الرجاء تفعيل الجافاسكربت في متصفحك ليعمل الموقع بشكل صحيح.

فوائد ومخاطر خفية لأدوية تخفيض الوزن مثل أوزمبيك تكشفها دراسة حديثة

3 دقيقة
فوائد ومخاطر خفية لأدوية تخفيض الوزن مثل أوزمبيك تكشفها دراسة حديثة
حقوق الصورة: shutterstock.com/Caroline Ruda

بينما ذاع صيت أدوية مثل أوزمبيك وويغوفي خلال السنوات الماضية لتأثيراتها المعروفة في علاج مرض السكري والسمنة، فإن دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين، يضم عالم الأوبئة السريرية واختصاصي أمراض الكلى زياد العلي، والباحثين في علم الأوبئة الدوائية يان شي (Yan Xie) وتايونغ تشوي (Taeyoung Choi) من نظام صحة شؤون المحاربين القدامى في سانت لويس في الولايات المتحدة، تتبعت ملايين مرضى السكري عدة سنوات، وتوصلت إلى أن المرضى الذين يتناولون هذه الفئة من الأدوية شهدوا تحسناً كبيراً في مجموعة واسعة من الحالات الصحية، والتي لم يحددها أحد من قبل! فما هي هذه الفوائد؟

كيف يعمل عقار أوزمبيك؟ دوره في التنظيم الأيضي

أوزمبيك أو ويغوفي، اسمان تجاريان لعقار سيماغلوتيد. تُعرف هذه الفئة من الأدوية أيضاً بناهضات جي إل بي ون (GLP-1)، لأنها تعمل من خلال محاكاة هرمون طبيعي في الجسم يُدعى "الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1" (Glucagon-like peptide-1).

في الحالة الطبيعية، يساعد هرمون جي إل بي ون (GLP-1)، الذي تفرزه الأمعاء الدقيقة، على التحكم في نسبة السكر في الدم من خلال تحفيز البنكرياس على إفراز الإنسولين لدى ارتفاع مستوى السكر في الدم، والحد من إفراز هرمون الغلوكاغون الذي يعمل في الحالة الطبيعية على تكسير السكريات والدهون المخزنة ورفع مستوى السكر في الدم. 

تعمل هذه الأدوية بالآلية ذاتها على نحو أساسي لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، إضافة إلى أنها تُستخدم لإنقاص الوزن من خلال:

  • تنشيط مستقبلات جي إل بي ون (GLP-1) في الدماغ، وخاصةً في المناطق المشارِكة في تنظيم الشهية، ما يساعد على تقليل الشعور الجوع وزيادة الشعور بالشبع.
  • إبطاء معدل إفراغ المعدة لمحتوياتها في الأمعاء الدقيقة، وهذا يطيل الشعور بالشبع بعد تناول الطعام، ويقلل الرغبة في تناول الطعام.
  • تحفيز إفراز الإنسولين استجابةً لمستويات السكر المرتفعة في الدم ومنع إطلاق الغلوكاغون، ما يساعد على استقرار مستويات السكر في الدم ويؤثر بصورة غير مباشرة في الشهية والرغبة بتناول الطعام.

اقرأ ايضاً: هل يكون دواء السكري أوزمبيك هو الحل السحري لإنقاص الوزن؟

فوائد محتملة للأوزمبيك

في 20 يناير/كانون الثاني 2025، نشرت مجلة نيتشر ميديسن (Nature Medicine) نتائج الدراسة الحديثة، والتي تتبعت 175 حالة صحية ضمن أكثر من 2.4 مليون شخص يتعالجون من مرض السكري بعقاقير ناهضات جي إل بي ون (GLP-1)، من 1 أكتوبر/تشرين الأول 2017 إلى 31 ديسمبر/كانون الأول 2023، من مختلف الأعمار والأعراق وكلا الجنسين، لتحديد فوائد ومخاطر هذه الأدوية. 

وجدت الدراسة أن هذه العقاقير خفضت مخاطر 42 حالة صحية، أهمها:

الفوائد المعرفية

كشفت الدراسة عن انخفاض خطر الإصابة بالاضطرابات العصبية التنكسية مثل مرض آلزهايمر والخرف، بنسبة 12% بين المرضى الذين يستخدمون ناهضات جي إل بي ون (GLP-1). وعلى الرغم من أنه انخفاض بسيط ما بين 10%-20% في معظم النتائج، فإنه مع ذلك، لا ينفي القيمة المحتملة لهذه الأدوية في علاج الحالات التي لا تتوفر فيها خيارات علاجية فعالة بما فيه الكفاية بعد، مثل الخرف

في الواقع، أظهرت الدراسات الحديثة نتائج واعدة فيما يتعلق بأدوية مثل أوزمبيك وتأثيراتها في صحة الدماغ. وفيما يلي بعض النتائج الرئيسية:

  • الحد من التهاب الدماغ: السمة الأساسية للسمنة هي الالتهاب المزمن، والذي قد يمتد إلى الدماغ، ما قد يرتبط بحالات عصبية بما فيها التدهور المعرفي وفقدان الذاكرة التدريجي، ويسبب أمراضاً مثل آلزهايمر والخرف. بيّنت مراجعة حديثة نشرتها مجلة استقلاب الخلايا (Cell Metabolism)، أن أدوية ناهضات جي إل بي ون (GLP-1) تتمتع بخصائص عصبية وقائية وتغذية عصبية، ما يوفر فوائد محتملة في تقليل التهاب الخلايا العصبية.
  • تحسين وظيفة الأوعية الدموية العصبية: وفقاً للدراسة السابقة، تحسن هذه الأدوية وظيفة الأوعية الدموية العصبية، ما يسهم في الحفاظ على سلامة حاجز الدم في الدماغ ويقلل خطر الإصابة بالتهاب الأعصاب. ويمكن أن يؤدي هذا إلى تحسين صحة الدماغ والوظيفة الإدراكية.
  • تحسين اللدونة المشبكية: أشارت دراسة منشورة في دورية آفاق في علم الأعصاب (Frontiers in Neuroscience) إلى أن ناهضات جي إل بي ون (GLP-1) تعزز قدرة الدماغ على تكوين الاتصالات بين خلاياه، وتحسن الاتصال بين الخلايا العصبية، ما قد يكون له آثار إيجابية على التعلم والذاكرة.
  • التأثيرات الوقائية للأعصاب: أظهرت الدراسة السابقة أن ناهضات جي إل بي ون (GLP-1) يمكن أن تحمي من التنكس العصبي في النماذج الحيوانية، ما يقلل تراكم البروتينات الضارة مثل بيتا أميلويد وتاو، والتي ترتبط بمرض آلزهايمر.

الحد من الإدمان والأفكار الانتحارية

أثبت زياد العلي وفريقه في دراستهم الحديثة أن فئة أدوية أوزمبيك تؤثر في مسارات التحكم بالمكافأة، ما قد يقلل الأفكار السلبية وسلوكيات إيذاء النفس والإدمان مثل تعاطي الكحول والتبغ والقنب والأفيونيات والمنشطات، وحتى الطعام، وهو ما قد يكون سبباً آخر في نجاحها بعلاج السمنة. كما قللت مخاطر الإصابة بالفصام والاضطرابات الذهانية.

اقرأ أيضاً: هل يمكن أن يساعد دواء أوزمبيك على التعافي من إدمان المخدرات؟

فوائد أخرى

أظهرت الدراسة الحديثة فوائد أخرى للأوزمبيك، مثل:

  • تقليل مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل خطر تخثر الدم والخثار الوريدي العميق.
  • الوفاة بسبب الأسباب المعدية، وخاصة كوفيد-19.
  • علاج الانسداد الرئوي والربو وانقطاع النفس النومي.
  • الحد من مخاطر أمراض الكلى المزمنة والتهابات المسالك البولية.
  • علاج مرض الكبد الدهني.
  • علاج أمراض مثل هشاشة العظام والاكتئاب واضطرابات العين.

مخاطر الأوزمبيك

بالإضافة إلى الفوائد المحتملة لأدوية إنقاص الوزن، كشفت الدراسة الحديثة عن ارتباطها ببعض المخاطر الصحية، مثل:

  • مشكلات الجهاز الهضمي، كالغثيان والقيء والإمساك ومرض الارتجاع المعدي المريئي.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • مشكلات في النوم.
  • الصداع.
  • تكوين حصوات الكلى.
  • أمراض المرارة والأمراض المرتبطة بالقنوات الصفراوية.
  • زيادة مخاطر التهاب الكلى والبنكرياس الناجم عن الأدوية.
  • زيادة الوزن السريعة الناتجة عن التوقف عن استخدام هذه الأدوية، لأنها لا تعالج فعلياً الأسباب الكامنة وراء السمنة والخلل الأيضي.

المحتوى محمي