقيقة، ونزع الملابس التي تغطي الجلد، ومن ثم تغطية مكان الحرق بضمادة معقمة، والاتصال بالطوارئ أو نقل المصاب لأقرب نقطة رعاية طبية في حالات الحروق الشديدة والخطيرة.
اقرأ أيضاً: دليلك للإسعافات الأولية للحروق بأنواعها
الحروق الكيميائية
يتضمن عمل البعض الاحتكاك المباشر مع مواد كيميائية، قد يصدر بعضها غازات سامة، أو قد ينسكب بعضها على الجلد ويسبب حروقاً كيميائية قد تكون أشد خطورة من الحروق العادية، لكن لها الإسعافات الأولية ذاتها، إذ يجب إزالة المواد الكيميائية والملابس وغسل الجلد بالماء الجاري مدة 20 دقيقة، ومن ثم تغطية مكان الحرق بضمادة معقمة.
اقرأ أيضاً: إليك كيفية معالجة الحروق الكيميائية والوقاية من الغازات السامة
الصدمة الكهربائية
التعرض للصدمة الكهربائية شائع في أماكن العمل أيضاً. في حال تعرض أحد لصدمة كهربائية يجب عدم لمسه قبل فصل التيار الكهربائي، ومن ثم طلب المساعدة الطبية الإسعافية فوراً.
اقرأ أيضاً: ما الإسعافات الأولية التي تقدم عند التعرض لصدمة كهربائية؟
علاج الجروح
تختلف أيضاً الجروح حسب شدتها، وتتراوح بين الخدوش السطحية والجروح البسيطة من جهة والجروح العميقة جداً من جهة أخرى. أهم نقطة في إسعافات الجروح الأولية هي إيقاف النزيف من خلال الضغط على الجرح ومنع العدوى، لذلك يجب تنظيف مكان الجرح وتعقيمه وتغطيته بضمادة معقمة.
اقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع الجروح والنزيف في ظل غياب المساعدة الطبية؟
الالتواء
إذا تعرض أحد الموظفين لالتواء أو شد عضلي، يجب أن يجلس ويرتاح، ويوضع الثلج على مكان الإصابة ويطبق عليه ضغط عبر وضع رباط ضاغط مثلاً ورفعه. تساعد هذه الطريقة على تخفيف التورم والألم بفعالية.
اقرأ أيضاً: ما الإسعافات الأولية التي تقدم في حال التمزق العضلي؟
الكسر والخلع
في حالات الكسور أو الخلع، يجب تثبيت المنطقة المصابة لمنع حدوث المزيد من الأذى، ومن ثم طلب المساعدة الطبية فوراً، فالكسور تتطلب وضع جبيرة من قبل مختصين.
اقرأ أيضاً: كسور شائعة عند الأطفال وكيفية تقديم الإسعافات الأولية بأمان
ردود الفعل التحسسية
تكون نوبات الربو وردود الفعل التحسسية والحساسية المفرطة مهددة الحياة أحياناً وتتطلب تدخلاً سريعاً. يجب أن يكون الموظفون على معرفة بعلامات ردود الفعل التحسسية الشديدة، وأن يعرفوا كيفية إعطاء الأدرينالين إن وجد، بالإضافة إلى طلب الرعاية الصحية مباشرة.
اقرأ أيضاً: ما الشكل الأكثر خطورة للحساسية؟ وما الإسعافات الأولية للحساسية المهددة للحياة؟
مستلزمات الإسعافات الأولية
إن وجود حقيبة الإسعافات الأولية المجهزة جيداً في مكان العمل حاجة ضرورية لضمان سلامة الموظفين والعمال والاستعداد لحالات الطوارئ وتوفير الرعاية الطبية الفورية. ومن المهم الاحتفاظ بها في مكان يسهل الوصول إليه، والتأكد دائماً من وجود الأدوات اللازمة جميعها فيها، وعدم انتهاء تواريخ صلاحية موادها.
أهم المواد والأدوات التي يجب أن تحتوي عليها حقيبة الإسعافات الأولية:
- قفازات معقمة.
- مواد معقمة مثل الكحول.
- دواء لتسكين الآلام البسيطة.
- شريط طبي لاصق لتثبيت الضمادات.
- ضمادات معقمة لتغطية الجروح وإيقاف النزيف.
- مناديل مطهّرة لتنظيف الإصابات ومنع العدوى.
- مقصات لقص الضمادات وملاقط لإزالة الشظايا.
- دليل إسعافات أولية يقدم إرشادات لحالات الطوارئ المختلفة.
اقرأ أيضاً: كيف تجهز عدة الإسعافات الأولية التي تناسب احتياجاتك؟
على الرغم من أن توفر المستلزمات المناسبة أمر بالغ الأهمية، لكن تدريب الموظفين على إجراءات الإسعافات الأولية أمر على القدر نفسه من الأهمية. في هذه الحال، يمكن إخضاع الموظفين لدورات تدريبية تهيئهم للتعامل مع الحالات الإسعافية بفعالية في حالات الطوارئ، ما يزيد فرص إنقاذ الأرواح ومنع المزيد من الإصابات.