لماذا يجب عليك التوقف عن استخدام هاتفك في المرحاض وفقاً لأحدث الدراسات؟

3 دقيقة
لماذا يجب عليك التوقف عن استخدام هاتفك في المرحاض وفقاً لأحدث الدراسات؟
حقوق الصورة: Shutterstock.com/EUStock

يتصفح الكثيرون مواقع التواصل الاجتماعي أو يقرؤون الأخبار في أثناء جلوسهم على المرحاض، لكن هذه العادة التي تبدو غير ضارة قد تحمل مخاطر صحية غير متوقعة، فقد كشفت دراسة حديثة أن استخدام الهاتف في الحمام يمكن أن يزيد خطر الإصابة بالبواسير وغيرها من المشكلات الصحية. إليك ما …

إذا كنت تتصفح الإنترنت باستمرار في أثناء الجلوس على المرحاض، فأنت لا تضيع وقتك فحسب، بل قد تعرض جسمك للخطر. وفقاً لدراسات متعددة، فإن الجلوس فترات طويلة والإجهاد في أثناء التبرز يسهمان على نحو كبير في حدوث هذه الحالة. ومع ذلك، يشير بحث جديد منشور في دورية "بلوس ون" إلى أن استخدام الهاتف في أثناء دخول الحمام يمكن أن يضاعف هذا الخطر من خلال تشجيع الجلوس فترات أطول.

اقرأ أيضاً: ما هو الناسور وما علاجه وأعراضه؟ وبماذا يختلف عن البواسير؟

العلاقة بين استخدام الهاتف وخطر الإصابة بالبواسير

شملت الدراسة 125 بالغاً خضعوا لتنظير القولون، وشاركوا في استبيان يتناول عادات استخدام المرحاض، بما في ذلك:

  • تصفح الإنترنت في أثناء الوجود في الحمام.
  • مستويات الإجهاد.
  • تناول الألياف.
  • ممارسة التمارين الرياضية.

أفاد 66% من المشاركين أنهم يستخدمون هواتفهم الذكية بانتظام في أثناء وجودهم في المرحاض، إما في قراءة الأخبار (45%) وإما في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي (44%)، حيث أمضوا وقتاً أطول بكثير في المرحاض مقارنة بمن لا يستخدمون الهواتف.

كما خضع المشاركون لتنظير القولون، بهدف رصد البواسير داخل القناة الشرجية والمستقيم، وتوصلوا إلى أن الاستخدام المنتظم للهواتف الذكية في أثناء الوجود في المرحاض ارتبط بزيادة خطر الإصابة بالبواسير بنسبة 46%، حتى بعد ضبط العوامل الأخرى مثل العمر والنشاط البدني وتناول الألياف.

ومن اللافت أنه لم يكن الشد في أثناء التبرز هو العامل الأساسي، بل مدة الجلوس الطويلة الناتجة عن الانشغال بالهاتف هي السبب الأرجح في زيادة الضغط على الأوعية الدموية في المستقيم.

كيف يؤدي استخدام الهاتف في الحمام إلى الإصابة بالبواسير؟

وفقاً لما ورد في الدراسة نفسها، فإن استخدام الهاتف خلال الجلوس في الحمام يسبب البواسير بصورة غير مباشرة، من خلال إطالة مدة الجلوس على المرحاض، ما يؤدي إلى زيادة الضغط على الأوعية الدموية في منطقة المستقيم والشرج. فالجلوس الطويل على المرحاض يجعل الوسائد الدموية (الوسائد الباسورية) في المستقيم تتعرض لضغط مستمر. بمرور الوقت، يتضخم هذا الضغط ويؤدي إلى احتقان الأوعية الدموية في تلك المنطقة، فتنتفخ وتتحول إلى بواسير مرئية ومؤلمة.

في المقابل، الجلوس العادي على كرسي أو أريكة لا يسبب نفس المشكلة لأن الكرسي يدعم عضلات قاع الحوض، بينما المقعد في المرحاض لا يوفر هذا الدعم.

بالإضافة إلى ذلك، أشارت جراحة القولون والمستقيم، هيما غانتا، إلى أن الهواتف الذكية تجعل الأشخاص ينحنون إلى الأمام دون وعي بالوقت، ما يؤدي إلى انحناء المستقيم والشرج على نحو يعوق خروج الفضلات بسلاسة، ويزيد احتمالية حدوث البواسير.

اقرأ أيضاً: الدليل الشامل لفهم مرض البواسير والتمييز بينه وبين الشقوق الشرجية

مخاطر أخرى لاستخدام الهاتف المطول في الحمام

لا يقتصر خطر استخدام الهاتف في الحمام فترات طويلة على البواسير فقط، بل يرتبط بعدة مخاطر أخرى على الصحة العامة، أهمها:

  • زيادة خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية: إن قضاء فترات طويلة جالساً على المرحاض، غالباً في أثناء الانشغال بالهاتف، قد يزيد الضغط على المثانة والإحليل، ما يسبب عدم إفراغ المثانة بالكامل، وهو عامل خطر معروف للإصابة بالتهابات المسالك البولية، وخاصة لدى النساء. كما أن حبس البول فترة أطول من اللازم، بالإضافة إلى عادات النظافة السيئة المرتبطة باستخدام الهاتف، قد يزيد نمو البكتيريا وخطر الإصابة بالعدوى.
  • التأثير على صحة الأمعاء وعادات الأمعاء: قد يسبب تشتيت انتباهك على هاتفك في المرحاض فترات طويلة اضطراباً في عادات الأمعاء، حيث يؤثر في تنسيق عضلات الأمعاء، ويمنع إخراج الفضلات على نحو كامل. كما يسبب الجلوس فترات طويلة ضغطاً على المستقيم وقاع الحوض، ما يزيد خطر الإصابة بالبواسير ومشكلات الجهاز الهضمي.
  • التلوث الميكروبي: عند إدخال جهازك إلى الحمام، يمكن لأي بكتيريا موجودة على أسطح المرحاض أو الحوض أن تنتقل إلى هاتفك، حيث أثبتت دراسة أجراها باحثون بجامعة كوين ماري في لندن أن 92% من الهواتف التي استخدمها أصحابها للتمرير في الحمام والتي جرى اختبارها أظهرت تلوثاً بكتيرياً، بينما احتوت 16% منها على مواد ملوثة، حيث يؤدي سحب مياه المرحاض إلى نشر جزيئات صغيرة من البراز في الهواء، والتي قد تستقر على هاتفك إذا كان قريباً منه. هذا التلوث الجوي يزيد مستوى الخطر، ويجعل هاتفك وعاء للميكروبات الضارة المحتملة، وبالتالي فإن لمس وجهك أو فمك أو عينيك بعد استخدام هاتفك يمكن أن يدخل هذه الجراثيم إلى جسمك، ما يزيد خطر الإصابة بالعدوى.

المحتوى محمي