شرب القهوة من الآلة المشتركة بالمكتب قد يضر بقلبك

تعد القهوة جزءاً أساسياً من حياة الكثيرين في بيئة العمل. لكن دراسة جديدة سويدية كشفت أن القهوة التي يجري تحضيرها في أنواع محددة من آلات صناعة القهوة في العمل قد تحتوي على مواد ترفع نسبة الكوليسترول الضار بالجسم، ما يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب. فما هي التفاصيل وكيف يمكن الوقاية من هذا الخطر؟

ما هي المركبات الضارة الموجودة في القهوة المصنوعة بآلات القهوة في العمل؟

كشفت الدراسة التي أجريت في جامعة أوبسالا في السويد، والمنشورة في دورية التغذية والاستقلاب وصحة القلب والأوعية الدموية في فبراير/شباط 2025، أن القهوة المحضرة في أماكن العمل عبر آلات صناعة القهوة ذات الفلاتر المعدنية تحتوي على مركبين طبيعيين موجودين في البن وهما الكافستول والكاهويل، وهذان المركبان ينتميان إلى مجموعة تسمى "الديتيربينات"، ويعرف عنهما قدرتهما على رفع مستويات الكوليسترول الضار (البروتين الشحمي منخفض الكثافة) في الدم، وعثر على تراكيز عالية من هذه المواد في عينات القهوة التي جمعت من 14 آلة قهوة في أماكن عمل مختلفة، وخاصة تلك التي تعتمد على الفلاتر المعدنية بدلاً من الفلاتر الورقية.

كيف تؤثر هذه المواد في آلات القهوة على الصحة القلبية؟

أوضحت الدراسة أن الحجم المتوسط لفنجان القهوة الناتج عن آلات القهوة في العمل هو 137.5 ميليلتراً. وذكر الباحثون أن الاستعاضة عن 3 أكواب من قهوة الآلات ذات الفلاتر المعدنية يومياً بقهوة مفلترة ورقياً مدة 5 أيام في الأسبوع قد تؤدي إلى تقليص مستوى الكوليسترول الضار بمقدار 0.58 ميلي مول في اللتر على المدى الطويل.

يعادل تأثير آلات القهوة ذات الفلاتر المعدنية في زيادة الكوليسترول الضار، إضافة 60 ميليلتراً من الكريمة الكاملة الدسم التي تحتوي على 40% دهون لكل فنجان من القهوة. كما أشارت الحسابات في الدراسة إلى أن إضافة 250 ميليلتراً من حليب الشوفان الذي يحتوي على غرام واحد من البيتا-غلوكانز، وهي مادة تساعد على خفض الكوليسترول في القهوة، لن يكون كافياً للتغلب بالكامل على تأثير الديتيربينات.

بالمقابل، فإن الانخفاض المقدر في مستوى الكوليسترول الضار بنسبة 0.58 يمكن أن يسهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 13% خلال 5 سنوات، وبنسبة تصل إلى 36% على مدى 40 عاماً من العمل. هذه الأرقام تؤكد أهمية اختيار طريقة تحضير القهوة بعناية لتحسين الصحة العامة على المدى الطويل.

هل جميع آلات القهوة في العمل متشابهة في الخطر؟

أظهرت الدراسة أن ثمة اختلافاً كبيراً بين آلات القهوة من حيث تركيز الديتيربينات، فآلات تخمير القهوة التي تعتمد على وضع البن في آلة غلي القهوة ذات الفلاتر المعدنية كانت الأعلى في تركيز الكافستول والكاهويل، إذ بلغ متوسط تركيز الكافستول فيها 176 ميليغراماً في اللتر، بينما كانت مستوياته في القهوة المفلترة ورقياً لا تتجاوز 12 ميليغراماً في اللتر. كما لوحظ تفاوت في النتائج حتى داخل الآلة نفسها عند أخذ عينات مختلفة في أيام متباعدة، ما يشير إلى دور الصيانة وتنظيف الفلاتر في تقليل المخاطر.

لماذا تختلف مستويات الديتيربينات بين طرق تحضير القهوة؟

تعتمد كمية الديتيربينات في القهوة على طريقة التحضير، فالقهوة التي تصفى باستخدام فلتر ورقي تكون أقل ضرراً لأن الورق يحبس معظم هذه المركبات الضارة، أما القهوة التي تصنع باستخدام فلاتر معدنية أو دون تصفية نهائية مثل آلات القهوة الشائعة في أماكن العمل، فلا يمكن إزالة هذه المواد منها بصورة كافية فتتراكم مع الوقت. كما أظهرت الدراسة أن القهوة المطحونة التي تغلى مباشرة في إبريق الغلي المشترك في العمل تحتوي على أعلى مستويات الديتيربينات، تليها القهوة المحضرة بطريقة المكبس الفرنسي، بينما تأتي القهوة الإسبرسو بتركيزات متباينة من هذه المواد ولكنها مرتفعة أحياناً.

ما هي الحلول المقترحة لتقليل مخاطر ارتفاع الكوليسترول الضار الناتج عن آلات القهوة في العمل؟

ينصح بالاستعاضة عن القهوة المصنوعة في آلات العمل المعدنية بالقهوة المفلترة ورقياً، وخاصة للأشخاص الذين يستهلكون عدة أكواب يومياً. يمكن أيضاً تعديل نوع الفلتر المستخدم في بعض آلات العمل ليشمل فلاتر ورقية أكثر كفاءة في إزالة الديتيربينات. بالإضافة إلى ذلك، من المهم الحفاظ على نظافة آلات القهوة وصيانتها بانتظام، إذ قد يؤثر تراكم الرواسب في كفاءة التصفية، ويمكن تشجيع الموظفين على استخدام طرق تحضير منزلية صحية في أثناء العمل، مثل طرق التنقيط المفلتر أو استخدام الفلتر الورقي الشخصي.

يشارك أستاذ أمراض الكبد والأمراض الهضمية من مصر، الدكتور محمد محمود نبيل، عبر قناته على يوتيوب مجموعة من فوائد القهوة الصحية وأضرارها، لنشر المعرفة حول كيفية الاستفادة من القهوة بأفضل طريقة ممكنة.