تراجع الإصابات بكورونا والصحة العالمية تحذّر «لم تُخمد النيران بعد»

استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أفادت منظمة الصحة العالمية بانخفاض عدد حالات الإصابة المُبلغ عنها بفيروس كورونا للأسبوع الخامس على التوالي حول العالم، وأشار مسؤولو الصحة العالمية إلى أن الأسبوع الماضي شهد أقل عدد من الحالات الأسبوعية المبلغ عنها لفيروس كورونا منذ أكتوبر/تشرين الأول العام المنصرم.

قال تيدروس أدهانوم غيبرييسوس؛ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: «حتى الآن هذا العام؛ انخفض عدد حالات فيروس كورونا الأسبوعية المبلغ عنها بمقدار النصف تقريباً؛ من أكثر من 5 ملايين حالة في الأسبوع الرابع من يناير/كانون الثاني، إلى 2.6 مليون في الأسبوع الذي يبدأ بالثامن من فبراير/شباط؛ أي في غضون خمسة أسابيع فقط».

الصحة العالمية: كورونا لم يرحل بعد

رغم هذا الانخفاض الذي «يبعث على الأمل»، أشار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى أن «النيران لم تُخمد بعد، لكننا قللنا من حجمها»، وحذّر من أن التوقف عن مكافحتها على أية جبهة سيتسبب في عودة الارتفاع في الحالات مرة أخرى.

ودعا مايكل راين؛ المدير العام لبرنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، إلى ضرورة توخّي الحذر الشديد، وقال: «يجب أن نتذكر أن لهذا الفيروس قوة شديدة على الانتقال، وأن هناك عدد كبير من الأشخاص المعرّضين للإصابة، وأن العدوى ستتواصل، وعندما ننظر للتخفيف من بعض الإجراءات المطبقة في بعض الأماكن يجب أن نكون حذرين حتى لا نرى أمراً مماثلاً لما حدث في الخريف الماضي؛ حين سمحنا للمرض بإعادة تأسيس نفسه، والانتشار والتسارع من جديد، وأعتقد أن التسارع في انتقال هذا المرض هو أكثر ما يبعث على القلق. يجب أن نتفادى ذلك».

وأوضح راين أن للفيروسات دورة طبيعية تختلف مع المواسم والسلوكيات وغيرها من الأمور، وبحسب رأيه، فإن الانخفاض في عدد الحالات حول العالم خلال الأسابيع الماضية كان بفضل الجهود التي اتُخذت في المجتمعات والإغلاقات التي فرضتها بعض الدول، والتمسك بتدابير الصحة العامة.

من المبكر إعلان الانتصار

وأضاف راين أن من المبكر إعلان الانتصار على الجائحة: «أخشى أنه إذا انخفضت الأرقام فسنعلن نوعاً من الانتصار، لقد فعلنا ذلك مرتين من قبل؛ حيث تنفسنا الصعداء جميعا وانتقلنا من موجة، وفوجئنا بعدها بشهر أو شهرين بأننا في منتصف موجة ثانية».

لفت راين إلى الحاجة للسيطرة على الفيروس عبر الوصول إلى «علاقة مستقرة» معه؛ قائلاً: «يجب أن نسيطر على الفيروس، لأنه لا يزال يسيطر علينا، نحتاج إلى الوصول لمستويات منخفضة مستدامة من انتقال العدوى، والحد من الوفيات وعدد الحالات التي تتطلب دخول المستشفيات».

وترى ماريا فان كيرخوف؛ رئيسة الفريق التقني المعني بفيروس كورونا في منظمة الصحة العالمية، أن الانخفاض في عدد الحالات يثبت أن تدابير الصحة العامة فعّالة في عدد من الدول؛ من بينها الدول التي ظهرت بها متغيّرات للفيروس.

لكنّها أشارت إلى وجود تحديات: «هذه المتغيّرات للفيروس، وما يطرأ عليه من تطور طبيعي، تفرض حالةً من عدم اليقين بشأن قدرة هذا الفيروس ومدى تغيّره.. التحدي الآخر هو اللقاحات التي تمدنا بالأمل؛ وهي إنجاز كبير، لكن طرحها سيتطلب وقتاً.. أما التحدي الثالث فهو الإرهاق؛ العالم منهك، جميعنا متعبون ونريد للأمر أن ينتهِ».

دعت ماريا فان كيرخوف إلى التمسك بالإجراءات الاحترازية وعدم الاسترخاء رغم انخفاض الأعداد عالمياً، وتعمل منظمة الصحة العالمية مع الشركاء حول العالم لتأسيس إطار لتقييم المخاطر للقدرة على مراقبة تحوّرات الفيروس ودراستها.

اللقاحات فرصة لخفض الحالات

أشار المسؤولون في منظمة الصحة العالمية إلى أنه ربما مع جيل ثان أو ثالت من اللقاحات يمكن المساهمة في انحسار أو حتى القضاء على الفيروس، وتوفـّر اللقاحات الفرصة لتقليص عدد الوفيات أو الحالات التي تتطلب رعاية المستشفيات.

وقال مايكل راين: «إذا تم توزيع اللقاحات بشكل منصف، وحماية الأكثر عرضةً للخطر، فإن القرارات التي سنتخذها ستتغير، لأن الآثار الناجمة عن العدوى ستتغير، فإذا لم تتسبب العدوى بالوفاة أو نقل الأشخاص للمستشفيات، سيؤخذ ذلك بعين الاعتبار للمضي قدماً».

ومع قرب طرح مزيد من اللقاحات، ذكّر تيدروس أدهانوم غيبرييسوس بأهمية مكافحة المعلومات المضللة، وقال: «العام الماضي، شهدنا الضرر الحقيقي الذي يمكن أن يحدث عندما تنتشر المعلومات المضللة والمغلوطة بين الناس»؛ مشدداً على أهمية الاستماع إلى مخاوف الناس وأسئلتهم، والإجابة عن هذه الأسئلة بمعلومات جيّدة.