كيف يعلم هاتفك الآيفون بأنك ضمن سيارةٍ متحركة

تعمل الميزة الجديدة على إلغاء التنبيهات أثناء قيادة السيارة.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أعلنت آبل مؤخراً عن خبرٍ جديدٍ ضمن “مؤتمر المطورين حول العالم” المنعقد في سان خوسيه، كاليفورنيا، يتضمن الخبر ميزة أمانٍ جديدة قادمةٍ ضمن نظام آي أو إس 11 الجديد. تدعى هذه الميزة “عدم الإزعاج أثناء القيادة” وهي تهدف إلى تقليل تشتيت الانتباه أثناء قيادة السيارة. قال نائب رئيس هندسة البرمجيات في آبل، كريغ فيدريجي خلال المؤتمر: “يتعلق الأمر كله بإبقاء انتباهك على الطريق”.

لأخذ العلم، توفي حوالي 3500 شخصٌ وأصيب 391000 شخصٌ في عام 2015 بسبب عدم التركيز أثناء القيادة، وذلك بحسب الإدارة الوطنية لأمن الطرقات السريعة.

عرض فيدريجي كيف تقوم ميزة “عدم الإزعاج أثناء القيادة” بإبقاء شاشة الآيفون مطفأةً بدلاً من عرض التنبيهات المشتِّتة للانتباه. حتى ولو قمت بتشغيل الشاشة، ستظهر لك رسالة تذكير بعدم عرض التنبيهات، وسيستقبل الأشخاص الذين راسلوك رسالةً تلقائيةً بأنك تقود السيارة حالياً. يمكنك تحديد بعض الأشخاص الذين يمكنهم وضع رسالةٍ عاجلة.

قال فيدريجي بأنه يمكن للميزة أن تستخدم البلوتوث لمعرفة فيما إذا كان الهاتف متصلاً بالسيارة، لكن حتى بعدم وجود البلوتوث، يستطيع الهاتف معرفة حالة الحركة باستخدام تأثير واي فاي دوبلر.

كيف تعمل هذه التقنية إذن؟

من المحتمل بأنك سمعت عن تأثير دوبلر، وهو ما يفسر تغير حدة صوت صفارة سيارة الشرطة أثناء ابتعادها أو اقترابها من مكان وقوفك. ببساطة: عند اقتراب السيارة منك تتقارب وتنضغط الأمواج الصوتية، وعند ابتعادها تتباعد الأمواج الصوتية. (هناك ظاهرةٌ مشابهةٌ في علم الفلك تدعى “انزياح الأحمر” و”انزياح الأزرق” وهي مرتبطةٌ بأمواج الضوء الصادرة عن الأجرام والمجرات المبتعدة أو المقتربة نحو الأرض).

يتم تطبيق نفس الفكرة على أمواج الواي فاي. فإشارة الواي فاي هي عبارة عن أمواجٍ كهرطيسية، حيث يستطيع هاتفك اكتشاف تغير ترددات الأمواج الصادرة عن جهاز الموجّه (الراوتر).

يقول سوارون كومار، البروفسور المساعد في هندسة الحاسوب في جامعة كارنيجي ميلون، والذي يدرس الأنظمة اللاسلكية: “في الحقيقة، لن تتحرك نقطة بث إشارة الواي فاي، بل أنت وهاتفك هما من يتحركان”.

يقول كومار بأنه يمكن مراقبة ترددات إشارات الواي فاي لمعرفة سرعة الحركة. يشرح قائلاً: إن ما يتم مراقبته بشكلٍ خاصٍ هي تغيرات وترددات إشارات التعريف التي تعبر عن هوية شبكة الواي فاي، والتي يقوم الموجّه بإرسالها دورياً عدة مراتٍ في الثانية، وهي ما تستخدم عند محاولة الاتصال بالشبكة. (لم تقدم آبل مزيداً من التفاصيل حول التقنية).

مع أن التقنية لا تقدم معلوماتٍ دقيقةٍ حول سرعة السيارة، إلا أنها كافيةٌ لتحديد فيما إذا كان الشخص ثابتاً أم متحركاً، بحسب كومار. إحدى مزايا هذه الطريقة هي أنها لا تتطلب استهلاكاً إضافياً لبطارية الهاتف.

طبعاً، هناك تطبيقاتٌ أخرى على أجهزة الآيفون والأندرويد لتقليل التشتت أثناء القيادة، مثل درايف مود DriveMode من أي تي أند تي، لايف سيفر LifeSaver، وسيف درايف SafeDrive. من المحتمل بالنسبة لمستخدمي آيفون، بأن آي أو إس 11 سيُغني عن مثل تلك التطبيقات، إذ ستكون الميزة متضمنةً في نظام التشغيل وستحجب التنبيهات عن المستخدم. (يحوي الآيفون النمط العام “عدم الإزعاج” والذي يمكن تفعيله يدوياً من مركز التحكم، وهناك ما يشابهه في أجهزة الأندرويد أيضاً).

تقدم آبل خاصية كار بلاي CarPlay، المدعومة في بعض السيارات، كطريقة لإدارة التطبيقات أثناء القيادة (مثل خرائط آبل، الرسائل، والهاتف) بطريقةٍ بسيطةٍ وواضحةٍ دون تشتيت الانتباه، وهي تعمل من خلال وصل الهاتف بالسيارة مباشرةً أو عن طريق البلوتوث.

قال فيدريجي بأنه يمكن للركاب الجالسين في السيارة إعلام الهاتف بعدم قيادتهم لها، لذا يمكنهم تلقي التنبيهات أثناء ركوبهم وتحركهم.