كيف نتعامل مع إصابات الرأس عند الأطفال ونعالج تورم الرأس الطري الناجم عنها؟

3 دقائق
كيف نتعامل مع إصابات الرأس عند الأطفال ونعالج تورم الرأس الطري الناجم عن السقوط؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Tomsickova Tatyana

الأطفال نشيطون بطبعهم، ولديهم إحساس ضئيل بالخطر، ولذلك يكونون عرضة لإصابات الرأس بشكل أكبر، بالإضافة إلى أن رؤوسهم كبيرة عند مقارنة حجمها بأجسادهم، ما يجعل الرأس أكثر عرضة للإصابة أولاً.

هذا لا يعني بالضرورة أن كل إصابات الرأس خطيرة، ولكن نظراً لحساسية الإصابة عند الأطفال ولأن أي إهمال بسيط لأي خلل قد يُكلف الطفل الكثير، فمن الضروري أن نكون على دراية بأهم التدابير الأساسية لنتعامل معها بشكل صحيح. تكون بعض إصابات الرأس بسيطة ولا تتعدى جرحاً بسيطاً في جلد فروة الرأس أو تورماً بسيطاً في الرأس، وقد تكون أكثر تعقيداً مثل كسور الجمجمة أو رضوض الدماغ والسحايا.

قبل القيام بأي شيء: تأكد من أنك تلتزم بالتدابير التالية أثناء التعامل مع إصابات الرأس

توجد بعض التدابير الأولية والأساسية للحفاظ على استقرار حالة الطفل قبل إحالته إلى مقدم الرعاية، نذكر منها:

  1. وضع كيس ثلج فوق المنطقة المصابة لتقليل حدوث التورمات المرافقة لإصابات الرأس.
  2. البقاء في حالة الراحة وتجنب التوتر.
  3. تجنب إبقاء الطفل واقفاً على قدميه أو مستلقياً، ويُفضل تعديل وضعية الطفل ليجلس مائلاً.
  4. إعطاء الطفل الباراسيتامول أو أحد مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل الإيبوبروفين لتخفيف الألم أو الصداع المرافق لرضوض الرأس.
  5. معاينة المنطقة المصابة بدقة وتجنب لمسها في حال وجود جرح واضح، المعاينة ضرورية لتقييم الحالة ومعرفة فيما إذا كان علاجها في المنزل كافياً أو تتطلب الإحالة إلى مختصين.
  6. تأكد من بقاء شخص بالغ مع طفلك لمدة 24 ساعة على الأقل، وتقييم مستوى الوعي لدى الأطفال كل ربع ساعة خلال الأيام الأولى التالية للإصابة.

كسور الجمجمة الناجمة عن السقوط عند الأطفال

على الرغم من أن وقع مصطلح (كسور الجمجمة) قوي ويفرض وجود خطورة حتمية فإن بعض الكسور تكون غير معقدة، حيث تلتئم وتُجبر بعضها دون اللجوء إلى أي علاج جراحي حتّى.

يوجد شكل من أشكال كسور الجمجمة وهو (الكسر المنخسف)، وفيه يتم دفع جزء من عظام الجمجمة إلى الداخل وقد تضغط على دماغ الطفل، ولذلك تتطلب هذه الحالة جراحة لإعادة العظم إلى مكانه حتى ينجبر الكسر بشكل أفضل ولتخفيف الضغط عن الدماغ.

وفي حال أصيب جلد فروة الرأس مع وجود كسر واضح في الجمجمة، عندئذ يكون الدماغ مُعرضاً لإصابات أعظم. كقاعدة عامة في الإسعافات الأولية، يتطلب وجود أي جرح التنظيف والتعقيم قبل البدء بأي شيء، ومن ثم تتم إحالة الطفل لعلاج إصابات الجلد والعظم المتضررة. يمكن أن تترافق كسور الجمجمة مع الحالات التالية:

  • التمزقات الدماغية: هي تمزقات في سطح الدماغ تحدث بعد كسر الجمجمة الراض، كما قد يحدث نزيف داخل التمزق الحاصل أو حوله.
  • النزيف داخل القحف: مثل النزيف فوق الجافية أو تحت الجافية أو النزيف العنكبوتي، ويُستدل عليها بغياب الوعي وحدوث الصداع الشديد.
  • التكدم الدماغي: تحدث الكدمات عندما يحتك الدماغ بالوجه الداخلي الخشن للجمجمة، تؤدي الكدمات الشديدة إلى حدوث تضخم في أجزاء من الدماغ، ما يبدل من طبع الطفل، ويصبح الطفل إما سريع الغضب أو شديد النعاس أو ذا حالة مزاجية سيئة.
  • تمزق الألياف العصبية والأوعية الدموية: تؤدي هذه الإصابات إلى حدوث تورم في الدماغ، وفي الحالات الأشد قد تتسبب في إطلاق الجلطات الدموية.

اقرأ أيضاً: 4 كسور شائعة عند الأطفال وكيفية تقديم الإسعافات الأولية بأمان

التورم الطري الناجم عن رضوض الرأس عند الأطفال

غالباً ما يكون التورم الطري الذي يحصل نتيجة سقوط الطفل أو رض رأسه ورماً دموياً تحت جلد الفروة. تظهر الأورام الدموية عادةً بعد عدة ساعات من الإصابة، ويُشعر بها كانتفاخ طري مؤلم ومحمر في البداية ويتغير لونه مع مرور الوقت ليصبح داكناً. تتراجع عادةً الأورام الدموية الصغيرة حيث يُرتشف الدم ويتراجع الورم تلقائياً.

أما الأورام الدموية المرافقة لكسور الجمجمة المفتوحة فهي ذات خصوصية أعلى، حيث قد تضغط على دماغ الطفل، كما أنها قد تسبب ارتفاعاً في الضغط داخل الجمجمة وما يترتب عليها من حدوث نوبات اختلاجية وتشنجات طفلية، ولذلك يُفضل عندئذ إحالة الطفل إلى مركز الرعاية المُختصة لتقييمه وعلاجه بالشكل الأمثل.

متى تكون إصابات الرأس خطيرة عند الأطفال؟

هناك مجموعة من العلامات التي تُنذرنا بأن إصابة الرأس الحاصلة تحمل خطراً مستبطناً، ولذلك يُفضل الإسراع في إحالة الطفل إلى أقرب مركز رعاية صحية في حال بدا عليه أي مما يلي:

  • الشعور بالغثيان والإقياء.
  • صداع لا يزول باستخدام المُسكنات.
  • يعاني الطفل من صعوبة في البقاء صاحياً.
  • تبدل في السلوك مثل زيادة الانفعال والعصبية.
  • خروج سائل من الأنف أو الأذن والذي يشير إلى كسور الجمجمة.
  • اسوداد المنطقة تحت العينين.
  • خدر أو ضعف في الوجه أو أحد أقسام الجسم.
  • اضطراب في المشي والتوازن.
  • اضطرابات الذاكرة.
  • الغياب المُفاجئ عن الوعي.
  • إصابة الطفل بأحد الأمراض الدموية التي لا يتخثر فيها الدم مثل الناعور، وفي هذه الحالة سيستمر الدم في النزيف وقد يتراكم داخل الورم الدموي ما يزيد من توتر الورم.