آيسلندا تحدّد التسلسل الجيني لكافة إصابات كورونا لديها

سلالات كورونا الجديدة
Shutterstock.com/peterschreiber.media
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

حدّدت آيسلندا التسلسل الجيني لجميع حالات الإصابة بفيروس كورونا لديها منذ بداية الوباء؛ وهي ممارسة حيوية يجب تكثيفها مع ظهور سلالات جديدة لفيروس كورونا في بريطانيا وجنوب إفريقيا. حلّل الباحثون في مختبر «ديكود جينيتيكس» كل اختبار إيجابي لفيروس كورونا في آيسلندا بناءً على طلب السلطات الصحية في البلاد خلال الأشهر العشرة الماضية، والهدف من ذلك هو تتبُّع كل حالة من أجل منع الحالات الإشكالية من التسلل والانتشار.

في حين أن العديد من البلدان؛ مثل بريطانيا والدنمارك وأستراليا ونيوزيلندا، تنفذ مستويات عالية من عمليات تحديد التسلسل، إلا أن آيسلندا تمكنت من تحديده على كافة حالات الإصابة بفيروس كورونا لديها؛ والتي بلغت ما يزيد قليلاً عن 6000 حالة.

لا يستغرق الأمر عادة الكثير من الوقت لإجراء التسلسل الفعلي؛ حوالي ثلاث ساعات فقط، وهو كل ما يحتاجه الباحثون لتحديد سلالة الفيروس، ويمكن أن تستغرق العملية بأكملها؛ بدءاً من عزل الحمض النووي إلى رسم تسلسله، ما يصل إلى يوم ونصف، وقد تمكنت الجهات الطبية في آيسلندا من تحديد 463 نوعٍ مختلفٍ للفيروس؛ وهو ما يسميه العلماء بـ«الأنماط الفردية».

قبل التسلسل، يتم أولاً عزل الحمض النووي لكل عينة، ثم تنقيته باستخدام المغناطيس، لتؤخذ العينات بعد ذلك إلى غرفة ضخمة مليئة بالمعدات الصاخبة وساطعة الضوء؛ حيث ينبعث صوت يصم الآذان من آلات صغيرة تشبه الماسحات الضوئية؛ تلك الآلات هي عبارة عن أجهزة تسلسل جيني ترسم خريطة جينوم فيروس كورونا.

يوجد داخل كل آلة صندوق أسود يسمى «خلية التدفق»؛ وهي شريحة زجاجية تحتوي على جزيئات الحمض النووي. لعبت هذه التكنولوجيا دوراً كبيراً في آيسلندا منذ بداية الوباء، وأوضحت وزيرة الصحة؛ «سفاندس سفافارسدوتير»، أن تسلسل العينات هو المفتاح الذي ساعد السلطات في متابعة حالة الوباء وتطوره، وقالت أن السلطات استخدمت معلومات التسلسل هذه لاتخاذ القرار بشأن تطبيق إجراءات دقيقة وموجهة للحد من انتشار الفيروس.

بينما لم يتم اكتشاف حالات إصابة بالسلالة الجنوب إفريقية في آيسلندا، تم تحديد 41 شخصاً على أنهم حاملون للسلالة البريطانية، وتم إيقافهم جميعاً على الحدود؛ حيث يتم إجراء اختبارات بي سي آر على المسافرين، مما منع انتشار السلسة بشكل فعال في تلك الجزيرة.

كما مكّن تحديد الحمض النووي من تحديد الأماكن والفعاليات التي شكّلت مصادر الإصابة؛ مما دفع السلطات إلى إغلاق الحانات والنوادي الليلية في العاصمة، كما حدد التسلسل أيضاً سلالة منفصلة كان يحملها سائحون فرنسيون ثبتت إصابتهم عند وصولهم إلى آيسلندا؛ والذين اتُهموا في البداية بأنهم السبب في زيادة سبتمبر.