استخدام السجائر الإلكترونية يزداد شيوعاً عالمياً، لكن تأثيره في صحة اللثة لا يزال غير واضح تماماً. هدفت هذه الدراسة إلى تحليل تأثير التدخين الإلكتروني على صحة اللثة مقارنة بغير المدخنين والمدخنين التقليديين، وذلك من خلال المراجعة المنهجية والتحليل التلوي (Meta-Analysis) الذي شمل عشر دراسات ميدانية أُجريت في السعودية، ومصر، والإمارات، والكويت، وأستراليا، والمملكة المتحدة. تضمنت الدراسة مؤشرات سريرية مثل عمق الجيوب اللثوية (Probing Depth) وفقدان الارتباط السريري (Clinical Attachment Loss) لتحديد مدى تضرر اللثة لدى مستخدمي السجائر الإلكترونية.
لماذا هي مشكلة مهمة؟
يُعرف التدخين التقليدي بأنه أحد العوامل الرئيسية لأمراض اللثة، لكن السجائر الإلكترونية يتم تسويقها باعتبارها بديلاً "أقل ضرراً". ومع ذلك، تشير هذه الدراسة إلى أن التدخين الإلكتروني قد يؤدي إلى التهابات ومشاكل في اللثة، ما يستدعي تسليط الضوء على مخاطره المحتملة، خاصة في الدول العربية حيث يتزايد استخدامه بين الشباب.
أهم النتائج
- السجائر الإلكترونية تزيد خطر أمراض اللثة: وجد الباحثون أن مستخدمي السجائر الإلكترونية أكثر عرضة للإصابة بأمراض اللثة مقارنة بغير المدخنين، وإن كان التأثير أقل ضررًا من السجائر التقليدية.
- زيادة فقدان العظم واللثة: أظهرت البيانات أن مستخدمي السجائر الإلكترونية لديهم عمق جيوب لثوية أكبر من غير المدخنين (MD: -1.91؛ p = .01)، مما يعني تدهور صحة اللثة لديهم.
- التدخين التقليدي يبقى الأخطر: كانت صحة اللثة لدى المدخنين التقليديين أسوأ من مستخدمي السجائر الإلكترونية، مما يشير إلى أن السجائر التقليدية تظل الأكثر ضررًا على صحة الفم.
التوصيات والتطبيق العملي
- لا تعتمد على السجائر الإلكترونية باعتبارها بديلاً آمناً: الأشخاص الذين يسعون للإقلاع عن التدخين يجب أن يدركوا أن السجائر الإلكترونية ليست خالية من المخاطر، ويُفضل البحث عن بدائل أخرى مثل العلاج ببدائل النيكوتين.
- راجع طبيب الأسنان بانتظام: يحتاج مستخدمو السجائر الإلكترونية إلى فحوص دورية للكشف المبكر عن أي مشكلات في اللثة واتخاذ التدابير الوقائية.
- احرص على العناية بصحة الفم: استخدم خيط الأسنان وغسول الفم المضاد للبكتيريا بانتظام للحد من مخاطر التهابات اللثة وفقدان الأسنان.
مثال تطبيقي: شاب سعودي بدأ باستخدام السجائر الإلكترونية معتقداً أنها أكثر أماناً، لكنه لاحظ نزيفاً متكرراً في اللثة. بعد زيارة طبيب الأسنان، تبين أن لديه التهاباً لثوياً ناتجاً عن التدخين الإلكتروني. بعد اتباع روتين عناية فموية منتظم وتقليل التدخين الإلكتروني، تحسنت حالته تدريجياً.
هل يمكن للفرد تطبيق هذه النصائح بنفسه؟
نعم، يمكن تحسين صحة اللثة عبر النظافة الجيدة للفم وتقليل استخدام السجائر الإلكترونية، ولكن في حالات الالتهاب المتقدم، يُفضل استشارة طبيب الأسنان.
محاذير: حدود الدراسة ومحاذير تطبيقها
- معظم الدراسات كانت قائمة على الملاحظة، ما يعني أن النتائج تُظهر ارتباطاً وليس بالضرورة علاقة سببية مباشرة.
- لم تأخذ الدراسة في الاعتبار العوامل الأخرى التي قد تؤثر في صحة اللثة مثل النظام الغذائي ونمط الحياة.
- هناك حاجة لمزيد من الأبحاث طويلة الأمد لتحديد التأثيرات الفعلية للسجائر الإلكترونية في صحة الفم.
المصدر
عنوان البحث: Effects of Electronic Cigarettes on Periodontal Health: A Systematic Review and Meta-Analysis
ترجمة العنوان: تأثير السجائر الإلكترونية في صحة اللثة: مراجعة منهجية وتحليل تلوي
الباحثون: ريم القطان، وندى تشكندي، وأماني ميرداد، وحسام ثروت علي، ونوف الشيباني، وإيمان علام
الجهات: جامعة الملك سعود (السعودية)، وجامعة رياض العلم (السعودية)، وجامعة جنوب الوادي (مصر)، وجامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية (الإمارات)
المجلة: International Dental Journal