هل تعلم مخاطر إغلاق الفم بالشريط اللاصق قبل النوم؟

3 دقيقة
لصاقات الفم

يُعد "إغلاق الفم بشريط لاصق" واحداً من أحدث الحيل الصحية المزعومة على وسائل التواصل الاجتماعي. إذ يروج عدد لا يحصى من حسابات تيك توك والمقالات الصحية للفوائد المفترضة لوضع شريط لاصق على شفتيك قبل النوم. وتشمل النتائج الموعودة تحسين جودة النوم، والتخلص من الشخير، وتحسين صحة الفم، وحتى تقوية خط الفك بطريقة ما.

ربما لا يتطلب الأمر وقتاً طويلاً قبل أن تتبادر إلى الذهن بعض الأسئلة. ماذا لو كان شخيرك سيئاً للغاية؟ ماذا لو كنت تعاني انقطاع النفس في أثناء النوم؟ ماذا لو كنت لو لم تكن متحمساً لفكرة إغلاق فمك قبل أن تغيب عن الوعي ساعات طويلة؟

عمد باحثون في جامعة ويسترن في كندا مؤخراً إلى مراجعة 10 دراسات منشورة سابقاً تناولت موضوع تكميم الفم بالشريط اللاصق منذ عام 1999. وتطرح الورقة البحثية الناتجة التي نشروها في 21 مايو/أيار في مجلة "بلوس ون" استنتاجاً ربما يكون متوقعاً إلى حد كبير: من فضلك لا تحاول استخدام الشريط اللاصق لإغلاق فمك في المنزل دون استشارة طبيب حقيقي.

اقرأ أيضاً: كيف تحصل على نوم عميق ومريح كل ليلة؟

نصيحة تيك توك الرهيبة

ثمة أسباب عديدة قد تجعلك تتحول لا إرادياً من التنفس عبر الأنف إلى التنفس عبر الفم في أثناء النوم. غالباً ما يكون الاحتقان البسيط الناجم عن البرد أو الحساسية كافياً لانسداد الممرات الأنفية، بينما قد يؤدي انحراف الحاجز الأنفي، إلى جانب عوامل صحية أخرى، إلى انقطاع النفس الانسدادي النومي. وغالباً ما يساعد على تخفيف الحالة -التي تختلف من شخص لآخر- تناول مزيج من الأدوية أو ممارسة التمارين الرياضية أو اتباع نظام غذائي أو استخدام أجهزة طبية مثل جهاز ضغط المجرى الهوائي الإيجابي المستمر.

ولكن في الأشهر الأخيرة، اقترح العديد من وسائل الإعلام وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي إغلاق الفم بالشريط اللاصق قبل النوم بصفته حلاً سريعاً وسهل التطبيق. والمنطق الضمني هنا هو أنه إذا لم يجد جهازك التنفسي أن بإمكانه اللجوء إلى فمك بصفته خياراً متاحاً، فسيحرص ببساطة على أن أنفك يمكنه تعويض النقص.

لكن العملية لا تسير على هذا النحو حتى وإن أمكنك تصديق ذلك.

وأوضح القائمون على الدراسة في بيان لهم: "إن إغلاق الفم بشريط لاصق هو ممارسة معاصرة غالباً ما يوصي بها المشاهير، ولكنها ليست دقيقة علمياً بالضرورة. فكثير من الناس لا يناسبهم وضع الشريط اللاصق على الفم، وفي بعض الحالات يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بأضرار صحية خطيرة".

أدلة ضئيلة وخطر الاختناق

كي يعزز الباحثون تحذيرهم بمعلومات علمية واقعية، عمدوا إلى مراجعة 10 دراسات حول فعالية إغلاق الفم بالشريط اللاصق، والتي شملت مجتمعةً مجموعة مكونة من 213 مريضاً. ومن بين تلك الدراسات العشر، أشارت دراستان فقط إلى أن مجموعة فرعية صغيرة من الأشخاص الذين يعانون انقطاع النفس الانسدادي الخفيف قد يشهدون "بعض التحسن الطفيف" في نومهم.

وفي الوقت نفسه، لم تحدد دراسات أخرى أي دليل يدعم فعالية إغلاق الفم بشريط لاصق في الحد من اضطرابات التنفس في أثناء النوم أو الشخير أو انقطاع النفس. كما تضمن ما يقرب من نصف الدراسات التي خضعت للمراجعة مناقشات بشأن مخاطر الاختناق الخطيرة المحتملة.

كتب المؤلفون: "كانت هناك مناقشة صريحة في أربع من أصل عشر دراسات تشير إلى أن انسداد الفم إما باستخدام الشريط اللاصق أو سدادة مخصصة أو ربط الذقن يمكن أن يشكل خطراً جدياً يتسبب بالاختناق في حال وجود انسداد في الأنف أو عند التجشؤ".

 اقرأ أيضاً: المكيف قد يعوقك عن النوم بصورة جيدة

يمكن أن يكون هذا الخطر جسيماً على وجه الخصوص بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون أياً من مشاكل الجهاز التنفسي الشائعة، بما في ذلك مرض الجيوب الأنفية أو تضخم اللوزتين أو حمى القش أو التهاب الأنف المزمن أو انحراف الحاجز الأنفي.

استشر الطبيب بدلاً من وسائل التواصل الاجتماعي

ليس بالضرورة أن يكون لصق الفم سيئاً على الدوام. إذ يشير المراجعون إلى وجود "حالة استخدام ذات سياق محدد للغاية" للأشخاص الذين يعانون انقطاع النفس الانسدادي النومي الخفيف. في هذه الحالات، "قد يحسن" سد مجرى الفم مؤشر انقطاع النفس وانقطاع النفس الانسدادي، وهو مقياس طبي شائع يحصي حالات النوم المضطربة التي يمر بها الشخص في الساعة.

لكن عموماً، من الواضح أن إغلاق فمك بشريط لاصق بناءً على نصيحة قدمها أشخاص غرباء تماماً عبر الإنترنت ليس فكرة جيدة، حيث خلص مؤلفو الورقة البحثية إلى أنه "يبدو أن هناك مخاطر جادة من المحتمل أن تعود بالضرر على الأفراد الذين يمارسون هذا التوجه بصورة عشوائية"، محذرين في الوقت نفسه من أن "ثمة حاجة لإجراء المزيد من الدراسات لتوضيح إن كان ثمة أي فوائد سريرية محتملة لهذه الممارسة".

إذا كنت تعاني قلة النوم، أو الشخير المفرط، أو جفاف الفم بسبب مشاكل النوم، يظل أفضل علاج هو استشارة طبيب مؤهل، ومن المفضل أن يكون طبيباً لا يتطلع إلى زيادة عدد متابعيه.

يشير العديد من الدراسات السابقة إلى أن إغلاق الفم بشريط لاصق ليس مفيداً جداً، بل قد يكون خطيراً في الواقع.

المحتوى محمي