قلة النوم قد تجعلك أكثر عرضة لتصديق نظريات المؤامرة

2 دقيقة
قلة النوم قد تجعلك أكثر عرضة لتصديق نظريات المؤامرة
بحث جديد يشير إلى أنك تكون أكثر عرضة لتصديق نظريات المؤامرة إذا كنت مرهقاً.

قد تجعلك قلة النوم عرضة لمجموعة واسعة من المشاكل الصحية الجسدية والنفسية، بما في ذلك أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والقلق. لكنّ بحثاً جديداً يشير إلى أنها قد تزيد أيضاً فرص حدوث نتيجة أخرى غير مرغوب فيها؛ وهي تبني نظريات المؤامرة.

قلة النوم إلى جانب الاكتئاب: احتمال كبير لتصديق نظريات المؤامرة

أجرى فريق من كلية علم النفس بجامعة نوتنغهام مؤخراً تجربتين على ما مجموعه أكثر من 1,000 متطوع. وتشير النتائج، التي نُشرت في 12 مارس/آذار في مجلة علم النفس الصحة (Journal of Health Psychology)، إلى أنه إذا عانى المرء سوءاً في نوعية النوم إلى جانب ما يعانيه من مشاكل قائمة مثل الاكتئاب، قد يصبح أكثر عرضة لنظريات المؤامرة الكاذبة بوضوح. قد تزداد احتمالات تبني مثل هذه المعتقدات بصورة خاصة إذا تعرض الأشخاص المرهقون لمحتوى نظريات المؤامرة من مصادر خارجية بدلاً من التوصل إلى استنتاجات خاطئة مماثلة من تلقاء أنفسهم.

اقرأ أيضاً: لماذا يحتاج بعض الأشخاص إلى قدر أقل من النوم؟

طلب الباحثون، في دراستهم الأولى، من 540 مشاركاً إنجاز تقييم موحد لجودة النوم قبل قراءة واحد من أصل اثنين من المقالات عن حريق كاتدرائية نوتردام في باريس عام 2019. وفي حين تلقى بعض المتطوعين ملخصاً موثقاً للحادث المدمر، استعرض آخرون قصة زعمت زوراً أن الحريق ينطوي على مؤامرة للتستر على الحادث. وبعد استقصاء آراء المشاركين، لاحظ الباحثون أن أولئك الذين أشاروا في السابق إلى أن نوعية نومهم كانت سيئة، تقبلوا نظرية مؤامرة كاتدرائية نوتردام أكثر من نظرائهم الذين نعموا بنوم جيد.

وتوسعت المرحلة التالية في العمل الأولي للفريق من خلال مراجعة السمات النفسية والمعتقدات لدى 575 شخصاً آخرين. بعد تحليل البيانات، يرى الباحثون أنه غالباً ما تكون هناك صلة مباشرة بين عقلية نظرية المؤامرة وقلة النوم أو الأرق. وفي العديد من الحالات، ظهر الاكتئاب باعتباره الآلية النفسية الرئيسية الكامنة وراء التفكير التآمري.

وقال قائد فريق البحث في الدراسة والأستاذ المساعد في علم النفس الاجتماعي بجامعة نوتنغهام، دانيال جولي، في بيان: "النوم أمر بالغ الأهمية للصحة النفسية والوظائف الإدراكية".

وأضاف: "لقد ثبت أن قلة النوم تزيد خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق ونزعة الارتياب، وهي عوامل تسهم أيضاً في الاعتقاد بنظريات المؤامرة".

آثار كبيرة للاعتقاد بنظريات المؤامرة

لا يؤدي تصديق نظريات المؤامرة فقط إلى نشوء ميل جديد نحو التضليل الإعلامي، بل قد يكون للإيمان بهذه المعتقدات آثار مجتمعية أوسع نطاقاً بكثير. فانعدام الثقة في فعالية اللقاحات المدعومة بالبيانات يضعف قدرة المجتمع عموماً على الصمود في وجه الأمراض المعدية مثل الحصبة وكوفيد-19 والسل. وعلى مدى عقود من الزمن، أعاقت المعلومات المضللة المحيطة بالتغير المناخي الجهود الجارية لمكافحة مخاطره الوجودية على البشرية وكوكبنا. وفي الوقت نفسه، أدى تبني نظريات المؤامرة بشأن الانتخابات المزورة والمخاوف بشأن العصابات الدولية السرية غير الموجودة إلى إفساح المجال أمام العديد من النتائج المميتة والمأساوية.

اقرأ أيضاً: ما هو انقطاع النفس النومي؟ وما هي أساليب التعايش معه؟

غالباً ما يصبح الناس أيضاً مقاومين بشدة للتخلي عن عقلية المؤامرة بعد الاستسلام لها. ومع أن ذلك ممكن، سواء كان من خلال التأمل الشخصي أم بمساعدة الآخرين، فإن من الأسهل تجنب الموقف تماماً من خلال الحفاظ على مهارات التفكير النقدي في مواجهة مشهد يعج بالمعلومات المضللة والروايات الكاذبة المتزايدة. وتتمثل إحدى طرق تحقيق ذلك في الحصول على قسط كافٍ من النوم ليلاً.

يقول جولي: "يشير بحثنا إلى أن تحسين جودة النوم يمكن أن يكون بمثابة عامل وقائي ضد انتشار التفكير التآمري".

لذا، في المرة القادمة التي يحاول فيها شخص ما إقناعك بمؤامرة مجنونة بصورة لا لبس فيها، أسدِ لنفسك معروفاً وفكر فيها ملياً على الأقل قبل أن تحكم عليها.

المحتوى محمي