مُنح جين الطحالب: العلماء يستعيدون رؤية مريضٍ ظلّ مكفوفاً لـ40 سنة

مصدر الصورة: دورية نيتشر ميديسن
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أفاد فريقٌ دولي من الباحثين أن رجلاً كان مكفوفاً، أصبح بإمكانه الآن رؤية الأشياء ولمسها بمساعدة نظارات واقية خاصة؛ ذلك بعد حصوله على جين لبروتين طحالب حساس للضوء، ونُشرت التفاصيل في ورقةٍ بحثية ضمن دورية «نيتشر ميديسن» أمس؛ الاثنين.

مكاسب الرؤية التي حققها الرجل متواضعة، فهو لا يستطيع رؤية الألوان أو تمييز الوجوه أو الحروف؛ ولكن إذا كان العلاج يساعد المشاركين الآخرين في الدراسة، فقد يقدم مزايا كبيرةً مقارنةً بتقنيات الرؤية الأخرى للأشخاص المكفوفين، وبالنسبة لعلماء الأعصاب، فإن النتيجة هي علامة فارقة، فهذا أول تقريرٍ منشور عن استخدام تقنية جديدة نسبياً؛ تسمى «علم البصريات الوراثي»، في علاج حالةٍ مرضيةٍ ما لدى البشر.

يستخدم علم البصريات الوراثي الضوء للتحكم في الخلايا العصبية؛ إذ يضيف العلماء مورّثاً لبروتين حساس للضوء يُستخرج من الطحالب أو البكتيريا؛ يسمى «الأوبسين»، ثم يسلّطون الضوء على الخلية لتحفيز ذلك الجين، لتغيير شكله بما يتناسب مع حاضنه الجديد؛ مما يؤدي إلى تشغيل أو إيقاف نشاط الخلايا العصبية.

منذ أن تم تطويره- منذ ما يقرب من 20 عاماً؛ تم استخدام علم البصريات الوراثي في ​​الغالب كأداة لدراسة دوائر الدماغ في الحيوانات؛ لكن الباحثين يأملون أن يتمكنوا يوماً ما من استخدامه لعلاج بعض أمراض البشر؛ مثل مرض باركنسون والعمى.

في هذه التجربة السريرية، كان لدى المرضى مرضٌ وراثي يسمى «التهاب الشبكية الصباغي»؛ حيث فقدوا خلايا مستقبلات الشبكية الضوئية التي تستخدم الأوبسين البشري لتحويل الضوء إلى إشارات كهربائية تنتقل إلى الدماغ؛ لكن عيونهم كانت لا تزال تحتوي على الخلايا العُقدية التي توجه هذه الإشارات إلى الدماغ عبر العصب البصري؛ هذا يعني أن المرضى يمكن أن يكتسبوا القدرة على الإبصار من خلال إعطاء هذه الخلايا أوبسين ميكروبي.

كان المتطوع الأول رجلاً فرنسياً يبلغ من العمر 58 عاماً، ومصاباً بالعمى منذ 40 عاماً. عندما بدأت التجربة، كان بإمكانه استشعار الضوء؛ ولكن لم يستطع التمييز بين الأشكال. تلقّى في إحدى عينيه حقنةً من فيروس غير ضار يسمى «الفيروس المرتبط بالغدة»؛ والذي يحمل جين الأوبسين من الطحالب.

انتظر الباحثون بضعة أشهر حتى تبدأ الخلايا العُقدية في عين المريض في إنتاج البروتين الجديد، ثم بدؤوا في تدريبه على استخدام نظارات خاصة تعمل على تضخيم الضوء الوارد وتركيزه على شبكية العين في الطول الموجي الكهرماني الذي يحفّز الأوبسين.

في غضون بضعة أشهر؛ أفاد الرجل أنه تمكن من رؤية الخطوط البيضاء عند معبر المشاة أثناء سيره بالخارج مرتدياً تلك النظارات، ثم بدأ الرجل في اجتياز الاختبارات المخبرية؛ إذ أصبح بإمكانه العثور على ولمس الأشياء الداكنة الموضوعة على طاولة بيضاء؛ مثل دفتر ملاحظات أو صندوق من الدبابيس؛ والتي لم يتمكن من رؤيتها بدون النظارات الواقية، وعندما ارتدى المريض غطاءً يقيس نشاط الدماغ، أظهرت الإشارات نشاطاً في القشرة البصرية؛ وهي جزء الدماغ المسؤول عن الرؤية، كما أخبر الرجل الباحثين أن حياته اليومية قد تحسنت؛ إذ أصبح يمكنه بسهولةٍ العثور على لوحة أو هاتف أو اكتشاف أثاث أو باب بارتداء النظارات.