كيف تتصرف إذا أصبت أو «تعتقد» أنك مصاب بفيروس كورونا؟

نزلات البرد, إنفلونزا, زكام, علاج, عقاقير, صحة, سيدة, مرض
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تسجل يومياً (كل ساعة) إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجد، وحتى الآن لا يوجد لقاحٌ للفيروس. وقد تتساءل، ما هي العلاجات المُتاحة إذا أصبت بالعدوى؟

في الواقع، إذا ظهرت لديك أعراض خفيفة، يجب أن تعزل نفسك أولاً، وتبدأ رحلة تخفيف (علاج) للأعراض بنفس الطريقة التي تعالج بها الرشح أو الأنفلونزا.

الأعراض الشديدة

فيروس كورونا هو واحد من بين مئات الفيروسات التي تتسبب بظهور أعراض مشابهة لأعراض نزلات البرد والأنفلونزا. تتراوح شدة أعراض المرض بين عدم ظهور أعراض مطلقاً، إلى أعراض نزلة البرد الخفيفة، وصولاً إلى فشل وظائف أعضاء الجسم في أداء وظائفها. قد تكون الأعراض أشدّ من أعراض نزلة البرد أو الأنفلونزا العادية، لأن الفيروس المستجد ما زال مجهولاً، ولم تكوّن أجسامنا مناعة ضده حتى الآن.

لكن التقديرات الحالية تشير إلى أن 80% من الحالات ستعاني من أعراضٍ خفيفة إلى متوسطة نسبياً. إذا كنت أحد هؤلاء، فقد لا تعرف على وجه اليقين ما إذا كنت مُصاباً بفيروس كورونا أم لا، لأنك قد تكون غير مؤهل للاختبار. من المهم أن تعزل نفسك إذا شعرت بأنّك لست على ما يرام بغض النظر عن ذلك.

ولكن من الناحية العلاجية، إذا كانت أعراض المرض التي تشعر بها معتدلة ومعقول، فلا يهم ما إذا كان لديك تشخيص مؤكد بالفيروس أم لا.

كيف تخفف الأعراض (ليس المرض نفسه)؟

[المترجم: الخطوة الأهم هي يجب إخبار طبيبك أو أي مركز صحي بأن لديك أعراض المرض].

تقول منظمة الصحة العالمية إنّ أكثر أعراض الإصابة بفيروس كورونا شيوعاً هي الحمى، التعب، والسعال الجاف. قد يعاني بعض المرضى من صداع وآلام في المفاصل والعضلات، واحتقان وسيلان بالأنف والتهاب الحلق، أو الإسهال. الأعراض المزعجة أكثر تميل لأن تكون الحمّى وآلام العضلات، ويمكنك معالجتها بأمانٍ بعقار «الباراسيتامول».

كما أوصت منظمة الصحة العالمية في البداية بتجنّب تناول «الإيبوبروفين» لتخفيف الأعراض، إلا أنها تراجعت عن توصيتها تلك بعد عدة أيام، لذلك يبدو التفكير بتناول مضادات الالتهاب اللاستيرويدية أمراً منطقياً أيضاً.

يمكنك علاج احتقان الأنف باستخدام مزيلات الاحتقان ومحاليل الأنف الملحية. بالنسبة لالتهاب الحلق، توجد عدة طرق فعّالة من بينها العسل والغرغرة بالماء المالح، والبخاخات المضادة لالتهاب الحلق، ومحاليل الغرغرة.

يُعد السعّال من الأعراض التي يصعب السيطرة عليها، ولكن يمكن التخفيف من حدّته بالعسل واستنشاق البخار، وبخاخات الأنف المالحة. أما مثبطات السعّال فليس لها سوى فائدةٍ قليلة فقط في التخفيف من السعال الجاف.

من المهم أيضاً تقوية جهاز المناعة لديك من خلال الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة، واتباع نظام غذائي صحي [وشرب المياه بكثرة]. هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن مكمّلات الزنك قد تقصّر مدة الإصابة بنزلات البرد والأنفلونزا التي تسببها الفيروسات، بما فيها فيروس كورونا. لكّن هناك أراءٌ متضاربة حوله ولا توجد أدلةٌ كافية حوله.

وفي الوقت نفسه، لا توجد أدلّة كافية ومقنعة حول التأثير الوهمي «البلاسيبو» لمجموعة من الأدوية الشائعة الأخرى، مثل فيتامين سي أو نبات القنفذية. لكنها عموماً لا تسبب الأذى ولا ضرر من تناولها.

لا تتناول هذه الأدوية دون وصفة طبية

من المهم عدم تناول الأدوية التي لم تحصل على الموافقة لعلاج نزلات البرد والأنفلونزا.

اقترحت بعض التجارب السريرية وبعض الحالات القليلة التي عُولجت في الصين أنّ عقار الكلوروكين المُستخدم لعلاج الملاريا أثبت نجاعته في علاج أعراض فيروس كورونا.

لكن ما يزال الدواء يخضع للمزيد من التجارب السريرية في الوقت الحالي، ولا يُوصف حالياً إلا لعلاج الالتهاب الرئوي الفيروسي أو الجرثومي في الحالات المتقدّمة والمعقّدة للإصابة بفيروس كورونا، وتحت إشرافٍ طبي متخصص حصراً.

كما يبدو أن أحد العلاجات المركّبة من دوائين، «لوبينافير-ريتونافير»، والمسُتخدم في علاج الإصابة بفيروس نقص المناعة المُكتسب واعد إلى حدٍّ ما، لكنّه فشل في إحداث فرقٍ كبير في احدى التجارب التي أعطي فيها لـ 199 مريضاً مصاباً بفيروس كورونا في الصين.

لذلك لا توجد علاجات علاجية فعّالة حتى الآن، ولكن التجارب السريرية للعوامل المضادة للفيروسات المختلفة مستمرة.

وبالرغم من انتشار الكثير من المعلومات حول الوقاية وعلاج فيروس كورونا على الإنترنت، إلا أنّ الكثير منها من الصعب تصديقه، ولا يمكن الأخذ بها على محمل الجد.

إذا كانت لديك بعض الأسئلة أو الشكوك، فابحث عن مصادر موثوقة مثل المنظمات الصحية الحكومية أو منظمة الصحة العالمية، أو استشر طبيباً.

ماذا عن الأشخاص الذين يعانون من أعراض أكثر خطورة؟

بعد حوالي 5 إلى 7 أيام من ظهور الأعراض، تظهر لدى بعض المرضى أعراض ضيق التنفس ومشاكل تنفسية حادّة أخرى، الأمر الذي يتطلب عناية طبية.

يحدث ضيق التنفس عندما تتطوّر الإصابة إلى حالةٍ من الالتهاب الرئوي، مما يتسبب في تراكم طبقات سميكة من المخاط في الرئتين، حيث يعيق نقل الأكسجين إلى الأوعية الدموية.

إذا تدهورت حالتك، فاتصل بالطبيب أو المستشفى وأبلغهم بمدى تطوّر إصابتك. وإذا أصبحت الأعراض شديدة، مثل ضيق التنفس، فاتصل بالإسعاف فوراً.

كم أحتاج من الوقت كي أصبح غير معد؟

إذا كنت قد أُدخلت إلى المستشفى، فستبقى في الحجر حتى تزول أعراض الإصابة وتؤكد الاختبارات خلوّك من فيروس كورونا، وبالتالي لم تعد معدياً للآخرين.

تشير البيانات من مشافي الصين إلى أن متوسط المدّة التي يبقى الفيروس فيها قابلاً للاكتشاف في الجهاز التنفسي هي 20 يوماً. أما في الحالات الخفيفة تكون المدة أقصر ويتخلّص الجسم من الفيروس بسرعةٍ أكبر.

تنص المبادئ التوجيهية الأسترالية على أن الحالات التي تعاني من مرضٍ خفيف لا تتطلب دخول المستشفى؛ يمكن أن تنهي الحجر الذاتي إذا استوفت هذين الشرطين:

  • مرور 10 أيام على بدء ظهور الأعراض على الأقل.
  • اختفاء جميع الأعراض الحادّة خلال 72 ساعة الماضية.

تم نشر المقال على موقع ذا كونفيرسيشن