مرحباً بك في حصاد العلوم، تحديثك اليومي لآخر الأخبار والأبحاث الجديدة في مختلف المجالات العلمية التي تهمك في جوانب حياتك اليومية.
بنك من خلايا المعمرين لدراسة إطالة العمر
يمثل المعمرون الذين تجاوزت أعمارهم المائة عام مصدراً مهماً لدراسة إطالة العمر بالنسبة للعلماء. لذلك، يعمل باحثون من كلية الطب تشوبانيان وأفيديسان في جامعة بوسطن على دراسة خلايا للمعمرين، وذلك بعد إعادة برمجتها لتعود إلى الحالة الجذعية، ففي الدراسة كان أحد المعمرين قد تعافى من الإنفلونزا الإسبانية وكوفيد-19 مرتين، ولا يزال يتمتع بصحة جسدية ومعرفية جيدة. إحدى النظريات التي تفسر طول العمر تقول إنه بسبب تركيبة جينية تحمي من الأمراض.
عزل الباحثون خلايا الدم من المعمرين المشاركين في الدراسة -ومعظمهم يتمتعون بصحة جسدية ونفسية جيدة ويهتمون بصحتهم- وأنشؤوا منها خلايا جذعية مُستَحثة يمكن تحويلها إلى أي نوع من خلايا الجسم. تفقد الخلايا الجذعية المستحثة الكثير من خصائص عمرها في أثناء عودتها إلى حالتها الطبيعية، دون أن تتغير شيفرتها الجينية، ما يسمح للباحثين بدراسة الجوانب التي تؤدي إلى الشيخوخة مع عودة هذه الخلايا إلى حالتها الطبيعية.
قطرة أنفية قد تمنع التدهور المعرفي المرافق لآلزهايمر
كشف باحثون من الجامعة الكاثوليكية في روما، بالتعاون مع باحثين من جامعة كاتانيا الإيطالية، عن آلية مهمة مرتبطة بمرض آلزهايمر، وذلك بتشريح أدمغة المرضى المصابين بمرض آلزهايمر بعد وفاتهم، حيث كشفت التحاليل عن وجود فائض من إنزيم الدماغ المسمى "إس-أسيلترانسفراس" (S-acyltransferase) أو (zDHHC)، كما كان هذا الفائض مرتبطاً بأداءٍ إدراكي أسوأ. يؤدي هذا الإنزيم دوراً حاسماً في تفاعل "البالميتويل إس" (S-palmitoylation)، وهذا التفاعل يرتبط بالتدهور المعرفي لأنه يؤدي إلى تراكم بروتينات بيتا أميلويد الضارة.
قد يكون هذا الإنزيم هدفاً علاجياً واعداً لأدوية جديدة، وذلك من خلال تثبيط تفاعل البالميتويل إس، والذي يؤدي بدوره إلى منع تراكم بروتينات بيتا أميلويد الضارة المرتبطة بالتدهور المعرفي، وفي التجارب على الفئران أوقف الباحثون إنزيمات (zDHHC) باستخدام عقار تجريبي في شكل بخاخ أنفي يسمى (2-bromopalmitate). نجح هذا النهج في إيقاف التنكس العصبي، وتقليل الأعراض، وحتى إطالة عمر الفئران. وقد يساعد هذا العلاج على التدخل مبكراً ومنع تفاقم مرض آلزهايمر، لكن ما تزال هنالك حاجة للمزيد من الدراسات.
اقرأ أيضاً: ما أعراض هجمة التصلب اللويحي وهل العلاجات الناشئة واعدة؟
كوفيد-19 قد يزيد خطر الإصابة بالتصلب المتعدد
توصل باحثون من جامعة أوربيرو السويدية إلى وجود علاقة بين شدة مرض كوفيد-19 والإصابة بالتصلب المتعدد، حيث كان عدد المصابين بكوفيد-19 من المشخَّصة إصابتهم بالتصلب المتعدد 26 من بين 100 ألف مريض بكوفيد-19، وهي ضعف نسبة الخطر في حال لم تكن هناك إصابة بمرض كوفيد-19. ويتوقع الباحثون تشخيص عدد أكبر بالتصلب المتعدد من بين هذه العينة، نظراً لأن المرض قد يستغرق بين 10-20 عاماً لاكتشاف الإصابة به، وسيتضح مدى ارتباط كوفيد-19 بالمرض مع الزمن.
ونظراً لارتباط شدة كوفيد-19 بالإصابة بالتصلب المتعدد، شدد الباحثون على أهمية تلقي اللقاحات المضادة لكوفيد-19، والتي تجعل الإصابة بالمرض خفيفة إلى معتدلة. كما بينوا أهمية الكشف المبكر عن التصلب المتعدد لاتباع طرق علاجية تمنع تفاقم المرض.
من الجدير بالذكر أن مرض التصلب المتعدد هو اضطراب يهاجم فيه الجهاز المناعي للجسم الغلاف الواقي للخلايا العصبية في الدماغ والعصب البصري والحبل الشوكي، وهذا الغلاف يسمى الغلاف المياليني (أو النخاعيني). أما أسبابه فغير محددة تماماً حتى الآن، وتشمل أسباباً وراثية ومناعية وجنسية وجغرافية.
العلماء يحلون لغزاً عمره قرون حول النثر الانفجاري لبذور ثمرة قثاء الحمار
تنثر ثمرة نبات قثاء الحمار بذورها عند نضجها لمسافة تصل إلى مئات أضعاف طولها البالغ 4 سنتيمترات، إذ تصل إلى مسافة 10 أمتار تقريباً، وذلك خلال 0.03 ثانية. وقد أثارت الآلية فضول العلماء منذ أيام الإمبراطورية الرومانية. وفي الآونة الأخيرة، كشف باحثون من جامعة أكسفورد السبب باستخدام مقاطع فيديو عالية السرعة، وتصوير متقطع زمني، ومسح مقطعي محوسب، وإعادة بناء رقمية ثلاثية الأبعاد، لتحليل حركة الثمرة قبل وخلال وبعد النفث، وأنشؤوا نماذج رياضية لوصف الحركة.
اقرأ أيضاً: هل بذور الفاكهة آمنة للابتلاع؟
توضح نتائجهم المنشورة في تقارير الأكاديمية الوطنية للعلوم (Proceedings of the National Academy of Sciences) أن آلية النفث أكثر تعقيداً من مجرد تراكم السائل وإطلاق الضغط الداخلي. لاحظ الباحثون أنه قبل أيام من إطلاق البذور، يحدث الكثير داخل الثمرة. فمع انتفاخ الثمار بسبب السوائل، تدفق بعض هذا السائل أيضاً إلى الجذع، ما أدى إلى سماكته وتصلبه بحيث ارتفعت الثمار المتدلية من وضع معلق شبه عمودي إلى زاوية تبلغ نحو 45 درجة. ووفقاً للدراسة، فإن القذف من هذه الزاوية، بدلاً من القذف لأعلى، هو استراتيجية أفضل للنبات تمكّنه من قذف البذور إلى مسافة أبعد. كما رأى العلماء أن الجذع أعطى الثمرة دوراناً في أثناء انفصالها، عن طريق الانكماش بعيداً عن الثمرة. وأظهرت نماذجهم أن هذا الدوران من شأنه أن يشتت البذور في قوس أوسع.