الرجاء تفعيل الجافاسكربت في متصفحك ليعمل الموقع بشكل صحيح.

أدلة جديدة تبين انتشار الطاعون الدبلي في مصر القديمة

2 دقيقة
أدلة جديدة تبين انتشار الطاعون الدبلي في مصر القديمة
تحتوي المومياء التي يبلغ عمرها 3,290 عاماً على أدلة تشير إلى وجود بكتيريا اليرسينية الطاعونية في أنسجة العظام ومحتويات الأمعاء. المصدر: ديبوزيت فوتوز

على الرغم من أن الطاعون الدبلي يرتبط غالباً بتبعاته المميتة في أوروبا في القرن الرابع عشر، عثر العلماء أيضاً على آثار لبكتيريا اليرسينية الطاعونية في هياكل عظمية في روسيا الحديثة يصل عمرها إلى 5 آلاف عام. لكن بفضل التحليلات الحديثة، يعتقد الباحثون أنهم أكدوا أول حالة طاعون معروفة خارج أوراسيا، وهي حالة أصابت مومياء مصرية قديمة عمرها 3,290 عاماً.

الطاعون الدبلي: أشهر الأمراض المميتة عبر التاريخ

الطاعون الدبلي، المعروف أيضاً باسم "الموت الأسود"، هو أحد أكثر الأمراض شهرة في التاريخ، وينتقل عادة من خلال البراغيث التي تعيش على أجسام القوارض ويهاجم الجهاز اللمفاوي ويؤدي في البداية إلى أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا بعد بضعة أيام من الإصابة. بعد ذلك، تتطور الأعراض لتصبح أشد بكثير ومميتة؛ إذ تبدأ الغدد اللمفاوية في الفخذ والإبط والرقبة بالانتفاخ بالترافق مع الألم بينما يعاني المصاب الحمى الشديدة والقشعريرة وحتى النوبات. يبدأ التقيؤ الدموي، بالترافق مع تورم الغدد اللمفاوية التي تتحول إلى دبل تنفجر غالباً. يتسبب النزيف الداخلي بتشكل الكدمات في أجزاء كبيرة من الجسم وتنخّرها، وهي أعراض أكسبت الطاعون لقب "الموت الأسود". دون علاجات المضادات الحيوية الحديثة المناسبة، يمكن أن يموت 30-90% من المرضى في النهاية نتيجة المرض.

اقرأ أيضاً: هل يمكن أن ينقل قمل الجسم الأمراض؟ دراسة حالة وباء الطاعون

طاعون جستنيان انتشر في مصر قديماً

بخلاف انتشار الطاعون الدبلي عبر أوروبا بين عامي 1346 و1353، يعتقد العلماء أن هذا المرض هو السبب الأساسي لانتشار طاعون جستنيان في الإمبراطورية الرومانية الشرقية في القرن السادس الميلادي، فضلاً عن أنه تسبب بوباء ثالث في مختلف أنحاء الصين ومنغوليا والهند عام 1855. لكن كما بيّن الباحثون خلال عرض تقديمي في الاجتماع الأوروبي لجمعية علم الأمراض القديمة، فإنهم وثقوا وجود بكتيريا اليرسينية الطاعونية على الأقل في وقت ما في مصر القديمة أيضاً.

توصل الفريق إلى هذا الاستنتاج بعد فحص مومياء محفوظة في المتحف المصري في إيطاليا تعود إلى الفترة الانتقالية الثانية أو أوائل المملكة الحديثة. وفقاً للباحثين، يحتوي الحمض النووي المستخرج من محتويات الأمعاء وأنسجة العظام على آثار لليرسينية الطاعونية، ما يعني أن الضحية مرت بمرحلة متقدمة من مرض الطاعون قبل وفاتها.

كتب الفريق في ملخص العرض التقديمي: "هذا هو أول جينوم يعود لما قبل التاريخ لليرسينية الطاعونية خارج أوراسيا، وهو يمثّل دليلاً جزيئياً على وجود الطاعون في مصر القديمة".

اقرأ أيضاً: كيف انتهى الطاعون في العصور الوسطى؟

وضع الخبراء فرضيات حول انتشار الطاعون الدبلي في مصر القديمة على مدى عقود من الزمن، وكما يشير موقع آي إف إل ساينس (IFL Science)، عثر فريق بحثي ​​عام 2004 على براغيث عمرها آلاف السنين في موقع أثري في تل العمارنة على ضفاف نهر النيل. دفع ذلك، إلى جانب نص طبي مصري عمره 3,500 عام يصف "دبلة تصلّب قيحُها"، العلماء إلى الاعتقاد بأن الموت الأسود وصل إلى المجتمعات على طول ضفاف نهر النيل منذ آلاف السنين. لكن دون اكتشاف أي دليل مباشر على وجود اليرسينية الطاعونية، ظلت هذه الفرضيات غير مثبتة. مع ذلك، يبدو أن اكتشاف بقايا الطاعون الدبلي في الحمض النووي للمومياء مثّل أخيراً دليلاً على انتشار هذا المرض في مصر القديمة.

لم يحدد الفريق مدى انتشار هذه البكتيريا في المنطقة حتى الآن، ولكنه يأمل أن تساعد النتائج الجديدة الفرق البحثية الأخرى على "دراسة الجينات المرتبطة بالفوعة، وتوصيف طرق انتقالها المحتملة وخصائصها المرضية.

المحتوى محمي