آن للدماغ أن تستريح: أول لقاح لعلاج أورام الدماغ الخبيثة

خلايا السرطان، أول لقاح لعلاج أورام الدماغ الخبيثة
shutterstock.com/Javier Regueiro
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

نجح أطباء وباحثون في مجال السرطان في جامعات ألمانيا من إجراء تجارب سريرية لاختبار لقاح خاص بالطفرات ضد أورام الدماغ الخبيثة، وأثبتوا أن اللقاح فعال وآمن؛ ونشرت الدراسة في دورية «نيتشر» العلمية أمس الأربعاء. 

تسمى الأورام الدماغية المنتشرة باسم «الأورام الدبقية»، وهي أورام دماغية غير قابلة للشفاء تنتشر في الدماغ ويصعب إزالتها بالكامل عن طريق الجراحة، وغالباً ما يكون للعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي تأثير محدود فقط. 

تمتلك الأورام الدبقية عند أكثر من 70% من المرضى، نفس الطفرة الجينية، حيث يؤدي خطأ في نسخ الحمض النووي إلى خلق بنية بروتينية جديدة في إنزيم «إيزوسترات ديهيدروجيناز 1»، وتسمى هذه الطفرة «IDH1». يمكن لجهاز المناعة للمريض أن يتعرف على هذه البروتينات على أنها أجنبية.

قال «مايكل بلاتن» المؤلف الأول للدراسة، ومدير قسم طب الأعصاب في الطب الجامعي في جامعة مانهايم الألمانية، ورئيس قسم في المركز الألماني لأبحاث السرطان: «كانت فكرتنا هي دعم الجهاز المناعي للمرضى واستخدام اللقاح كوسيلة مستهدفة لتنبيهه إلى الورم الجديد المحدد، تعد طفرة IDH1 مرشحاً مناسباً بشكل خاص هنا، لأنها خاصة جداً بالأورام الدبقية ولا تحدث في الأنسجة السليمة. علاوة على ذلك، فإن طفرة IDH1 مسؤولة عن تطور هذه الأورام الدبقية، هذا يعني أن لقاحاً ضد البروتين المتحور يسمح لنا بمعالجة المشكلة من الأساس.»

اختبر الباحثون اللقاح النوعي للطفرة لأول مرة في المرحلة الأولى من الدراسة على 33 من المرضى الذين شُخصت اصابتهم حديثاً بالورم، وتلقى هؤلاء المرضى العلاج القياسي، بالإضافة إلى اللقاح الجديد. أثار اللقاح استجابة مناعية محددة عند 30 مريض، أي بنسبة 93%. ولم يلاحظ الأطباء أي آثار جانبية خطيرة لدى أي من المرضى الذين تم تطعيمهم. 

في نسبة كبيرة من المرضى الذين تلقوا اللقاح، لاحظ الأطباء حدوث تقدم كاذب، وتورم ناتج عن مجموعة من الخلايا المناعية، كما كان لدى هؤلاء المرضى عدد كبير من الخلايا التائية المساعدة في دمائهم مع مستقبلات مناعية استجابت على وجه التحديد للقاح، وبذلك تأكد الباحثون أن الخلايا المناعية الخاصة بالطفرة المنشطة قد غزت أنسجة ورم الدماغ.

كان معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 3 سنوات بعد العلاج 84% في المرضى الذين تم تطعيمهم بالكامل، ولم يتطور نمو الورم خلال هذه الفترة عند 63% من المرضى. من بين المرضى الذين أظهر جهاز المناعة لديهم استجابة محددة للقاحات، لم يكن هناك تطور في الورم بنسبة 82% خلال فترة الثلاث سنوات.