لماذا تكره القطط الماء؟ أحد الخبراء يشرح

4 دقيقة
لماذا تكره القطط الماء؟ أحد الخبراء يشرح
عادة ما تنظف القطط نفسها، لذا فإن الاستحمام بهذه الطريقة ليس ضرورياً. هذا خبر سار للقطط التي تتجنب الماء.

معظم القطط تنفر من الماء، لكن هذا النفور ليس عشوائياً، بل له جذور في تاريخها وتطورها وتجاربها الحياتية. ويساعد فهم هذه العوامل على تفسير سلوكها ويكشف السبل المحتملة لمساعدتها على التكيف معه تدريجياً:

  • لم تتطور القطط في بيئات مائية؛ فأسلافها البرية في إفريقيا عاشت في مناط…

قد يحدث الأمر في لحظة خاطفة؛ تقترب قطتك الأليفة وتمشي على حافة حوض الاستحمام الخاص بك كما تمشي لاعبة الجمباز على عارضة التوازن، يملؤها الفضول بشأن ما تفعله خلف ستارة الحمام. ثم ينزلق كفها، وتسقط في الماء ليتناثر الماء في كل مكان. فتصاب أنت بالذهول وتصاب هي بالذعر، ثم تبتعد مسرعة بقدر السرعة التي سقطت فيها داخل الماء.

تقول الرواية السائدة إن القطط والماء لا يجتمعان. ومع ذلك، يبدو أن بعض القطط تحب الماء. ما عليك سوى البحث عبر منصات يوتيوب أو إنستغرام أو تيك توك أو الفئة الفرعية الأكثر تخصصاً على هذه المنصة (CatTok#)، وستجد حتماً بعض القطط المحبة للماء تستمتع بالاستحمام أو السباحة. فما المشكلة إذاً؟

تقول خبيرة سلوك الحيوانات في مؤسسة ماوآيز لعلوم القطط وتعليمها، كريستين فيتالي: "عموماً، ينفر معظم القطط من الماء. لكنني أعتقد أن الأمر مثل أي شيء آخر، كما هي الحال مع البشر أيضاً، لا ينطبق على القطط كلها مطلقاً". وللكشف عن السبب في أن أغلبية القطط لا تحب الماء، علينا دراسة تطور أصدقائنا أصحاب الفراء وتربيتهم وتركيبهم البيولوجي للحصول على إجابات تمتد آلاف السنين في الماضي.

اقرأ أيضاً: كيفية التعامل مع القطط الجديدة في المنزل 

أولاً، اللوم يقع على التطور

من نواح عديدة، لم تتغير القطط كثيراً خلال 10,000 عام من التدجين. فعلى عكس الكلاب، "لم تخضع قططنا الأليفة للتربية الانتقائية بالقدر نفسه. لذا، لا يزال نمطها الحركي الافتراسي على حاله تقريباً"، على حد قول فيتالي، وتضيف: "سيكون الكثير من سلوكها مشابهاً جداً لسلفها البري".

هذا السلف هو القط البري الإفريقي (Felis silvestris lybica). يتراوح وزن هذا القط البري الإفريقي بين 2.7 و6 كيلوغرامات، وهو يشبه إلى حد كبير القط المنزلي الكبير المخطط المعروف باسم "العتابي"، ومثلما هي حال القط العتابي، فهو لا يحب الماء أيضاً.

تقول فيتالي: "عادة ما تصطاد القطط البرية الإفريقية على اليابسة وتصطاد الحيوانات البرية. لذا فهي لم تطور الكثير من السلوكيات لتكون في الماء أو تصطاد في المناطق المحيطة به". فهي حيوانات برية، ومعتادة على المناطق القاحلة من البرية على وجه التحديد، وستظل كذلك دائماً.

تعيش القطط البرية الإفريقية بصورة أساسية في الصحاري والسهول العشبية. وعندما دجنها البشر أول مرة منذ نحو 10,000 عام، اتخذت من السهول الجافة في الهلال الخصيب، وهي رقعة كبيرة من الشرق الأوسط تمتد من شمال مصر إلى إيران، موطناً لها. لذا فمن المنطقي ألا يقفز أحفادها في العصر الحديث إلى أحواض السباحة بحماسة كبيرة.

تنشئة القطط لها دور أيضاً

لكن التطور ليس سوى جزء من المعادلة. فطريقة تربية القطط تسهم إلى حد كبير في تخوف بعض قططنا الأليفة، إن لم يكن معظمها، من الماء.

تقول فيتالي: "إذا تأملت حالة الكلاب، فستجد أن الكثير من أصحاب الكلاب الأليفة يأخذون كلابهم إلى الشاطئ أو أن كلابهم تستحم كثيراً. لذا فإن الكلاب الأليفة تتعرف على الماء منذ سن مبكرة، ما يساعدها على تبديد مخاوفها منه بمرور الوقت. أما نحن أصحاب القطط، فلا نفعل ذلك حقاً".

لا تتعرض أغلبية القطط المنزلية للماء بقدر ما تتعرض له نظيراتها من الكلاب. قد تصاب بعض القطط بالذعر من الماء، على سبيل المثال، إذا سقطت في حوض الاستحمام عن طريق الخطأ أو إذا حممها أصحابها بعد تعرضها للاتساخ. تقول فيتالي إن مثل هذه التجارب المزعجة قد تزيد نفور القطط من البلل.

من ناحية أخرى، إذا مرت قطتك بتجارب إيجابية مع الماء، فقد تبدأ في البحث عنه. وفي الحالات الأكثر تطرفاً، ربما تنضم إليك للاستحمام. اسمحوا لي أن أقدم لكم بيم، قط الاستحمام.

اقرأ أيضاً: ما المُدّة التي تستطيع القطط عيشها دون طعام؟

تحميم قطتك ليس مستحباً

للتوضيح، من الأفضل عادة عدم تحميم قطتك. فغالبية القطط تنظف نفسها بنفسها، حيث تستخدم ألسنتها الخشنة لتنظيف نفسها أو تنظيف بعضها بعضاً. تقول فيتالي: "قد يتسبب تحميم القطط في حدوث مشكلات لأنه من المحتمل أن يؤدي إلى إخفاء رائحتها"، خاصة مع استخدام شامبو أو صابون معطر. تشعر القطط بالأمان والطمأنينة عندما تستطيع شم رائحتها. وإذا تسببت بإخفاء رائحتها، فقد يسبب ذلك التوتر والقلق"، على حد قول فيتالي. من المؤسف أن تبدأ قطتك المحببة الربط بين الماء وتجريدها من رائحتها الطبيعية.

من المحتمل أيضاً أن يؤدي البلل إلى اختلال توازن القطط. على سبيل المثال، تؤدي الشوارب دوراً حيوياً في كيفية تفسير القطط للعالم من حولها. فهي توفر معلومات حول بيئتها وكيفية التنقل فيها. تقول فيتالي: "من المحتمل جداً أن يؤدي البلل إلى إعاقة قدرة الشوارب على التقاط الاهتزازات والأحاسيس".

ومع ذلك، تقول فيتالي إنه لا داعي للقلق إذا كانت قطتك تستمتع بالاستحمام المطول في الحوض أو الاستحمام السريع. "الأمر مماثل تماماً لما نراه بين البشر، فبعضهم يحب السباحة والبعض الآخر يخشى الماء بالتأكيد. ونرى هذا التميز الفردي نفسه لدى القطط". لذا، لا عليك، فبيم، قطة الاستحمام، تبلي بلاءً حسناً".

تعويد القطط على الماء بالتدريج قد يكون مفيداً

عموماً، تجنب إجبار قطتك على التفاعل مع الماء. فهذا لن يؤدي إلا إلى الربط بين الماء والتجارب السلبية. بدلاً من ذلك، تقترح فيتالي أن يجري تعريف قطتك على الماء تدريجياً، خاصة إذا كان لديك قطة صغيرة لم تتجاوز السنتين من عمرها وربما لا ترى أن الماء عدو لها بعد. تقول فيتالي إن إحدى أفضل الطرق لتعريف القطط على الماء هي شراء نافورة للحيوانات الأليفة، وبهذه الطريقة "يمكنها اختبار الماء بأنفسها. يمكنها أن تضع كفها في الماء، ويمكنها وضع ذيلها فيه أيضاً". الأمر يعود لها.

يمكنك أيضاً إيجاد فرص لإدخال الماء إلى الأنشطة التي عادة ما تستمتع بها قطتك، مثل حركات المداعبة. في المرة القادمة التي تقفز فيها قطتك بالقرب من المغسلة، "افتح صنبور الماء من أجلها ثم جرب أن ترشها بالقليل من الماء، أو بلل يديك وداعبها بيديك المبللتين في البداية، وراقب رد فعلها"، على حد قول فيتالي.

تواصل فيتالي: "إذا شعرت القطة بالخوف الشديد جراء ذلك، فربما عليك أن تتراجع وتداعبها بحركات أبطأ. ولكن في كثير من الأحيان، يمكن لهذه الأساليب التدريجية في التعرف على الماء أن يساعدها على إدراك أن الماء ليس شيئاً مخيفاً".

المحتوى محمي