كبسولة مغناطيسية يمكن أن تكون بديلاً لعملية التنظير الهضمي المزعجة

كبسولة مغناطيسية يمكن أن تكون بديلاً لعملية التنظير الهضمي المزعجة
يمكن للباحثين تتبع الكبسولة في الجسم اعتماداً على قياسات مغناطيسية بسيطة نسبياً. معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

عمليات التنظير الداخلي شائعة ومزعجة، لكن المهندسين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا ابتكروا جهازاً جديداً قد يكون بديلاً بسيطاً لها يقدم نتائج دقيقة.

وفقاً لبيان الصحفي من المعهد وتقرير نُشر في مجلة تيك كرانش (TechCrunch)، صمم الباحثون وحدة استشعار على شكل حبة يمكن ابتلاعها وتتبعها بسهولة من خارج جسم المريض بواسطة المجالات الكهرومغناطيسية، وتشير التجارب الأولية إلى احتمال أن تكون هذه التقنية وسيلة فعالة لتقييم المشكلات الصحية الهضمية مثل الارتجاع المعدي المريئي (gastroesophageal reflux) وخزل المعدة (gastroparesis) والإمساك.

كبسولة قد تحل محل أساليب التنظير الموجودة

نشر الفريق نتائجه مؤخراً في مجلة نيتشر إلكترونيكس (Nature Electronics)، ويستعرض المراحل الأولية للإجراء الذي يمكن أن يصبح في نهاية المطاف بديلاً شائعاً لتكنولوجيا الأشعة السينية ودراسات التصوير النووي وفحوص التنظير الداخلي.

الإجراء بسيط نسبياً: بعد أن يبتلع حيوان الاختبار نموذج كبسولة تحتوي على مستشعر مغناطيسي، يستخدم الباحثون ملفاً خارجياً يولد مجالاً مغناطيسياً يمكن للمستشعر اكتشافه، وبالنظر إلى اختلاف قوة المجال المغناطيسي باختلاف المسافة من الملف، يمكن قياس مسافة انتقال المستشعر وموقعه. كما هو متوقع، ضعفت القراءة المغناطيسية للمستشعر أثناء تحركه وتعمقه في الجهاز الهضمي لحيوان الاختبار وابتعاده عن النقطة المرجعية الخارجية (الملف الذي يولد مجالاً مغناطيسياً مرجعياً)

اقرأ أيضاً: علماء يكشفون النقاب عن تركيبة الغبار الكوني

ميزات استخدام هذه الكبسولات

يقول الأستاذ المساعد في الهندسة الحيوية بجامعة نيويورك وأحد مؤلفي الدراسة الرئيسيين، خليل الرمادي، إن استخدام مستشعر مرجعي خارجي يساعد في معالجة مشكلة عدم إمكانية وضع الإنسان أو الحيوان في الموقع نفسه من اللفائف بصورة أكيدة كل مرة، ويضيف: “من دون استخدام الأشعة السينية كنقطة مرجعية معيارية، من الصعب تحديد موقع الكبسولة بالضبط ما لم يكن لديك نقطة مرجعية ثابتة في الموقع نفسه”.

وفقاً لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، يحتوي المستشعر أيضاً على جهاز إرسال لاسلكي يرسل قراءات المجال المغناطيسي إلى هاتف ذكي أو كمبيوتر قريب يُشغّل يدوياً أو آلياً بفواصل زمنية محددة، وأشار الباحثون إلى إمكانية أن يدعم النظام عدة كبسولات بصورة متزامنة دون أي تأثير على الدقة، وقالوا إن أي تباطؤ في حركة الكبسولة في الأمعاء يُفترض أن يكون مؤشراً على انسدادها أو وجود التهاب فيها.

اقرأ أيضاً: لأول مرة: نجاح بنكرياس اصطناعي في التحكم بالسكري من النمطين الأول والثاني

تطور تكنولوجيا الاستهداف الطبي الدقيق

يزداد التوجه نحو استخدام التكنولوجيا الطبية التي تنطوي على ابتلاع أجسام يمكن تتبعها؛ إذ ابتكر الباحثون مؤخراً كبسولة تحتوي روبوتات آمنة لتوصيل الأدوية إلى أعضاء محددة داخل الجسم تحرر الدواء بمجرد تفكك الطبقة الخارجية التي تحيط به، كما أحرزوا تقدماً مهماً في تطوير مواد مغناطيسية مشابهة قابلة للذوبان والهضم يُحتمل أن تُستخدم قريباً لتوصيل الأدوية إلى أعضاء محددة داخل الجسم.

يتطلع الرمادي وزملاؤه في الفريق إلى توسيع التجارب على الحيوانات في خطوات البحث التالية قبل الانتقال إلى إجراء دراسات سريرية محتملة على البشر، وإذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فسيشكّل هذا الابتكار قريباً بديلاً أسهل بكثير لأنابيب التنظير الطويلة التي تدخل عبر الفم، وسيكون متاحاً لملايين المرضى الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي.