نجاح تغيير فصيلة دم الكلى المتبرع بها يفتح آفاقاً جديدة في زراعة الأعضاء

علماء يكتشفون الجين "القوي" الذي يفتح الأبواب أمام علاجات جديدة لأمراض الكلى
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Marko Aliaksandr
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

بتمويل من مؤسسة أبحاث الكلى الخيرية في المملكة المتحدة، نجح باحثون من جامعة كامبريدج في تغيير فصيلة الدم لثلاثة كلى متبَرَع بها، وهي سابقة علمية جديدة ستفتح أبواباً كثيرة أمام المرضى المحتاجين لزراعة الأعضاء، الذين تقف أمامهم عقبة توافق فصيلة الدم.

توافق فصيلة الدم: العائق الأكبر أمام المحتاجين لزراعة الكلية

عندما يحتاج مريض ما للخضوع لعمليات زرع الأعضاء، تبدأ رحلة البحث عن متبرع لديه فصيلة دم متوافقة مع فصيلة دمه قبل كل شيء. إذ لا يمكن لمريض يحمل فصيلة الدم A أن يتلقى كلية من متبرع يحمل فصيلة الدم B، والعكس صحيح، لكن يمكن لأي مريض يحمل أي فصيلة دموية أن يتلقى كلية من متبرع يحمل فصيلة الدم O.

تعد عملية البحث هذه عائقاً كبيراً أمام المحتاجين لزراعة الكلية، وقد أوجد الباحثون في جامعة كامبريدج طريقة للتغلب على هذا العائق، عن طريق تغيير فصيلة دم الكلى المُتبرَع بها، يساهم ذلك في زيادة عدد الكلى المتبرع بها والقابلة للزرع، لا سيما في المجموعات العرقية التي تقل احتمالية أن تكون مطابقة لغالبية الكلى المتبرع بها، ويستمرون بالبحث عن متبرع لمدة عام كامل أحياناً.

اقرأ أيضاً: هل يتمكن العلماء من إيجاد فصيلة دم واحدة يمكن التبرع بها للجميع؟

كيف استطاع باحثو كامبريدج تغيير فصيلة دم الكلية؟

استخدم البروفيسور مايك نيكلسون وطالبة الدكتوراة سيرينا ماكميلان آلة تسمى آلة التروية الحرارية العادية لمعاملة الدم بإنزيم يعمل مثل “المقص الجزيئي”، يزيل علامات فصيلة الدم (المستضدات) التي تبطن الأوعية الدموية في الكلى، ما يحوّل فصيلة الدم في الكلية مهما كانت إلى الفصيلة O، التي من المعروف أنها المعطي العام بين الفصائل الدموية، أي التي تتوافق مع أجسام المرضى المتلقين مهما كانت فصيلة دمهم. 

يُذكر أن آلة التروية الحرارية العادية هي جهاز يتصل بالكلية البشرية، يستخدم لتمرير الدم المؤكسج عبر العضو المتبرع به للحفاظ عليه بأفضل صورة ممكنة لاستخدامه في عمليات الزرع لاحقاً.

اقرأ أيضاً: من الكلى إلى القلب: هذا ما يجب أن تعرفه عن زراعة الأعضاء

تحمل كريات الدم الحمراء مستضدات (A أو B أو كلاهما AB) تُحدد الفصيلة الدموية. وتجري في بلازما الدم أجسام مضادة تحارب المستضدات التي لا تحملها كريات الدم. أما الكريات الحمراء التي لا تحمل مستضدات من أي نوع تحدد الفصيلة O.

في التجربة، عمل الباحثون على إزالة هذه المستضدات من قطعة من أنسجة كلية بشرية، عبر تطبيق الإنزيم عليها، ولاحظوا أن جميع المستضدات قد أُزيلت. بعد ذلك، أعادوا تطبيق التجربة ذاتها على كلية بشرية كاملة تحمل فصيلة الدم B، وضخوا الإنزيم عبر الكلية باستخدام آلة التروية. وبعد مضي عدة ساعات أُزيلت جميع المستضدات، لتتحول الكلية من النوع B إلى النوع O.

في الخطوة التالية، يريد أن يختبر الباحثون كيف ستتفاعل الكلى التي عملوا على تحويلها إلى الفصيلة الدموية O عندما يمر عبرها الدم الطبيعي للمريض المتلقي. للتحقق من ذلك، سيستخدم الباحثون آلة التروية الحرارية لضخ الدم الذي يحمل فصائل مختلفة من الدم، ومراقبة كيفية تفاعل الكلى معه، ومحاكاة عملية الزرع في الجسم.

اقرأ أيضاً: في اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء: إليك كل ما تحتاج لمعرفته عن هذا الإجراء المنقذ للحياة

قال المدير التنفيذي للبحوث في مؤسسة أبحاث الكلى في المملكة المتحدة الدكتور أيسلينج ماكماهون: “إن البحث الذي يقوم به مايك وسيرينا من المحتمل أن يغيّر قواعد اللعبة. إنه لأمر مثير للإعجاب أن نرى التقدم الذي أحرزه الفريق في مثل هذه الفترة الزمنية القصيرة، ونحن متحمسون لرؤية الخطوات التالية”. ويضيف: “كمنظمة، نحن ملتزمون بتمويل الأبحاث التي تحوّل العلاجات وتعالج التفاوتات الصحية. نحن نعلم أن الأشخاص من الأقليات العرقية يمكن أن ينتظروا وقتاً أطول لإجراء عملية الزرع لأنهم أقل احتمالاً لأن يكونوا مطابقين لفصيلة الدم مع الأعضاء المتاحة”.

يؤكد مكماهون أيضاً أن أكثر من 1000 شخص من الأقليات العرقية ينتظرون كلية مُتبرَع بها خاصة من الفصيلة B، لأنها الفصيلة الأكثر ندرة عند الأقليات العرقية.

اقرأ أيضاً: كيف يعمل نظام زرع الأعضاء في ظل قواعد قوائم الانتظار المعقدة؟

لم تُنشر الورقة البحثية التي تشرح تجارب الباحثين بعد، لكن من المقرر نشرها في المجلة البريطانية للجراحة في الأشهر المقبلة.