دراسة حديثة تكشف التغيرات التي تطرأ على حياتك عندما تبدأ العمل

يُعتبر بدء عمل جديد نقلة نوعية في نمط الحياة، خصوصاً في مرحلة الشباب، وذلك يسبب تغيرات في معدل النشاط البدني والنوم، فما هي تغيرات نمط الحياة المرتبطة بالعمل وفقاً لدراسة جديدة من جامعة كامبريدج؟

ما هي التغيرات التي يسببها البدء بالعمل على نمط الحياة؟

كشفت دراسة أجراها علماء من جامعة كامبريدج، أن الشباب البالغين يشهدون زيادة كبيرة في النشاط البدني عند دخولهم سوق العمل، لكن هذه الزيادة تكون مصحوبة غالباً بانخفاض في مدة النوم، وأشارت الدراسة إلى أن هذا التغير واضح بصورة خاصة بين الأفراد الذين يعملون في وظائف تحمل طبيعة روتينية أو ذات طابع متكرر مثل قيادة الحافلات، وتصفيف الشعر، والتنظيف، وخدمة الزبائن، والمطاعم.

قام الباحثون في الدراسة بتقييم تأثيرات دخول الشباب في سوق العمل على سلوكياتهم الصحية، حيث حللوا بيانات نحو 3300 شخص في بريطانيا، تراوحت أعمار المشاركين بين 16 و30 عاماً، وبدؤوا وظائفهم الأولى بين عامي 2015 و2023، ورصدوا التغيرات السلوكية لديهم قبل التوظيف وخلاله، ووجدت الدراسة ما يلي:

1- تغير النشاط البدني بعد بدء العمل

نُشرت النتائج في المجلة الدولية للتغذية السلوكية والنشاط البدني في 28 يناير/كانون الثاني 2025، وتبين فيها أنه عند بدء العمل، شهد المشاركون (ذكوراً وإناثاً مجتمعين) زيادة مباشرة في مدة النشاط البدني اليومي بما يعادل وسطياً 28 دقيقة من التمارين المعتدلة يومياً التي تشبه ركوب الدراجة، لكن مستوى النشاط البدني هذا انخفض بمقدار 7 دقائق في السنة.

كانت زيادة النشاط البدني عند الذكور أكبر بمعدل 45 دقيقة إضافية من النشاط البدني المعتدل يومياً، بينما كانت الزيادة لدى الإناث 16 دقيقة يومياً فقط، وأظهر الأفراد الذين لا يحملون شهادة جامعية زيادة أكبر في النشاط البدني بمعدل وسطي قدره 42 دقيقة مقارنة بالحاصلين على الشهادات الذين كانت الزيادة الوسطية لديهم 15 دقيقة. شهد العاملون عن بعد في المنزل انخفاضاً أولياً في النشاط البدني مدته 32 دقيقة من النشاط المعتدل اليومي المسجل قبل العمل.

2- تغير مدة النوم بعد بدء العمل

لاحظ الباحثون انخفاض مدة نوم الشباب عند بدء العمل خارج المنزل بنحو 10 دقائق يومياً، وظلت هذه المدة مستقرة عدة أشهر، وبعد مرور عدة أشهر عاد نمط النوم الطبيعي إلى المدة نفسها لمن يحملون شهادة جامعية، لكن الأفراد الذين لا يحملون شهادة جامعية أظهروا انخفاضاً مستمراً في النوم مدته 3 دقائق لكل سنة بعد التوظيف، أما العاملون من المنزل فلم يشهدوا تغيراً ملحوظاً في عدد ساعات النوم.

3- تغير العادات الغذائية الصحية بعد بدء العمل

لم يكن لبدء العمل ومدة العمل تأثير كبير في استهلاك الفاكهة والخضروات بين المشاركين في الدراسة، لكن لوحظ ارتباط كبير بين استهلاك الفاكهة والحالة التعليمية، حيث أفاد المشاركون في الدراسة الذين لا يحملون شهادة جامعية بانخفاض تناولهم اليومي للفاكهة بعد العمل مقارنة بأولئك الذين يحملون شهادة جامعية والذين أفادوا بتناول كمية أكبر من الفاكهة لتعزيز الصحة.

الحلول المقترحة من قبل الخبراء لتحسين الحياة الصحية بعد بدء العمل

تعد مرحلة الشباب العمرية بين 16 و30 عاماً أساسية للصحة، وعلى الرغم من أن الفرد يكون بأوج صحته البدنية، لكنه يمكن أن يعرض نفسه للعديد من العوامل التي تزيد خطر إصابته بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية ومنها ارتفاع ضغط الدم، وأمراض أخرى مثل السكري من النوع الثاني والسرطانات.

أوصى الخبراء في الدراسة فئة الشباب باتباع مجموعة من النصائح عند دخولهم سوق العمل، للحفاظ على الصحة، وتشمل هذه النصائح ما يلي:

ممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل مثل ركوب الدراجة أو الجري أسبوعياً.
النوم على نحو مريح مدة 7-9 ساعات كل ليلة، لكي يحصل الجسم والدماغ على حاجته من الراحة.
تناول ما لا يقل عن 5 حصص من الفاكهة والخضروات يومياً، كل واحدة منها 80 غراماً.

أكد الباحثون في الدراسة على أهمية توفير أماكن عمل قادرة على خلق بيئات تعزز تناول الطعام الصحي، وزيادة النشاط البدني، وتحسين النوم لدى الشباب، ومن الممكن أن يؤدي إلزام جهات التوظيف بتوفير هذه الظروف إلى تحسين صحة الموظفين، وتقليل التغيب عن العمل، وتحقيق فوائد صحية طويلة الأجل للموظفين، بالإضافة إلى زيادة مردود الشركة أو الجهة الموظفة بسبب زيادة نشاط العاملين لديها.

تشارك استشارية التغذية العلاجية، الدكتورة المصرية إيمان البذري، مجموعة من النصائح عبر قناتها على اليوتيوب تتحدث فيها عن كيفية تفادي اضطرابات النوم عند العمل في ورديات ليلية.