ما هي أسباب تحول قطتك إلى عنيفة وما علاج هذه الحالة؟

هل بدأت قطتك الأليفة في المنزل التصرف بسلوكيات عنيفة مثل العض أو الخدش أو ملاحقتك والانقضاض عليك بطرق لا تبدو مرحة أو ودودة؟ ما هو سبب هذا السلوك العدواني المفاجئ؟ وكيف يمكن علاج هذه الحالات؟

ما أسباب تحول القطط للعدوانية فجأة؟

تعد مظاهر السلوك العدواني لدى القطط طرقاً طبيعية للتواصل في عدة حالات، حيث تستخدم القطط سلوكيات مثل العض أو الخدش والانقضاض لإخبار القطط الأخرى بأنها لا تريد التفاعل، ولإيصال رسالة معينة، وحماية نفسها، وتشمل أبرز أسباب السلوك العنيف المفاجئ للقطط ما يلي:

عدم معرفة القطة بكيفية السلوك اللطيف

قد تؤذي القطط الأشخاص أو الحيوانات الأخرى لأنها فقط لا تعرف كيفية اللعب على نحو مناسب، وهذا يحدث لدى القطط التي تبلغ حديثاً أو تدخل المنزل حديثاً. عندها تحتاج القطة إلى تلقي تعليم وتدريب مناسبين للطرق الملائمة للعب والتفاعل، وتحديد السلوك المقبول ومكافأتها عليه، وعدم مكافأتها على السلوك العدواني.

الخوف من مصدر معين

يمكن أن تشعر القطط بالخوف من عدة أمور بالمنزل، مثل الأصوات أو الاهتزازات أو حتى من بعض أنواع الأطعمة التي لا تعد مألوفة بالنسبة لها، إضافة إلى الألعاب ذات الأشكال التي تراها أول مرة. عندما تشعر القطة بالتهديد، قد تتصرف بعدوانية، ويعد الخوف أكثر الأسباب شيوعاً في تحفيز السلوك العدواني، لذا من المهم مساعدة القطة في الاعتياد على مواقف معينة في المنزل مثل سماع صوت التلفاز أو صوت الغسالة، وألا تقلق من الألعاب التي تشبه الحيوانات الأخرى، لكي تكون متأقلمة مع جو المنزل.

اللعب والإثارة

تواجه بعض القطط صعوبة في التمييز بين اللعب المناسب وغير المناسب، فالقطط تمتلك مخالب وأنياباً تستخدمها في اللعب، وهذا قد يسبب إصابة نفسها أو القطط الأخرى حولها، وحتى مالكيها ببعض الإصابات والنزيف. حيث تجد هذه القطط صعوبة في التحكم في نفسها عند اللعب، ولا تمتلك الدرجة الكافية من ضبط النفس قبل أن تسبب الإصابة. قد يكون من المناسب في هذه الحالة اللعب مع القطة بألعاب على شكل عصا لخلق مسافة بينكما وعدم السماح لها بممارسة الأذى ريثما تتعلم طرق اللعب السليمة.

إعادة توجيه العنف

تعد حالة إعادة التوجيه موجودة عند البشر أيضاً، ويحدث بها تحويل العنف تجاه شخص معين أغضبك أو حدث سبب لك إزعاجاً، نظراً لعدم قدرتك على مواجهة هذا الشخص أو تغيير هذا الحدث، إلى شخص آخر أضعف أو حدث بسيط تستطيع بسط السيطرة على مجرياته. كأن يغضب طفل من زميل يتنمر عليه فلا يستطيع الرد عليه، ثم يعود إلى المنزل ويصيح بغضب على أفراد عائلته أو يضرب إخوته الأصغر منه. تفعل القطط هذا أيضاً في بعض الأحيان، فلا تستطيع أن تفرغ غضبها على كلب المنزل المجاور، فتقوم بتفريغ السلوك العنيف على الأفراد بالمنزل.

عدم الرغبة في المداعبة

تظهر بعض القطط حساسية عالية تجاه المداعبة في أماكن معينة من جسمها، وقد تظهر انزعاجها من المداعبة في تلك المنطقة "المحظورة" في لحظة غضب. حيث تتصرف بعض القطط بعدوانية عند لمس مؤخرتها أو عند مداعبة المنطقة خلف أذنها في أثناء جلوسها على حضن شخص ما. لا يعد سبب هذا السلوك معروفاً، لكن يمكن للقطط أن تتعلم مع التدريب قبول المداعبة فترات قصيرة من الوقت.

الألم والحساسية

قد يكون سبب ظهور السلوك العنيف من القطط، وجود حالة طبية كامنة ناتجة عن التهاب أو ألم أو مشكلة هضمية تسبب عدم الراحة، ومن الممكن أن تلجأ القطة لسلوك عنيف عند محاولتها حماية نفسها من الألم المتوقع. على سبيل المثال، إن رأت قطة صورة للنار من الممكن أن تتخذ سلوكاً عنيفاً لحماية نفسها منها.

من المهم في هذه الحالات معرفة السبب الطبي وراء سلوكها، قد يكون وجود طفيلي أو جرحاً أو حساسية ناتجة عن تناول أو شم محفزات معينة، حينها من الضروري مراجعة الطبيب البيطري ومعالجة جذر المشكلة، وبعدها سيظهر التحسن ويتراجع السلوك العنيف.

غريزة القطة

يمكن أن يكون سبب السلوك العنيف أحد الدوافع الغرائزية لدى القطة مثل غريزة الأمومة أو غريزة حماية منطقتها الخاصة بها، أو غريزة جنسية. يمكن للطبيب البيطري معرفة محفزات هذا السلوك الغريزي وكيفية تخفيفه.

كيف يمكن علاج السلوك العنيف للقطط؟

يمكن علاج وتخفيف السلوك العنيف للقطط من خلال اتباع النصائح التالية:

تحديد المحفزات التي تؤدي إلى السلوك العدواني لدى القطة، من الممكن أن يكون وجود قط آخر أو شخص معين، يجب كتابة المعلومات حول هذا السلوك لمساعدة الطبيب البيطري تحديده، مثل مدة نوبة السلوك العنيف، وتوقيتها، وتكرارها، والمحطات التي تمارس بها القطة هذا السلوك، والروائح والطعام الذي تتناوله.
الابتعاد عن المحفزات للسلوك العنيف عند تحديدها مثل الضوضاء أو لعبة معينة، حينها يمكن ملاحظة تغير سلوك القطة.
يصف الأطباء البيطريون في بعض الحالات أدوية للمساعدة على إدارة العدوانية لدى القطط، وقد تشمل هذه الأدوية مضادات القلق ومهدئات.
يمكن لحالات مثل فرط نشاط الغدة الدرقية أن تثير سلوكاً عدوانياً عند القطط، يمكن أن تساعد الفحوص البيطرية المنتظمة على اكتشاف هذه المشكلات الصحية وعلاجها في وقت مبكر.

تقنيات يجب تجنبها عند محاولة علاج السلوك العنيف للقطط

عند محاولة علاج السلوك العنيف عند القطط، يجب الابتعاد عن التقنيات التالية:

لا تعاقب القطة: قد يسبب العقاب زيادة في عدوانية القطة، ومن الممكن أن تنفر منك وتبتعد عنك، وتشمل أكثر أنواع العقوبات شيوعاً والتي يجب تجنبها، رش القطة بالماء، أو رمي أشياء عليها أو إخافتها بالأصوات كالصياح أو استخدام أدوات تصدر الصوت، أو عزلها فترة طويلة.
لا تسبب عدم ارتياح القطة: أي تجنب الأشياء المستفزة للقطة والتي تحفز سلوكها العنيف، مثل مداعبتها عندما تبتعد عنك، أو إزعاجها بإيقاظها من النوم، أو تغيير ما يريح القطة مثل صندوقها الذي تجلس به أو المخدة التي تقضي وقتها عليها، أو تغيير طعامها الاعتيادي.

يشارك هاشم المطاوع، وهو طبيب بيطري ينشر مجموعة من الفيديوهات التوعوية عن التعامل مع الحيوانات الأليفة، مقطع فيديو يتحدث به عن أسباب السلوك العنيف للقطط وكيفية التعامل معه على نحو صحيح.