الإصابات السابقة بالفيروسات التاجية ولّدت مناعةً ضد كورونا

كورونا حول العالم
shutterstock.com/peterschreiber.media
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تشير نتائج دراسة؛ أجرتها جامعة نورثرن أريزونا ومعهد أبحاث الجينوم الانتقالي الأميركيين، إلى أن أجهزة المناعة لدى الأشخاص المصابين بفيروس كورونا قد تعتمد على الأجسام المضادة التي تم إنشاؤها أثناء العدوى السابقة بالفيروسات التاجية؛ المشابهة لفيروس كورونا، للمساعدة في محاربة المرض، ونُشرت الدراسة في دورية «سيل ريبورت» العلمية أمس؛ الثلاثاء.

فيروس كورونا ليس أول الفيروسات التاجية التي تهاجم البشر؛ فقد تعرض البشر لـ 6 أنواع أخرى من فيروسات العائلة نفسها، وقد يوقظ فيروس كورونا استجابة الأجسام المضادة التي تشكلت لدى البشر عند إصابتهم بأحد هذه الفيروسات قبل الوباء الحالي؛ مما يعني أنه قد يكون لدينا بالفعل درجة معينة من المناعة الموجودة مسبقاً ضد هذا الفيروس.

إلى جانب فيروس كورونا، فحص الباحثون استجابات الأجسام المضادة لفيروسين آخرين من الفيروسات التاجية القاتلة؛ «ميرس» الذي تسبب بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، و «سارس» الذي تسبب بمتلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة، وكلاهما من الفيروسات التاجية التي تصيب الحيوانات، وتطورت لتصيب البشر بأمراض جديدة.

كما فحص الباحثون استجابات الأجسام المضادة لأربعة فيروسات تاجية أقدم؛ هي «ألفا كورونا فيروس 229E، وألفا كورونا  فيروس NL63، وبيتا كورونا فيروس OC43، وبيتا كورونا فيروس HKU1». هذه الفيروسات التاجية؛ المسماة «الشائعة»، موجودة عند جميع البشر، ولكنها عادةً ما تكون غير مميتة، وتسبب التهابات خفيفةً في الجهاز التنفسي العلوي؛ مماثلة لتلك الخاصة بنزلات البرد.

من خلال مقارنة أنماط التفاعل ضد هذه الفيروسات المختلفة، أظهر الباحثون أن فيروس كورونا يمكن أن يستدعي الأجسام المضادة لجهاز المناعة؛ التي تم إنشاؤها في الأصل استجابةً لعدوى الفيروسات التاجية السابقة. حدث هذا التفاعل التبادلي في موقعين في بروتين «سبايك»؛ وهو البروتين الموجود على سطح جزيئات الفيروس، ويسهل دخوله إلى الخلايا، ويمكن لهذه النتائج أن تساعد في تفسير ردود الفعل المتنوعة لمرضى كورونا تجاه المرض؛ من أعراض خفيفة إلى حادة أو حتى الوفاة.

يمكن أن تساعد هذه الدراسة الباحثين مستقبلاً في تطوير طريقة تشخيص جديدة، وتطوير علاجات جديدة، والمساعدة في تصميم لقاحات مستقبلية، أو علاجات بالأجسام المضادة أحادية النسيلة؛ قادرة على الحماية من الطفرات التي قد تحدث في فيروس كورونا.