هل تضع بطاريتك في الثلاجة؟ و 3 خرافات أخرى عن البطاريات

4 دقيقة
أجل، يمكنك أن تشحن هاتفك طوال الليل.

نعتمد كلنا على البطاريات، إذ نحتاج جميعاً إلى أجهزة تخزين الطاقة الصغيرة هذه لإنجاز أعمالنا كل يوم، بدءاً من هواتفنا إلى مصابيحنا الكاشفة. قليل منا يعرف كيف تعمل، وتتغير تكنولوجيا البطاريات باستمرار. 

ليس من المستغرب إذاً أن يصدق الكثير منا الخرافات التي تحيط بالبطاريات. من تخزينها في الثلاجة إلى المبالغة في التفكير بمقدار الشحنة المتبقية فيها أو مقدار الشحنة التي صرفتها، وسنعرض فيما يلي بعض المعلومات الخاطئة التي قد تصدقها عن البطاريات وسنكشف حقيقتها.

خرافة: ضع البطاريات في الثلاجة أو المجمدة

من المعتقدات الشائعة نسبياً أن تخزين البطاريات المنزلية في الثلاجة أو المجمدة يمكن أن يطيل عمرها الافتراضي. وتكمن الفكرة هنا في أن تبريد البطاريات أو تجميدها يمكن أن يبطئ العمليات الكيميائية التي تتسبب في فقدانها للشحنة مع مرور الوقت، حتى عندما لا تكون قيد الاستخدام. ومع ذلك، لم أعثر على أي بحث علمي يدعم هذا الادعاء، وتنصح الشركات الكبرى المصنعة للبطاريات كلها بتخزينها في درجة حرارة الغرفة. وتشير شركة دوراسيل على موقعها الإلكتروني إلى أن تخزين البطاريات في الثلاجة أو المجمدة "لن يطيل عمر التخزين".

وقد اتضح أنه ثمة سلبيات فعلية لوضع البطاريات في الثلاجة أو المجمدة، أبرزها التكثف. تشرح شركة إنرجايزر أن وضع البطاريات في الثلاجة "يمكن أن يضر بالبطاريات إذا أدى التكثف إلى تآكل نقاط التلامس أو تلف الملصق أو الحافظة بسبب التخزين في درجة حرارة منخفضة جداً".

ولكن هذا لا يعني أن درجة الحرارة غير مهمة. فتخزين البطاريات في مكان حار باستمرار -على سبيل المثال، في العلية أو في القبو بجوار الفرن- يقلل العمر الافتراضي للبطاريات. البطارية القياسية لديك مصممة لتخزينها في مكان جاف في درجة حرارة الغرفة، التي تتراوح بين 20 درجة و25 درجة مئوية تقريباً.

اقرأ أيضاً: طريقة بسيطة للحفاظ على صحة البطارية في هواتف أندرويد

خرافة: لا تشحن هاتفك طوال الليل

ربما تكون قد سمعت أنه ليس من الجيد أن تشحن هاتفك باستمرار إلى أن تمتلئ البطارية تماماً، ولذا فإن شحنه طوال الليل فكرة سيئة. المشكلة في هذه الخرافة هي أنها صحيحة في الواقع، أو على الأقل كانت كذلك. والسبب في أنها أصبحت اليوم خرافة في الغالب هو أن الشركات المصنعة للأجهزة أخذت على عاتقها تولي هذه المهمة نيابة عنك.

لنتأمل بعض المعلومات المهمة؛ إن بطاريات أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف الحديثة هي بطاريات ليثيوم-أيون، ومثل جميع البطاريات القابلة لإعادة الشحن، لا يمكنها أن تتحمل سوى عدد محدود من دورات إعادة الشحن. يمكنك إطالة عمر بطاريتك عن طريق الحفاظ على نسبة شحن تتراوح بين 40% و80% قدر الإمكان. وهذا وفقاً للموقع الإلكتروني "باتري يونيفيرسيتي" الذي يوفر معلومات شاملة عن البطاريات، وتقدمه الشركة الاستشارية كاديكس، التي تساعد الشركات الكبيرة مثل أمازون وموتورولا على تحقيق أقصى استفادة من بطارياتها. من السيئ جداً تخزين بطارية مشحونة بالكامل أو مستنفدة بالكامل.

هنا يأتي دور تحسين البطارية. فهذه ميزة برمجية تشحن هاتفك حتى 80% ولا تشحنه بالكامل إلا إذا كنت من المرجح أن تفصل هاتفك عن الكهرباء. وعادة ما يتتبع هذا البرنامج روتينك اليومي ويشحن البطارية بحيث يصل مخزونها إلى نسبة معتادة قدرها 80% تقريباً إلى أن تحتاج إلى استخدامها. تسمى هذه الميزة على أجهزة آيفون ميزة الشحن الأمثل للبطارية، وعلى أجهزة نظام أندرويد تسمى البطارية التكيفية. إذا كانت هذه الميزة مفعلة لديك، يمكنك شحن هاتفك طوال الليل دون قلق، فالبرنامج يبذل قصارى جهده للحفاظ على بطارية هاتفك سليمة.

خرافة: إغلاق التطبيقات يحافظ على عمر البطارية

ما يفعله العديد من الأشخاص، عندما تنفد بطارية هاتفهم، هو "إغلاق" أكبر عدد ممكن من التطبيقات يدوياً. وتكمن الفكرة هنا في أن هذه التطبيقات تستهلك موارد الهاتف وأن إغلاقها يسمح للبطارية بأن تدوم فترة أطول. المشكلة تكمن في أن هذه الآلية ليست هي التي تعمل وفقها أنظمة تشغيل الهواتف. فكل من نظامي أندرويد وآي أو إس يجعل التطبيقات التي لا تستخدمها حالياً في حالة توقف مؤقت عن العمل، وذلك وفقاً لما ذكره العديد من المواقع الإخبارية، من موقع كوارتز إلى موقع هاو تو غيك.

هذا لا يعني أنه لا يوجد ما يمكنك فعله لتحسين الاستفادة من مخزون البطارية التي في طريقها إلى النفاد. فالشاشة في معظم الهواتف هي المكون الذي يستهلك أكبر قدر من الطاقة، لذا فإن خفض السطوع يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً. يمكنك أيضاً ترك الشاشة مطفأة تماماً قدر الإمكان. أخيراً، يوفر كل من نظام آي أو إس ونظام أندرويد وضع توفير البطارية، الذي يمكن العثور عليه في الإعدادات. سيؤدي تفعيل هذا الوضع إلى إيقاف تحديث التطبيقات في الخلفية، ما يعني أن التطبيقات ستتوقف عن إجراء بعض العمليات التلقائية مثل تنزيل رسائل البريد الإلكتروني تلقائياً، وستدوم بطاريتك فترة أطول.

اقرأ أيضاً: أبرز النصائح للحفاظ على صحة بطاريات أجهزة الكمبيوتر المحمولة

خرافة: عليك تفريغ البطارية بالكامل قبل الشحن

يعتقد البعض أن تفريغ البطاريات بالكامل قبل شحنها بالكامل فكرة جيدة، وهي فكرة لها جذورها في التاريخ. فقد كانت بطاريات نيكل-كادميوم شائعة في القرن العشرين، وفي مرحلة ما خلال عمرها الافتراضي، أصبحت قصة تأثير الذاكرة شائعة. كانت الفكرة العامة هي أنك إذا شحنت هذه البطاريات قبل استنفادها بالكامل، فسيتراجع مقدار الطاقة القادرة على تخزينها بمرور الوقت. لكن هذا لم يكن صحيحاً تماماً.

وفقاً لمقال نشر في مجلة الكيمياء الكهربائية التطبيقية، تعود أصول هذه الفكرة إلى صناعة الطيران والفضاء، حيث كانت البطاريات تستنفد بصورة روتينية إلى 25% بالضبط ثم تشحن بالكامل. وقد حدث هذا التأثير بعد تكرار ذلك مئات المرات، وهو أمر لا يحدث في الاستخدام المنزلي العادي. وحتى في السيناريو الأصلي، تمكن المهندسون من إبطال التأثير من خلال بعض التعديلات البرمجية. ببساطة: تأثير الذاكرة حقيقي، لكنه لا ينطبق على بطاريات AA في جهاز التحكم عن بعد.

وعلى أية حال، فإن معظم البطاريات الحديثة القابلة للشحن لا تستخدم النيكل والكادميوم. ولم يظهر تأثير الذاكرة في بطاريات الليثيوم-أيون، لذا حتى لو كان هذا التأثير حقيقياً في السياق المنزلي، فإنه لا ينطبق على الأجهزة الحديثة.

المحتوى محمي