كورونا حول العالم: هل نجحت هذه الدول في احتواء الفيروس؟

مصدر الصورة: بيكساباي
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

عمليات الإغلاق في كل مكان في العالم، فيروس كورونا أجبرنا جميعاً على البقاء خلف النوافذ والواجهات الزجاجية، والبحث عن مخرج لتلك الأزمة هو السؤال الذي لا نمل من البحث عن إجابة منطقية له، لكن هناك عدة دول ربما تحمل إجابة جزئية بإعلانها تخفيف قيود عمليات الإغلاق، لذا نستعرض أبرز تجارب تلك الدول التي ربما تمكنت بالفعل في احتواء فيروس كورونا.

كوريا الجنوبية.. من السابقون في الأزمة

في بداية تفشي فيروس كورونا؛ كانت كوريا الجنوبية واحدة من أكثر بؤر الإصابة بالفيروس التاجي تضرراً، كان معدل الإصابة يصل إلى أكثر من 900 حالة مؤكدة في يوم واحد، لكن الآن انخفض في غضون أسابيع إلى معدل إصابة فردي ومنخفض للغاية، ولم تكن كلمة السر عمليات الإغلاق، بل سرعة الإجراءات.

طور الباحثون في كوريا الجنوبية سريعاً نماذج اختبار محتملة قبل تأكيد الفيروس في بلادهم، إضافة إلى ذلك؛ أقامت الحكومة الكورية نظام تتبع من خلال تطبيق الحجر الصحي الذاتي، والذي سمح للمقيمين بمراقبة أعراضهم وعزلهم إذا لزم الأمر. أيضاً طلب من أولئك الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس مشاركة المعلومات حول أماكنهم الأخيرة، بمساعدة نظام تحديد المواقع «GPS»، ومعاملات بطاقات الائتمان، ومكنت هذه التفاصيل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها من إصدار تنبيهات للجمهور حول أماكن التعرض المحتملة مع الحفاظ على هوية الأشخاص المصابين مجهولين.

بعد أسابيع من العزلة الذاتية، تدفق السكان في كوريا الجنوبية إلى المقاهي المزدحمة والتنزه في الحدائق العامة، يرتدون أقنعة الوجه ويمارسون البعد الاجتماعي. لا تزال كوريا تغلق المدارس، والجامعات، ودور العبادة، وتمنع إقامة الحفلات الكبيرة، لكن عدا ذلك فإن الحياة الطبيعية موجودة في الشوارع.

أستراليا.. مرحباً نحن بخير

مصدر الصورة: بيكساباي

بدأت أستراليا تخفيف قيود عمليات الإغلاق، وأعلنت الحكومة عن تخفيف القيود المفروضة في الولايات الشمالية على المقاهي، والصالات الرياضية، إلى ما سيصبح «الوضع الطبيعي الجديد». ولم تفد بأي معلومات حول هذا الوضع؛ ولكن من المحتمل أن يكون مقيداً بالمسافات الآمنة، والتباعد الاجتماعي.

أيضاً بدأت مدن أخرى في تخفيف القيود في استراليا، تسمح كوينزلاند للأشخاص الخروج لأسباب ترفيهية، طالما أنهم يقيمون في نطاق 50 كم من منزلهم ويلتزمون بحدود التجمع المكونة من شخصين. أما في غرب أستراليا فذهبوا إلى أبعد من ذلك، خففت القيود لتسمح بتجمع 10 أشخاص. واعتباراً من يوم الجمعة المقبلة، سيعاد فتح المتنزهات الوطنية في الإقليم الشمالي للتخييم والسباحة والمشي لمسافات طويلة.

جاءت قرارات الحكومة الأسترالية بعد انخفاض ملحوظ في أعداد الإصابات في جميع أنحاء البلاد وبنسب متفاوتة. أيضاً حصدت الحكومة الأسترالية نتيجة تعاملها المتزن مع الأزمة ارتفاع في سعر الدولار الاسترالي بأكثر من 17٪ من أدنى سعر له في 17 عاماً.

نيوزيلندا.. نعم قضينا عليه

مصدر الصورة: بيكساباي

قالت الحكومة النيوزيلندية أمس الاثنين إنها قضت على فيروس كورونا داخل أراضيها، وأعلنت عن تخفيف عمليات الإغلاق من «المستوى الرابع» إلى «المستوى الثالث»، مع ظهور حالات إصابة جديدة بأرقام فردية، وأضافت الحكومة النيوزيلندية أن إعلانها القضاء علي فيروس كورونا لا يعني أن تحقق صفر إصابات، ولكن يعني أنهم على علم من أين تأتي الحالات.

سيسمح المستوى الثالث الذي سيدخل حيز التنفيذ بداية من اليوم الثلاثاء، للشركات بإعادة فتح جزئي مع بعض القيود، بما في ذلك ترك مسافة آمنة بين الأشخاص بمقدار مترين خارج المنزل، مع إعادة فتح المدارس بقدرة محدودة، وفتح بعض شركات العمل وعمليات الصناعة، مع تشجيع الناس على العمل من المنزل ما لم يكن ذلك ممكنا، أيضاً سيتمكن الناس من شراء الطعام الجاهز، والمشاركة في الأنشطة الترفيهية منخفضة المخاطر بما في ذلك السباحة على الشاطئ. وسيُسمح لعدد يصل إلى 10 أشخاص بالتجمع لحفلات الزفاف والجنازات، لكن ستظل الأماكن العامة مثل المكتبات والمتاحف والصالات الرياضية مغلقة، وسُيعاد تقييم الإجراءات في غضون أسبوعين من بداية تخفيف القيود.

الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الحكومة النيوزيلندية كانت السبب في تخفيف القيود. فحين سجلت نيوزيلندا 6 حالات في 14 مارس/آذار؛ أعلنت الحكومة أن أي شخص يدخل البلاد سيحتاج إلى عزل نفسه لمدة أسبوعين، ثم مُنع الأجانب من دخول البلاد، وحين سجلت  102 حالة مؤكدة أعلنت الحكومة دخول البلاد عمليات الإغلاق من المستوى الثالث، ثم انتقلت نيوزيلندا إلى المستوى الرابع، وطلب من الناس عدم مغادرة المنزل باستثناء ممارسة التمارين الرياضية الأساسية بالقرب من المنزل، مع إجراء الحكومة اختبارات الفيروس على نطاق واسع.

السويد.. لم تغلق لحظة بشكل كامل

مصدر الصورة: بيكساباي

كانت السويد بعيدة عن عمليات الإغلاق التي بدأت في كل أرجاء العالم، ولم تفرض قيود صارمة على حياة المواطنين، واستمر الأطفال الأصغر سناً في الذهاب إلى المدرسة، على الرغم من إغلاق الجامعات والمدارس للطلاب الأكبر سناً، وظلت الشركات والمطاعم مفتوحة، وفقط حظرت زيارات الرعاية المنزلية في مطلع أبريل/نيسان، وحظر التجمعات العامة والمناسبات العامة لأكثر من 50 شخصاً، وطلبت الحكومة من مواطنيها الامتناع عن السفر غير الضروري، وقالت »حافظ على المسافة الآمنة، وتحمل المسؤولية الشخصية«.

على الرغم من أن الدول الأوروبية المجاورة للسويد أعلنت عمليات الإغلاق، وفرضت القيود الصارمة، إلا أن السويد ظلت وحدها تغرد خارج السرب، ونتيجة لذلك سجلت السويد معدل إصابات ووفيات أكبر من الدول المجاورة لها كفنلندا والدنمارك؛ سجلت السويد حتى صباح اليوم الثلاثاء 18.640 حالة إصابة بالفيروس، ووصل عدد حالات الوفاة فيها إلى 2194 حالة بين سكانها البالغ عددهم 10.3 مليون نسمة.

طالت الحكومة السويدية اتهامات بأنها تتبنى استراتيجية لخلق مناعة القطيع، لكن الحكومة نفت تلك الاتهامات وأكدت أنه لا تنوى ذلك، وأضافت أنها مثل تشترك مع جميع البلاد الأخرى في نفس الأهداف؛ لإنقاذ الأرواح، وحماية الصحة العامة، ومع ذلك يبقى أن نشير أن النموذج السويدي لم ينجم عنه خسائر في الأرواح أو الإصابات كبيرة مثل إيطاليا وإسبانيا، ويبدو أن الحكم على نموذج السويد لا يزال مبكراً.