عائلة مزعجة: التشابه والاختلاف بين سارس وكورونا  

مصدر الصورة: بيكساباي
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يقفز اسم فيروس سارس بجوار فيروس كورونا المستجد دائماً، ربما لأن كلاهما من عائلة  الفيروسات تاجية وربما لأن هناك تشابه كبير بينهما، رغم أن هناك اختلافات أيضاً، ولكن المؤكد أنهما ظهرا في الصين أولاً، وفقط تفصل الأعوام بينهما، تفشى سارس في 2003، وكورونا في نهاية 2019.

كورونا شقيق سارس

 أطلقت منظمة الصحة العالمية على المرض الذي يسببه فيروس كورونا، اسم كوفيد-19، أما اللجنة الدولية لتصنيف الفيروسات «آي سي تي في» فإنها اعتمدت اسم علمي للفيروس وهو «SARS-COV-2» أي «سارس-كورونا-2»، ونادراً ما سنجد اسم الفيروس يتداول بهذا المسمى العلمي خارج التقارير الطبية.

تخضع عملية إطلاق أسماء على الفيروسات إلى نظام رسمي، واستناداً إلى السلالة والتصنيف والممارسة المعمول بها وجدت اللجنة الدولية لتصنيف الفيروسات أن فيروس كورونا يتشابه بشكل كبير وراثياً مع النموذج الأولي للفيروسات التاجية التنفسية الحادة الوخيمة سارس، لذا اعتمدت «SARS-COV-2»  اسماً له، لكن مع ذلك يظل بينهما اختلافات.

المنشأ خفاش والوسيط مجهول

مصدر الصورة: بيكساباي

يعتقد أن منشأ كل من كورونا وسارس؛ الخفافيش، ثم قفزوا إلى البشر عن طريق مضيف حيواني وسيط وهو غير معروف إلى الآن، وكلاهما ينتشر عن طريق الرذاذ التنفسي الناتج عن سعال، أو عن طريق ملامسة أجسام أو أسطح ملوثة، أيضاً كل منهما له استقرار مماثل في الهواء وعلى أسطح مختلفة، والإصابة بأي منهما يمكن أن يؤدي إلى مرض خطير محتمل، يتطلب أحياناً إلى أجهزة التنفس الصناعية، ومع الأسف ليس لهما علاجات أو لقاحات محددة.

في مقارنة سريعة على تأثير كل من سارس وكورونا، سنجد أن فيروس سارس كان أكثر حدة إلا أنه كان أقل عدوى، نظراً لأن فترة حضانته كانت من يومين إلى 7 أيام، أما فيروس كورونا أكثر عدوى مع فترة حضانة تصل إلى 14 يوم وفي بعض الحالات أكثر من ذلك.  

تتمثل أعراض كل من سارس وكورونا الأكثر شيوعاً في الحمى، والسعال، وضيق التنفس والاختلاف أن سارس يسبب بجانب ما سبق التوعك والصداع، هناك أعراض أقل شيوعاً في كورونا مثل الصداع والآم الجسم، وفي سارس القشعريرة والإسهال. 

كورونا أقل وطأة

يبدو أن الخبر الجيد الوحيد في أزمة كورونا أنه كورونا وليس سارس، ويقدر أن 20٪ من المصابين بفيروس كورونا سيحتاجون إلى العلاج في المستشفى، وستحتاج نسبة أقل من هذه المجموعة إلى أجهزة التنفس الصناعية، لكن في حالات السارس فكان التقدير من 20 إلى 30% من المصابين احتاجوا إلى أجهزة التنفس الصناعية.

إضافة إلى ما سبق سجل سارس معدل وفيات وصل إلى 10%، أما كورونا، فالأمر يتوقف على عوامل أخرى مثل الموقع وخصائص السكان. أخيراً يمكن أن نقول أن سارس اختفى ولم يظهر ثانية منذ تفشيه، لذا يأمل العلماء أنه فور السيطرة على كورونا يذهب دون عودة مثل سارس.