هذه هي الأماكن التي يمكنك أن ترى فيها الآن السيارات الذاتية تسير على الطرقات

سلسلة بي إم دبليو فايف من السيارات ذاتية القيادة.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تتكاثر العناوين الصحفية الآن حول السيارات ذاتية القيادة، إلا هناك فرقاً كبيراً بين القراءة عنها ورؤية سيارة ذاتية القيادة عياناً، مدججة بكل تلك المستشعرات وهي تسير الهوينى على الطريق. أو إن حالفك الحظ، ركوب إحدى تلك المركبات. بهذا الصدد، عادت شركة أوبر إلى جادة الطريق بسياراتها ذاتية القيادة -مرر نحو الأسفل لقراءة النُبَذ الترويجية عنها إن أردت الاستزادة- إلا أنها ليست الشركة الوحيدة في المجال إذ أن هناك الكثير من الشركات الأخرى التي أحرزت تقدماً وأطلقت هي كذلك سياراتها ذاتية القيادة في ولايات أمريكية مثل كاليفورنيا وميشيغان وبنسلفانيا. وفي هذا المقال سنستعرض ملخصاً عن أهم المستجدات المتعلقة بالسيارات الذاتية وسيرها على الطرقات العامة، انطلاقاً من شركة أبتيف (Aptiv) وصولاً لشركة زوكس (Zoox).

سيارات شركة أبتيف  (Aptiv)

الأماكن: لاس فيغاس، بوسطن، بيتسبرغ، سنغافورة

من الوارد أنك لم تسمع بشركة أبتيف من قبل إلا أنك إن زرت لاس فيغاس، فلربما حالفك الحظ لركوب إحدى سياراتها ذاتية القيادة بعد طلب سيارة أجرة عبر تطبيق ليفت (Lyft). بدأت شركة أبتيف أول عروضها لركوب سياراتها ذاتية القيادة خلال فعاليات معرض الإلكترونيات الاستهلاكية الذي انعقد شهر يناير من العام 2018، ومنذئذ تطور برنامجها وحقق تقدماً ملحوظاً. تمتلك الشركة حالياً ثلاثين سيارة ذاتية القيادة تسير على الطرقات في مدينة الخطيئة (لاس فيغاس)؛ وهي تعمل حوالي 20 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع. تقول الشركة أبتيف أنها قدمت أكثر من 25,000 رحلة ركوب ونقلت ما يفوق الخمسين ألف راكب ومسافر، ومع أن السيارات ذاتية القيادة، إلا أن الشركة تضع سائقاً حقيقياً وراء المقود وفي مقعد الراكبين أيضاً. كما أن شركة أبتيف -التي استحوذت العام الماضي على شركة نوتونومي (nuTonomy) المتخصصة في السيارات ذاتية القيادة- تختبر أيضاً سياراتها في كل من بوسطن وبيتسبرغ وسنغافورة.

سيارات شركة أورورا (Aurora)

الأماكن: بالو ألتو، سان فرانسيسكو، بيتسبرغ

مثلما هو الحال مع شركة أبتيف، قد لا يعني لك اسم أورورا الكثير في عالم السيارات، إلا أن هذه الشركة تعمل على تطوير تقنياتها الخاصة للسيارات ذاتية القيادة بالتزامن مع تعاونها مع شركات كبرى مثل فولكسفاغن وهيونداي وبايتون (Byton). يمكننا رؤية السيارات ذاتية القيادة التي طورتها هذه الشركة مثل سيارات إي غولف ( e-Golf) من فولكسفاغن وسيارة إم كاي زد (MKZ) من لينكولن تسير على طرقات شوارع بالو ألتو وسان فرانسيسكو وبيتسبرغ، لكنك ستلاحظ أيضاً وجود سائق بشري في هذين الطرازين من السيارات ذاتية القيادة.

سيارات شركة كروز

الأماكن: سان فرانسيسكو؛ سكوتسديل، أريزونا وأوريون، ميشيغان

تمتلك شركة جنرال موتورز شركة خاصة بها في مجال السيارات ذاتية القيادة، المسماة “كروز”، منذ العام 2016؛ وحالياً يمكننا أن نرى الجيل الثالث من سياراتها ذاتية القيادة المسماة شيفي بولت (Chevy Bolt) تسير على طرقات شوارع كل من: سان فرانسيسكو وسكوتسديل، أريزونا وأوريون، ميشغيان     (لا ينبغي علينا أن نخلط بين البولت والفولت، حيث أن البولت (Bolt) سيارة من شركة شيفروليه كهربائية كلياً، في حين أن الفولت (Volt) ذات محرك هجين، أطلقتها الشركة حديثاً في الطرقات وهي تتوفر للشراء لدى وكالات بيع السيارات)، نرى في سيارات البولت ذاتية القيادة هذه وجود سائقي سلامة وراء المقود، والسيارات التي تسير في طرقات سان فرانسيسكو تمثل جزءاً من “برنامج داخلي لمشاركة الركوب” يدعى “كروز أينما كنت” (Cruise Anywhere)، ونعني بالداخلي أنه خاص بالشركة فقط، حيث تقدم هذه المبادرة خدمة ركوب حسب الطلب لما يزيد عن 1,000 موظفٍ لدى الشركة. يذكر أن شركتي كروز وجنرال موتورز أثارتا ضجةً حماسية عندما كشفتا عن سيارتها المستقبلية التي تمثل الجيل الرابع من سلسلتها، والمتمثلة في سيارة بولت (Bolt) لا تحتوي على عجلة قيادة ولا دواسات.

شاحنة مقفلة ذاتية القيادة في تكساس.

شاحنات شركة درايف إيه آي Drive.ai

الأماكن: فريسكو وأرلينغتون، تكساس

مثلما هو الحال مع أبتيف أورورا، قد لا يكون اسم درايف إيه آي مألوفاً لديك، إلا أن هذه الشركة تقدم بالفعل خدمة القيادة الذاتية في مكانين في ولاية تكساس هما: فريسكو وأرلينغتون. تقع كلتا هذين المدينتان في دالاس، منطقة فورت وورث، وكلتا الخدمتان توفران شاحنات مقفلة ذاتية القيادة يجلس سائقو سلامة خلف مقوديها، مهمتها نقل الأشخاص داخل منطقة محددة لا تخرج منها (تدعى مثل هذه المناطق تقنياً بالسياج الجغرافي الافتراضي). إلا أن الخدمة المتوفرة في أرلينغتون أكثر عمومية من الخدمة الأخرى، لذلك إن حدث وزرت أرلينغتون، فبمقدورك استدعاء شاحنة مقفلة ذاتية القيادة، مجاناً من خلال تطبيق هاتفي أو عبر أحد الأكشاك. تحمل هذه الشاحنات علامات مميزة على سطحها الخارجي تُتيح للمشاة أن يعرفوا أنها مركبات ذاتية القيادة في طور التجريب.

سيارة فيوجن ذات المحرك الهجين من شركة فورد.

الأماكن: ديربورن، ميامي، وبيتسبرغ

تتعاون شركة فورد مع شركة تدعى أرغو إيه آي (Argo AI) على صناعة سياراتها ذاتية القيادة. تمتلك الشركة مركبات ذاتية القيادة تسير على طرقات كل من شوارع: ديربورن، ميشغيان وميامي وبيتسبرغ، كما تخطط للتوسع والوصول إلى واشنطن العاصمة خلال العام 2019. لا تخلو هذه السيارات هي كذلك من طاقم سلامة: واحد وراء المقود وآخر في مقعد الركاب.

تتعاون شركة فورد أيضاً مع شركات أخرى مثل دومينوز وبوستميتس (Postmates) وولمارت، لاستكشاف الفرص التجارية الكامنة ما بين السيارات ذاتية القيادة وتوصيل السلع والمنتجات؛ ومن اللافت للنظر أن هذه السيارات تبدو وكأنها سيارات ذاتية القيادة في حين أنها في الواقع سيارات عادية قديمة يقودها سائقون حقيقيون. تُجري الشركة هذه الاختبارات بالسيارات الذاتية المزيفة لكي تجمع أكبر قدر ممكن من البيانات حول الخدمات اللوجستية والتفاعلات ما بين البشر والسيارة عند نقاط التقاط السلع والطلبيات وتسليمها.

وأخيراً وليس آخراً، تخطط الشركة لإطلاق سياراتها ذاتية القيادة العام 2021 في ميامي وواشنطن، حيث تأمل الشركة توفير خدمة تجارية ذاتية القيادة مخصصة لنقل الأشخاص والسلع والمنتجات.

صُنعت هذه المركبة غير المأهولة خصيصاً لتوصيل حاجيات البقالة وأغراض التسوق.

مركبات شركة نورو (Nuro)

الأماكن: سكوتسديل، أريزونا

ليست كل السيارات ذاتية القيادة مخصصة لنقل البشر. فهذه السيارة التي يقارب طولها المترين ونصف والتي صنعتها شركة نورو وتدعى “آر ون” (R1) مصممة خصيصاً لنقل البقالة وأغراض التسوق فحسب، إلا أنها وخلاف روبوتات توصيل البضائع التي تمضي على الأرصفة، تسير هذه المركبات على الطرقات مثل السيارات. يذكر أن شركة نورو أطلقت شهر ديسمبر برنامجها التجريبي الذي أتاحت فيه استخدام هذه المركبات الكهربائية غير المأهولة لنقل حاجيات البقالة والتسوق من محلات فرايس فوود في سكوتسديل إلى بيوت الناس في تلك المنطقة.

سيارات فولفو مجهزة بمعدات القيادة الذاتية التي طورتها شركة أوبر.

سيارات شركة أوبر

الأماكن: تسير هذه السيارات في طرقات بيتسبرغ بنمط القيادة الذاتية، في حين تسير في طرقات سان فرانسيسكو وتورنتو بنمط القيادة اليدوية

وقع أفظع حادث حصل حتى الآن في مجال السيارات ذاتية القيادة على مستوى العالم بتاريخ 18 مارس 2018، عندما قتلت سيارة ذاتية القيادة تديرها شركة أوبر إمرأة من المشاة الراجلين بمدينة تِمبي في أريزونا. ومع أن الشركة مُنعت من تجريب سياراتها ذاتية القيادة على طرقات الولاية بعد وقوع هذه الحادثة الكارثية، إلا أن قسم التقنيات المتطورة من الشركة المتخصصة في خدمات سيارات الأجرة عاد في وقت لاحق من شهر ديسمبر العام الماضي إلى تجريب سياراتها لكن على نطاق أضيق بكثير: وهو إطلاق سياراته للسير في أحد طرقات بيتسبرغ بنمط القيادة الذاتية. صرحت شركة أوبر بأن هذه المركبات لن تسير في الطرقات إلا في أيام العمل من الأسبوع، كما أنها لن تسير إلا خلال النهار، إلا أنها تخطط بمرور الوقت لتوسيع منطقة تجاربها، والظروف التي تقاد فيها تلك السيارات (مثل الأحوال الجوية). يتمثل أحد التغيرات الحاسمة في نظم القيادة الذاتية الخاصة بشركة أوبر في تطوير نظام مكابح أوتوماتيكي، جربوه في مركبات فولفو التي يستخدمونها حالياً، حيث سيتم تجريبه الآن والسيارة تعمل وفق نمط القيادة الذاتية، وهو ما لم يسبق لهم فعله من قبل، وفق تقرير أصدره المجلس الوطني لسلامة النقل (هيئة أمريكية) عن حادثة شهر مارس. وأخيراً وليس آخراً، ستشرع شركة أوبر أيضاً في إطلاق سياراتها ذاتية القيادة في كل من تورنتو وسان فرانسيسكو بنمط القيادة اليدوية، بمعنى أن السائق البشري سيكون موجوداً خلف المقود. ستساهم هذه التدريبات والاختبارات في مساعدة الشركة على جمع البيانات اللازمة لرسم الخرائط المرورية وإجراء عمليات المحاكاة لتحسين تقنياتها. ووفق شركة أوبر، سيكون هناك بشريّان، أو كما تسميهم الشركة “خبراء مهمة” يستقلان كل سيارة من سيارتها ذاتية القيادة في جميع الأوقات لضمان سلامة المشاة والممتلكات.

حافلة ذاتية القيادة في أوهايو.

مركبات شركة وايمو

الأماكن: تشاندلر، ميسا، تِمبي، وغيلبرت، أريزونا

بدأت شركة وايمو كمشروع داخليّ متخصص في السيارات ذاتية القيادة ترعاه شركة غوغل، وهو الآن شركة مستقلة قائمة بذاتها مملوكة من قبل ألفابيت (الشركة الأم لغوغل). أطلقت هذه الشركة في الآونة الأخيرة خدمة سيارات أجرة ذاتية القيادة في أربع مدن في فينيكس، ولاية أريزونا، وهي غير متاحة إلا لبضع مئات من الأشخاص فقط، وفق ما تقوله الشركة؛ حيث يستطيع هؤلاء الأشخاص استخدام تطبيق لاستدعاء سيارة كريسلر باسفيكيا Chrysler Pacifica ذاتية القيادة (ستجد فيها أيضاً شخصين موظفين من شركة وايمو يجلسان في مقدمة السيارة للإشراف عليها) ومن ثم الذهاب إلى المكان المطلوب تماماً مثل تطبيقات أوبر أو ليفت.

ويعتبر مشروع “وايمو ون” (Waymo One) التطور الطبيعي للمشاريع التجريبية التي كانت الشركة تجريها بالفعل في منطقة فينيكس، والتي كان تتم تحت مسمى “برنامج وايمو للركّاب الأوائل” (Waymo early rider program). ومما يرسخ مكانة الشركة كأحد الفاعلين الرواد في مجال السيارات ذاتية القيادة، أن سيارات وايمو تمكنت من قطع أكثر من 10 ملايين ميل من تجارب القيادة الذاتية في الطرقات العامة، فضلاً عن مليارات الأميال في تجارب المحاكاة أيضاً.

لم تُجرّب نماذج شركة زوكس الأولية السير في الطرقات العامة حتى الآن.

مركبات شركة زوكس

الأماكن: سان فرانسيسكو

تعمل شركة زوكس المتخصصة في المركبات ذاتية القيادة على صناعة نوع مبتكر من السيارات، يتمثل في سيارة كهربائية تتميز بكونها قادرة على القيادة الذاتية نحو الأمام والخلف على حد سواء (في وضع يسمح بتحريك العجلات الأمامية والخلفية، انظر للصورة أعلاه). أما الجديد في الأمر، فهو أن شركة زوكس شرعت الآن في سان فرانسيسكو في تجريب حوالي 24 سيارة ذاتية القيادة من طرازي بريوس وهايلاندر من تويوتا، مزودة بمستشعرات وبرمجيات القيادة الذاتية طورتها شركة زوكس. تسير هذه السيارات وهي تُقلّ سائق سلامة وراء المقود، فضلاً عن خبير برمجيات مسؤول على التشغيل، ومع أن الشركة تملك ترخيصاً من لجنة المرافق العامة لولاية كاليفورنيا تسمح لها بأخذ الركّاب إلا أن الشركة لم تفسح المجال لذلك حتى الآن. يتمثل الهدف النهائي لشركة زوكس -مثل غيرها من الشركات العاملة في المجال- في صناعة سيارة ذاتية القيادة موجهة لتوفير خدمات النقل حسب الطلب في المدينة، مع أن زوكس تعتزم أن تستخدم مركباتها ثنائية الاتجاه التي تصنعها بنفسها في أسطولها الموجهة لتوفير خدمات الركوب حسب الطلب.

هناك الكثير من الشركات التي تعمل الآن في مجال السيارات ذاتية القيادة، بعضها صغير وبعضها كبير لكن الجميع يتقاسمون نفس الهدف. فعلى سبيل المثال هناك حافلة ذاتية القيادة ستدخل حيز العمل بتاريخ 10 ديسمبر في مسارٍ صغير يقع في كولومبوس ولاية أوهايو. كما لا ننسى شركة تسلا التي تقدم خدمة شبيهة بالقيادة الذاتية في سياراتها ومركباتها، تسمي الشركة هذه الميزة بـ”القيادة الآلية” (Autopilot)، التي تساعد السائقين على القيادة وتوفر العديد من المنافع من بينها حتى اقتراح تغيير المسار.