2020 أو للدقة ميلاد كورونا: سيرة فيروس جعل العالم يخلد للنوم مبكراً

12 دقيقة
كورونا حول العالم
shutterstock.com/Jorieri scaled

لنبدأ من  ديسمبر/كانون الأول من عام 2019؛ حين كان العالم يستعد للعام الجديد، والأخبار في الصين لا تفي بأي شيء مُقلق، ومع أنّ بعض الأنباء من مواقع التواصل الاجتماعي كانت تبوح بأنّ شيئاً مريباً يحدث في مدينة ووهان الصينية، لكن كانت شجرة الكريسماس وأعياد الميلاد وترتيب الاحتفالات؛ جعلت العالم يتغافل عن كارثة لم يكن يدرك فداحتها بعد. عُلِّقت الزينة وبدأت الاحتفالات وتفاءل العالم بعام 2020، لكن كورونا كان له بالمرصاد. إليكم موجز قصير عن حياة فيروس كورونا.

تحذير: شر البلية ما يضحك لكن نحن لا نمزح هُنا

يناير: مرحباً أنا كورونا.. ممكن نتعرف

كورونا حول العالم
سوق ووهان للمأكولات البحرية بعد اكتشاف فيروس كورونا الجديد هناك لأول مرة — مصدر الصورة: SISTEMA 12/ ويكيبيديا

في الثلث الأول من يناير/كانون الثاني؛ كان العالم لا يزال غافلاً عن ما يدور في الصين، وفقط ما تم تداوله؛ وجود حالات التهاب رئوي تجوب مدينة ووهان الصينية، وأنّ الأمر يتفاقم. بدأت الأخبار تتسرب رويداً رويداً بأنّ  الالتهاب الرئوي الغامض يقبع خلفه فيروس يشبه فيروس سارس، وتسربت أيضاً تصريحات من علماء صينين أكدوا أنّ الفيروس يتبع عائلة فيروس كورونا، لكن حتى هذا الوقت كان الأمر لا يثير القلق، وقالت شبكة سي إن إن الأميركية آنذاك: «يبدو أنّ فيروس كورونا الجديد في ووهان ليس قاتلاً مثل السارس أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية».

عاجل: «لا يوجد دليل واضح على انتقال العدوى من إنسان لآخر، ولم يُصاب أي من العاملين في مجال الرعاية الصحية» السُلطات الصحية الصينية.

في الثلث الثاني من يناير/كانون الثاني؛ أعلنت الصين عن أول حالة وفاة رسمية بسبب الفيروس في ووهان، وأعلنت اليابان وفيتنام عن حالات إصابة معدودة ومؤكَّدة للفيروس. بدأ الفيروس يحلّق في الأفق والإصابات ترتفع، والمسؤولون الصينيون يقولون أنه لم يُعثَر على دليل واضح يشير إلى انتقال الفيروس من إنسان إلى آخر، ولكنه غير مستبعد أيضاً. العلماء فقط كانوا يدركون خطورة الأمر؛ لذا نشر  كونسورتيوم من الباحثين مسودة جينوم لفيروس كورونا المشتبه في تسبُّبه في تفشّي المرض، على أمل حشد العلماء لمواجهته مبكراً.

في الثلث الأخير من يناير/كانون الثاني؛ عرف العالم حجم الخطر المُقبل عليه، فقد توفي ما لا يقل عن 213 شخصاً، وتم تأكيد أكثر من 9692 حالة في الصين، وبدأ انتشار الفيروس عالمياً، ووصل تفشي المرض إلى 20 مدينة خارج الصين، وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن حالة طوارئ صحية عامة، وأخيراً قررت السُلطات الصينية وضع ما يقارب 60 مليون شخص تحت الإغلاق الجزئي أو الكامل في المدن الصينية، وبدأت عدة دول في عمليات إجلاء مواطنيها من ووهان والصين عموماً. الآن نتحدث عن الخطر بعد شهرين من انتشاره، ربما كان يمكن لو بالقليل من الشفافية تجاوز كل هذا.

فبراير: ترامب مطمئن لذا لنقلق

كورونا حول العالم
الصورة: بيكساباي

في النصف الأول من فبراير/شباط؛ أطلقت منظمة الصحة العالمية عن المرض الذي يسببه فيروس كورونا اسماً رسمياً «كوفيد-19». كان هذا الخبر لا يمثل شيئاً لفيروس كورونا نفسه؛ والذي كان ينتشر بسرعة أكبر، ووصل إلى 60 ألف إصابة مؤكدة، و1350 حالة وفاة في الصين وحدها، وعرفت شبكة سي إن إن الإخبارية أنّ كورونا «أكثر فتكاً من فيروس سارس»، وعلى أي حال نعلم الآن أنه أكثر فتكاً من سارس.

عاجل: «أكل الخفاش طازجاً أو مطبوخاً هو سبب تطوُّر فيروس كورونا» المعلومة الخاطئة الأكثر تداولاً في العالم آنذاك.

في النصف الثاني من فبراير/شباط؛ وصل الفيروس إلى بعض الدول العربية بأرقام محدودة، وتجاوز عدد حالات الإصابة بالفيروس 81 ألف حالة عالمياً، وخرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليُطمئِن الشعب الأميركي قائلاً: «الخطر على الشعب الأميركي من الفيروس لا يزال منخفضاً للغاية»، وأيضاً أشار ترامب إلى أنّ الإنفلونزا العادية تقتل المزيد من الأشخاص كل عام، ونَسَب الفضل إلى نفسه في اتخاذ قرارات مبكرة جيدة جداً في منع انتشار فيروس كورونا في الولايات المتحدة الأميركية. الآن يعرف العالم أنّ تلك القرارات لم تمنع  إصابة 19 مليون أميركي بالفيروس حتى كتابة هذه السطور.

مارس: كل الطرق تؤدي إلى روما والأمير تشارلز

كورونا حول العالم
الأمير تشارلز. الصورة: ويكيميديا كومنز

في مارس/آذار؛ سقطت إيطاليا في قبضة كورونا وفرضت السلطات الإيطالية على ما يصل إلى 16 مليون شخص الحجر الصحي. أُغلقت المدارس والصالات الرياضية والمتاحف والنوادي الليلية وأماكن أخرى في جميع أنحاء البلاد، وألقى البابا فرانسيس بابا الفاتيكان أول صلاة أحد على الهواء مباشرة لتجنُّب تجمُّع الحشود المعتادة، ورفع الصلاة لأولئك الذين يعانون من الوباء، أما الشعب الإيطالي؛ الذي عاش تحت الحجر الصحي، فخرج إلى شرفات ونوافذ منازلهم للغناء معاً؛ «بيلا تشاو» إيطاليا.

عاجل: «ودّعوا أحبابكم» بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا.

منظمة الصحة العالمية تؤكد أنّ فيروس كورونا وباء عالمي. الأمير تشارلز؛ ذو الـ 71 عاماً، أُصيب بالفيروس، لكن لحسن حظه حمل أعراضاً خفيفة، ولم ينقل الفيروس إلى الملكة إليزابيث. الفيروس لم يتوقف عند هذا الحد، بل كان ينتشر محاطاً بالعديد من نظريات المؤامرة؛ أبرزها، «الفيروس مخلّق»، و«أمريكا مَن صنعت الفيروس»، «الصين كانت تجري أسلحة فيروسية وهرب أحد الفيروسات منها»، «حرب بيولوجية»، «كورونا غير موجود أصلاً». عزيزي القارئ، يمكنك ترك نظريتك الخاصة، فالعالم مليء بالمهاترات والفوضى، وكورونا لن يخرج عن صمته أبداً.

أبريل: مليون إصابة وترامب يملك حلاً أكثر فتكاً من الفيروس 

كورونا حول العالم
shutterstock.com/souvikonline200521

إسبانيا تلحق بإيطاليا، وتفرض الإغلاق. ارتفاع الإصابات في الدول العربية، وعدد منها يفرض الحجر الصحي وإغلاق الموانئ ومنع السفر وفرض حظر التجوال ليلاً، وعلى الجانب الآخر من العالم؛ قال مسؤولون في الاستخبارات والأمن القومي الأميركي لشبكة سي إن إن الأميركية الحكومة الأميركية تُواصل التحقيق فيما إذا كان فيروس كورونا قد تم تخليقه داخل مختبر صيني، وليس في سوق رطبة للّحوم والأسماك، وأضاف مسؤول استخباراتي أنّ الاستخبارات الأميركية تُحقق في صحة أنّ الفيروس نشأ في مختبر في الصين، وتم إطلاقه عن طريق الخطأ إلى الجمهور، وقالت مصادر أخرى أنّ الاستخبارات الأميركية لم تكن قادرة على تأكيد النظرية، لكنها تحاول تمييز إذا ما كان شخص ما مُصاباً في المختبر من خلال حادث أو سوء التعامل مع المواد، وربما أصاب آخرين، ولم تصل الاستخبارات الأميركية إلى أي شيء حتى الآن.

بدأت إدارة الغذاء والدواء الأميركية في تجربة استخدام الأجسام المضادة في بلازما الدم المأخوذة من أشخاص سبق لهم الإصابة بفيروس كورونا، وأفادت منظمة الصحة العالمية أنه تم تأكيد أكثر من مليون حالة إصابة بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، بزيادة أكثر من 10 أضعاف في أقل من شهر، ووصلت الإصابة في أميركا إلى نصف مليون حالة؛ منها 23 ألف حالة وفاة، لذا سحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب التمويل الأميركي لمنظمة الصحة العالمية، مؤكداً أنّ المنظمة كانت تحترم الصين بشكل مُفرط، وأنها وضعت الكثير من الثقة في تأكيدات بكين بأنّ تفشّي فيروس كورونا تحت السيطرة.

عاجل: «رأيت أنّ التعقيم يقضي على الفيروس في دقيقة، دقيقة واحدة. هل هناك طريقة لحقن المطهر؟» دونالد ترامب.

كانت هناك قلة مُندسّة في العالم متفائلة، لذا تداولوا أنباء اللقاحات؛ مثل إعلان جامعة أكسفورد عن تجارب لقاح ضد فيروس كورونا، وقال العلماء في الجامعة أنه ينبغي أن يحصلوا على مليون جرعة على الأقل من لقاح فيروس كورونا بحلول سبتمبر/أيلول، وبدأت شركة فايرز الأميركية وبيونتيك الألمانية التجارب البشرية لتطوير لقاح ضد فيروس كورونا، وأكدت فايزر أنّ اللقاح قد يكون جاهزاً للاستخدام في حالات الطوارئ بحلول فصل الخريف، وقال العالم لننتظر سبتمبر.

مايو: ودارت الأيام

كورونا حول العالم
منظمة الصحة العالمية

في مايو/آيار؛ كان العالم في حالة من الفوضى المعلوماتية، الجميع يتخبط، بعض الدول العربية دخلت في ذروة انتشار فيروس كورونا، وفرضت إغلاقاً صارماً، ودول أوروبية بدأت تخفف من عمليات الإغلاق، وبدأت الأبحاث العلمية تنشر نتائجاً مقلقة؛ مثل أنّ فيروس كورونا يتلف الرئتين بشدة، ويُحدث تلفاً في جميع أنحاء الجسم، أيضاً؛ التدخين يزيد الأمر سوءاً، والرجال أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا من النساء، والأطفال في مأمن من الجميع.

عاجل: «فيروس كورونا قد لا ينتهي أبداً» منظمة الصحة العالمية.

خرجت الصين عن صمتها، وقررت مواجهة نظريات المؤامرة؛ قال وانج ياني؛ مدير معهد ووهان لعلم الفيروسات، الذي تشير إليه الولايات المتحدة على أنه أصل فيروس كورونا: «إننا مثل بقية العالم، لم نكن نعرف حتى بوجود الفيروس»، وأضاف: «كيف كان يمكن أن يهرب من مختبرنا إذا لم يكن لدينا من قبل؟»، واستكمالاً لعبثية المشهد طارت نظرية المؤامرة من الصين إلى رجل الأعمال الأميركي بيل جيتس، واتُّهم بيل جيتس أنه خلق وباء فيروس كورونا لزرع رقاقة دقيقة قابلة لتتبُّع البشر عبر اللقاح، والأسوأ من تلك النظرية أنّ أحد مؤيديها روجر ستون، المستشار السابق لدونالد ترامب، والذي قال أنّ بيل جيتس وآخرين يستخدمون الفيروس في «تحويل الأشخاص إلى شرائح صغيرة». نظرية جيدة لابد من وضعها في كتاب نظريات حمقاء تقودك للجنون

يونيو: كمامة لا تزال في جيبي 

كورونا حول العالم

10 مليون حالة إصابة بفيروس كورونا حول العالم، مع نصف مليون حالة وفاة، و124 مجموعة مختلفة تتنافس لتكون أول من يطوّر لقاحاً لفيروس كورونا، ومنظمة الصحة العالمية ترحب بنتائج التجارب السريرية الأولية من بريطانيا؛ والتي أظهرت أنّ عقار ديكساميثازون، يمكن أن ينقذ حياة المرضى المصابين بأمراض خطيرة مع فيروس كورونا، وأعلنت أيضاً أنه تم إيقاف استخدام عقار هيدروكسي كلوروكين لأنه لم يقلل من معدل الوفيات لمرضى كورونا.

عاجل: «انتقال فيروس كورونا من أشخاص لا تظهر عليهم أية أعراض يبدو نادراً جداً» ماريا فان كيركوف، منظمة الصحة العالمية.

دراسة علمية تخلص إلى أن فقدان حاسة الشم والتذوق بسبب فيروس كورونا قد تكون طويلة الأمد، ودراسة أخرى يضعف الحيوانات المنوية لدى الرجال، ودراسة: الفيروس قد يصيب الدماغ ويتكاثر داخل خلاياه. الدراسات لا تتوقف وترامب أيضاً لا يفعل، لذا حث كبار مسؤولي الصحة على التحرك بشكل أسرع وفقاً لجدول زمني طموح للموافقة على لقاح ضد فيروس كورونا بحلول نهاية العام. أخيراً يجب أن نعرف أن شبكات الجيل الخامس للاتصالات ليس لها علاقة بانتشار الفيروس نهائي، واخرجوا نظريات المؤامرة من رؤوسكم واتركوها تجف في الشمس.

يوليو: مرحباً بالصيف وكمامة ترامب

كورونا حول العالم
الصورة: بيكساباي

في الحَر والصيف؛ انحسر فيروس كورونا قليلاً في الدول العربية والشرق الأوسط، بينما ارتفع في ألمانيا، وازداد حدة في أميركا، وبلغ مداه في الهند، والمفاجأة أنّ كوريا الشمالية أبلغت عن أول حالة مشتبه بها في البلاد، وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أنّ الشخص المصاب دخل بشكل غير قانوني إلى كوريا الشمالية عبر مدينة كايسونج بعد فراره إلى كوريا الجنوبية قبل 3 سنوات، وخضع المريض إلى فحوصات طبية، ووُضع في الحجر الصحي مع كل شخص كان على اتصال به مؤخراً. فيروس كورونا لم يكن يعرف أنّ الذباب لا يهرب من قبضة كيم جونغ.

عاجل: «الوباء مُبالغ فيه.. سيتلاشى من تلقاء نفسه.. سأكون على حق في النهاية». دونالد ترامب.

ثبتت إصابة الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو؛ والذي لطالما وصف الفيروس بـ«الإنفلونزا الصغيرة»، بفيروس كورونا، ورئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون يقلل من أهمية فكرة إغلاق آخر على مستوى بريطانيا، ودونالد ترامب يرتدي كمامة لأول مرة منذ بداية الأزمة، ومنظمة الصحة العالمية تفاجئ الجميع بتصريحات مثيرة؛ أكّدت أنه حتى الآن، ينتقل الفيروس عن طريق الرذاذ عند السعال أو العطس، واتهم خطاب مفتوح من أكثر من 200 عالِم منظمة الصحة العالمية بالتقليل من احتمال انتقال العدوى عن طريق الهباء الجوي.

أغسطس: موسكو لديها لقاح لا يريده أحد

كورونا حول العالم
الصورة: معهد جاماليا الروسي

إسبانيا تدخل موجة ثانية من فيروس كورونا، وتفرض واحدة من أكثر عمليات الإغلاق قسوة في أوروبا، والفيروس ينتشر بداخلها بشكل أسرع من أي دولة مجاورة. وفي العاصمة الألمانية برلين؛ شارك آلاف الأشخاص في احتجاج على عمليات الإغلاق المتعلقة بفيروس كورونا؛ برلين، وقال المتظاهرون إن الإجراءات التي تشمل ارتداء الأقنعة تنتهك حقوقهم وحرياتهم، ورفضت الشرطة الاحتجاج؛ قائلة إن المنظِّمين لم يحترموا لوائح النظافة الخاصة بفيروس كورونا، ويمكن تفسير تلك الاحتجاجات عبر تقرير عالمي ذكر أنّ فيروس كورونا غيّر حياتنا بشكل جذري في كل شيء تقريباً، وأنّ هذه التغييرات أثّرت بشكل عميق على النوم والصحة العقلية على نطاق عالمي.

عاجل: «فيروس كورونا فرصة لصنع رأسمالية مختلفة». ماريانا مازوكاتو؛ واحدة من أكثر الاقتصاديين نفوذاً في السنوات الأخيرة.

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إصدار لقاح «سبوتنيك 5» ضد فيروس كورونا، وأكد بوتين أن اللقاح حصل على موافقة من الجهات التنظيمية في بلده وبعد أن اجتاز كافة الاختبارات المطلوبة، مضيفاً أنّ ابنته أُعطيت اللقاح بالفعل، وثار المجتمع العلمي فور إعلان روسيا عن اللقاح، وأدان الكثير من العلماء في جميع أنحاء العالم القرار باعتباره متسرعاً بشكل خطير، لأنه لم يُفحص بشكل كافٍ، وقد يُعرّض الأشخاص الذين يتلقونه للخطر، وربما يعيق الجهود العالمية لتطوير لقاحات عالية الجودة لفيروس كورونا، والسؤال المُلح: من أخبر بوتين أنّ الأول يفوز دائماً؟.

سبتمبر: أوروبا تُغلَق والصين تحتفل وإفريقيا لا تبالي 

كورونا حول العالم
shutterstock.com/YAKOBCHUK-VIACHESLAV

أوروبا بعد أن نجحت في القضاء على الموجة الأولى من فيروس كورونا، أصبحت في منتصف موجة ثانية مع دخول الشتاء، ووصلت أرقام الحالات اليومية في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا في منتصف سبتمبر/أيلول إلى مستويات قياسية بلغت أكثر من 45 ألف حالة يومياً. على النقيض، استمر انخفاض عدد الإصابات في جنوب إفريقيا مع حالات منخفضة نسبياً في معظم أنحاء القارة. ولا يزال لغز عدم تفشّي الوباء وانتشاره في إفريقيا مثل بقية العالم قائماً، ليس الشمس بالطبع، فهل يخشى كورونا فيروسات إيبولا الشرسة!.

عاجل: «لا نتوقع حقًا أن نرى اللقاح يُعطى على نطاق واسع حتى منتصف العام المقبل» مارجريت هاريس؛ المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية.

وصل عدد حالات فيروس كورون المؤكَّدة إلى 33 مليون حالة إصابة حول العالم، ومليون حالة وفاة، ووصف الأمين العام للأمم المتحدة؛ أنطونيو غوتيريش، الرقم بأنه «مخيف»، فيما نشر علماء روس أول تقرير عن لقاح سبوتنيك 5 المضاد لفيروس كورونا، قائلين أنّ الاختبارات المبكرة أظهرت علامات استجابة مناعية. على الجانب الآخر، احتفل الرئيس الصيني؛ شي جين بينغ، بنجاح بلاده في محاربة فيروس كورونا، وقال شي؛ الذي كرّم 4 متخصصين في مجال الصحة: «حققنا نجاحاً أولياً سريعاً في حرب الشعب ضد فيروس كورونا». كان من الممكن أن يحتفل العالم معهم لو انتصروا على الفيروس في ديسمبر 2019.

أكتوبر: ألمانيا تواجه المستهترين بإصبع السبابة فقط

كورونا حول العالم
البوستر الألماني

أوروبا تكافح لاحتواء الارتفاع الحاد في حالات فيروس كورونا. والتشيك فرضت إغلاقاً جزئياً لمدة 3 أسابيع. في هولندا، تم الإعلان عن إغلاق جزئي، وأصبحت الأقنعة إلزامية في الأماكن الداخلية العامة، و90٪ من أسرة العناية المركزة في مستشفيات باريس ممتلئة، وبريطانيا  تستعد لإغلاق كامل جديد. قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنها: «تراقب بقلق بالغ الوضع في أوروبا»، وأضافت: «يجب أن أقول أنّ الوضع لا يزال خطيراً»، الوضع بالفعل خطير. على سبيل المثال، حذّرت كوريا الشمالية مواطنيها من البقاء في منازلهم بسبب المخاوف من أنّ «الغبار الأصفر» الذي يضرب أراضيها قادماً من الصين قد يجلب معه فيروس كورونا!.

عاجل: «اللي ياخده ياخده واللي يكمل يكمل والبقاء للأقوى» ياسمين صبري؛ ممثلة مصرية.

حتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول؛ أصيب أكثر من 37 مليون شخصاً بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم. مع أكثر من مليون حالة وفاة. ومن بين تلك الإصابات التي أعلن عنها؛ إصابة ترامب وزوجته بفيروس كورونا الذي لطالما قلل من شأنه. واستبعد رئيس منظمة الصحة العالمية وجود مناعة قطيع لمواجهة الوباء، قال إن مثل هذا النهج «غير أخلاقي». لكن ألمانيا لديها حل أفضل لكبح الوباء، وهو أن يرتدي الجميع الكمامات، أما المستهترين فواجهتهم ألمانيا بحملة إعلانية شرسة؛ تصور امرأة مسنة ترتدي كمامة وتعطي الإصبع الأوسط للأشخاص الذين يرفضون ارتداء الكمامة، و كُتب على الملصق «السبابة المرفوعة لكل من لا يرتدي كمامة».

نوفمبر: على هذه الأرض ما يستحق اللقاح

كورونا حول العالم
shutterstock.com/ PalSand

فيلم وثائقي فرنسي ينتشر على نطاق واسع يجزم بأن فيروس كورونا صنعته حكومة عالمية لاستعباد الشعوب. لا فائدة من الجدال حول نظريات المؤامرة لذا ننتقل إلى اللقاحات، فايزر تعلن عن فعالية لقاحها بنسبة تصل إلى 95%، وأكسفورد تعلن عن فعالية لقاحها بنسبة 90%، وأخيراً مودرنا الأميركية بنسبة 94.5%، والمجر أول دولة أوروبية تختبر اللقاح الروسي ضد كورونا، وعلى طريقة «اللي شبكنا يخلصنا» الدول العربية تفضل اللقاح الصيني.

عاجل: «إذا كنت تخوض معركة وكان سلاح الفرسان في طريقك، فلا تتوقف عن إطلاق النار. ستستمر في التقدُّم حتى يصل سلاح الفرسان، ربما ترغب حتى في مواصلة القتال» أنتوني فاوتشي؛ كبير خبراء الأمراض المعدية في أميركا.

شركة الخدمات المالية  بلومبيرج حلل أداء 53 دولة في فترة كورونا، وتخلص إلى أنه لا يوجد مكان أفضل من نيوزيلندا لتجاوز الوباء، ولا يوجد أسوأ من المكسيك، وعلى مستوى الأخبار يوجد أسوأ؛ حيوان المنك المسكين يواجه عمليات إعدام كبرى، الدنمارك تُقدم على إعدام 17 مليون فرد منه، بسبب انتشار فيروس كورونا. شعرت السلطات الدنماركية بالقلق من أنّ شكلاً متحوراً من فيروس كورونا الموجود في المنك يمكن أن يعيق فعالية اللقاح في المستقبل، ويبقى أن نشير إلى أنّ حيوانات المنك في الدنمارك هي أكبر مصدر في العالم لإنتاج فرو المنك العالمي، والمفارقة هُنا أنّ معظم صادراتها تذهب إلى الصين، ولا نعلم هل يطارد كورونا الصين بالفعل أم أن الأمر مجرد صدفة!

ديسمبر: وخلف كل فيروس يموت فيروس جديد

كورونا حول العالم
shutterstock.com/peterschreiber.media

أخيراً وصلنا إلى نهاية هذا العام، وبلغ كورونا من العمر عاماً كاملاً، وقرر الاحتفال ببداية سنة جديدة له على طريقته الخاصة؛ سلالة جديدة، المُزعج كورونا تحوّر، ونشر سلالته الجديدة في بريطانيا، وفرضت بريطانيا إغلاقاً صارماً، وقال مات هانكوك؛ وزير الصحة البريطاني، إن الإغلاق الصارم قد يستمر لشهور لأنّ سلالة كورونا الجديدة «خرجت عن السيطرة»، وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون إنه يجب على الملايين إلغاء خطط عيد الميلاد والبقاء في المنزل، لأنّ السلالة الجديدة تنتشر بسرعة أكبر، وقال هانكوك إن الوضع «خطير للغاية».

عاجل: «هذا الوباء؛ وعلى الرغم من الدمار الذي تسبب فيه هذا العام، قد لا يكون الأسوأ الذي نواجهه.. نحتاج إلى الاستعداد لشيء قد يكون أكثر خطورة في المستقبل» مايك ريان؛ مدير برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية.

أكثر من 82 مليون إصابة، ونقترب من 2 مليون حالة وفاة حول العالم. السلالة الجديدة تظهر في العديد من البلدان حول العالم، بما فيهم دول عربية، وأنباء عن سلالة ثالثة في جنوب إفريقيا وليست نسخة متطابقة من السلالة الثانية في بريطانيا، ولكنها تشبهها، وقد تكون أكثر عدوى. بدأ التطعيم في أميركا. الأطباء والممرضات وكبار السن يتلقون الجرعات الأولى في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، وكذلك الحال في العديد من الدول العربية وبقية دول العالم. ظهور نظريات المؤامرة حول اللقاح. روسيا تواجه تحدياً بسبب رفض الشعب الروسي لأخذ لقاح بلادهم. هيئة مراقبة اللقاحات الدولية قالت إن الدول الغنية اشترت ما يكفي من جرعات لقاح فيروس كورونا لتحصين سكانها 3 مرات، وتحذر تلك الدول من ترك الدول النامية تتخلف عن الركب في السباق العالمي لإنهاء وباء فيروس كورونا.  

2021: لم ينتهي الدرس بَعد واتركوا الكراريس مفتوحة

كورونا حول العالم
shutterstock.com/Rido

ما الذي يُتوقَّع حدوثه 2021؟ السيناريو الأسوأ إعادة سرد كل ما ذُكر أعلاه مع تغيير بعض أسماء الأعلام والأرقام وبعض الهمزات والفواصل المنقوطة. السيناريو المعتدل؛ سيطرة وشيكة على مجريات الأمور تزامناً مع منتصف العام المقبل. السيناريو الأكثر تفاؤلاً؛ عفواً لا يوجد.

ختاماً؛ وجب علينا أن نذكّرك أنّ نظريات المؤامرة لن تنتهي، ومواقع التواصل الاجتماعي تزيد الطين بلة، ولِتبقى آمناً، كُن هادئاً وفقط اتّبع تعليمات الوقاية من ارتداء الكمامة -ضعها على أنفك وفمك وليس أسفل ذقنك- وغسل اليدين والالتزام بالتعقيم والتطهير، وأخيراً، لنأمل في سنة أفضل من سابقتها.