أخيراً: تصنيف السيارات ذاتية القيادة وفقاً لمعايير السلامة

السيارات ذاتية القيادة
حقوق الصورة: أنسبلاش.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

قد يكون الأمر مفاجئاً لك، ولكن لا يمكنك شراء سيارة تستطيع قيادة نفسها ذاتياً حاليّاً. فعلى الرغم من أن مصطلح سيارة «ذاتية القيادة» شائع بين شركات تصنيع السيارات، تبقى حقيقة أن أي سيارة ذاتية القيادة تُباع للناس، بغض النظر عما إذا كانت تيسلا أو كاديلاك سوبر كروز الجديدة كلياً، لا يمكن قيادتها بأمان دون وجود شخصٍ يمكنه السيطرة على الموقف خلف مقودها دائماً.

يهدف معهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة (IIHS) في الوقت الحالي إلى تحسين الوعي العام بكيفية عمل هذه الأنظمة ومشاكلها، من خلال إصدار تصنيفات للمركبات الجديدة التي توفر استقلالية جزئية للمركبة من خلال ميزات أنظمة مساعدة السائق المتقدمة (ADAS).

على السائق مراقبة النظام دوماً حتى في السيارات ذاتية القيادة

في صناعة السيارات، يُطلق رسمياً على المصطلح الذي يعبر عن قدرة السيارة على المساعدة في التحكم في الفرامل والتسارع والتوجيه تعبير «الأتمتة الجزئية»، حيث يجب على السائق مراقبة النظام بشكلٍ دائم والاستعداد لتولي السيطرة في أي وقت.

تعتمد المركبات التي توفر هذا النوع من المساعدة على أجهزة استشعار وبرمجياتٍ على متنها. على سبيل المثال، يستخدم رادار الموجة القصيرة ترددات لاسلكية لقياس المسافة بين المركبات وضبط سرعة السيارة باستخدام مثبت السرعة التكيفي. وتكتشف الكاميرات المثبتة على السيارة علامات الطريق بحيث يمكن للسيارة أن تتمركز في حارةٍ واحدة، وسيتم تجهيز بعض المركبات الحديثة بأجهزة استشعار «ليدار» للمساعدة في تجنب العوائق على الطريق. تساعد كل هذه الوظائف الإضافية في إنشاء مجموعة تقنية قادرة على مساعدة السائق الموجود خلف مقود السيارة، ولكنها في الواقع قد لا تعمل على تحسين مستوى أمان السائق في جميع الحالات دائماً، خصوصاً إذا ما كان لدى السائق شعور زائف بالأمان وقل انتباهه.

يقول ديفيد هاركي، رئيس معهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة (IIHS) في بيان: «قد تخفف أنظمة الأتمتة الجزئية عبء القيادة الطويلة، ولكن لا يوجد دليل على أنها تجعل القيادة أكثر أماناً. في الواقع، قد يكون العكس هو الصحيح إذا كانت هذه الأنظمة تفتقر إلى ضماناتٍ كافية».

اقرأ أيضاً: لماذا تسير السيارات ذاتية القيادة مسافات افتراضية؟ إليك السبب

أسس تصنيف السيارات ذاتية القيادة من حيث الأمان

يرى المعهد أن بعض مصنعي السيارات قد بالغوا في الترويج لقدرة هذه الأنظمة، ولذلك يمكن لتصنيف السلامة المناسب للسيارات ذاتية القيادة مساعدة المشترين على أن يكونوا أكثر دراية بهذه الأنظمة وفهم كيفية عملها فعلياً. 

من المهم ملاحظة أنه لا ينبغي الخلط بين تصنيفات معهد «IIHS» والتصنيفات التي تصدرها جمعية مهندسي السيارات «SAE»، والتي تُعنى بمطابقة وظائف نظام «ADAS» مع مستوى الأتمتة المقابل. على سبيل المثال، المستوى «0» عبارة عن نظام تحكم يدوي كامل بدون مساعدة رقمية، والمستوى «2» ينطوي على نظام التوجيه الحديث النموذجي للمسار والتحكم في دواسة الوقود، والمستوى «5» هو نظام القيادة الذاتية الكامل، حيث يمكن لأي شخص أن يأخذ قيلولة أثناء قيادة السيارة نفسها. (مرة أخرى، لا يمكنك شراء سيارة من المستوى 4 أو 5، ولكن قد تتمكن من ركوب إحداها).

في هذه الحالة، ينشئ معهد IIHS تصنيفاً للسلامة قد يشجع صانعي السيارات على تحسين تصميماتهم- خصوصاً فيما يتعلق بالمراقبة النشطة للسائق- عند تصميم أنظمة ADAS، ويقوم معهد IIHS بهذا بالفعل في أجزاء أخرى من السيارة (وصولاً إلى المصابيح الأمامية) ويستخدم البيانات لتأخذ في الاعتبار السلامة العامة.

سوف يصنف المعهد السيارات في واحدةٍ من أربع فئات: جيدة، مقبولة، هامشية وغير مقبولة. يعتمد التصنيف على مدى توافق البرامج مع المعايير المطورة حديثاً، والموضحة أدناه باعتبارها أفضل السيناريوهات الممكنة.

يقر المعهد أنه من المستحيل قراءة عقل السائق للتأكد من أنه غير منتبه للطريق، ولكن هناك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها للتأكد من إبقاء العينين على الطريق واليدين على عجلة القيادة اعتماداً على الكاميرا الموجهة نحو السائق بشكلٍ رئيسي عندما يكون ذلك ممكناً، والتي يمكنها مراقبة نظر السائق وموضع يديه.

إذا نظر السائق بعيداً عن الطريق، فإن معهد IIHS يقول إن السيارة يجب أن تهدف إلى تقليل سوء الاستخدام من خلال إصدار أنواع متعددة من التنبيهات لتذكير السائق بإبقاء أعينه على الطريق. يمكن أن يشمل ذلك أصوات تنبيه تصدر من مكبرات الصوت في السيارة، أو إصدار اهتزازاتٍ في عجلة القيادة أو المقعد، أو نبضات خفيفة في الفرامل، أو حتى شد حزام مقعد السائق. وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن تصبح التنبيهات أكثر وضوحاً وحدة مع مرور الوقت.

إذا فشل السائق في الاستجابة لإشارات التحذير، يجب أن تبطئ السيارة نفسها، وربما التوقف، وأن تكون قادرةً على الاستفادة من الخدمات المتاحة لطلب المساعدة. وبالإضافة إلى ذلك، يجب على النظام منع السائق من استخدام ميزات القيادة الذاتية مرة أخرى لبقية الرحلة.

يعطي معهد IIHS بعض التفاصيل الإضافية التي يعتبرها بالغة الأهمية للسلامة، أحدها التغيير التلقائي للمسار، حيث يقول المعهد إنه يجب أن يبدأه السائق دائماً أو يؤكده قبل أن تغادر السيارة المسار الحالي. نقطة أخرى هي عدم مقاطعة السائق التوجيه عندما يكون تغيير المسار نشطاً، حيث ستقوم العديد من السيارات بإيقاف تشغيل أنظمتها المؤتمتة جزئياً إذا مارس السائق عزم دورانٍ قوي ومعاكس على عجلة القيادة. هناك أمر آخر لا يحتاج إلى تفكير وهو أن نظام التحكم التكيفي في ثبات السرعة لا ينبغي أن يتوقف ويُستأنف دون أن يتأكد النظام من أن السائق ينظر إلى الطريق. وأخيراً، تعد أحزمة المقاعد ضرورية لتفعيل أي ميزات مؤتمتة.

وفقاً لـ IIHS، لن تفِ أي مركبة على الطريق اليوم تماماً بمعايير السلامة المقترحة.

على الرغم من أن هذه التصنيفات لن يكون لها تأثير مباشر على تنظيم الصناعة، إلا أن العديد من صانعي السيارات يعبرون عن سعادتهم باختيار سياراتهم لتخضع لاختبار السلامة من قبل معهد IIHS. فإذا كانت هناك حاجة لتعديل شيء بسيط، مثل تعديل البرامج، للترويج لسيارتهم، فقد تتشجع الشركة المصنعة لبناء نظامٍ أكثر أماناً.

سيصدر معهد IIHS المجموعة الأولى من التصنيفات في وقت ما من هذا العام، ولكن المعهد يذكر أنه لا يمكن تحديد الوقت بدقة نظراً للنقص الحاصل في تصنيع مركباتٍ جديدة.