ماذا تعني خدمة التوصيل من أمازون لمستقبل سيارتك؟

خدمة أمازون كي تمتد إلى السيارات
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

إذا طلبت شيئاً من أمازون، وتحققت كل الشروط المطلوبة –مثل امتلاك سيارة شيفروليه أو فولفو حديثة- سيقوم عامل توصيل بالعثور على سيارتك، ويفتحها عن بعد، ويضع رزمتك في الداخل. هذه الخدمة الجديدة جزء من نظام موجود مسبقاً باسم أمازون كي، والذي يسمح للزبائن الذين يمتلكون قفلاً ذكياً وكاميراً مراقبة بتلقي الطرود داخل بيوتهم. والآن، تم تطبيق الفكرة على منزلك الصغير الذي يتنقل على عجلات.

ليس من الصعب أن نرى المزايا التي تتيحها خدمة التوصيل المباشر إلى صندوق السيارة لأمازون وزبائنها. حيث لا يمكن للصوص فتح صندوق السيارة بسهولة لسرقة الطرد، كما أن هذا النظام سيعمق العلاقة ما بين الزبون وأمازون. حيث يمكن لموظف مكتبي أن يطلب توصيل شيء ما مباشرة إلى سيارته في الموقف، وبذلك يتجنب مشقة الذهاب إلى غرفة البريد، كما يمكن لشخص يسافر بسيارته أن يتلقى طلبية كمية كبيرة من اللحم المقدد في سيارته المركونة أمام الفندق.

علاوة على هذا، فإن هذه الخدمة تؤكد الطابع الذي اكتسبته السيارة في هذا العصر، فلم تعد مجرد كتلة من المعدن والدواليب والبلاستيك، بل أصبحت جزءاً متصلاً من الحياة الرقمية للبشر. وهذا يعود إلى أن هذه الخدمة تعمل فقط مع السيارات الحديثة من جنرال موتورز، والتي تتمتع بميزة أونستار، أو سيارات فولفو المزودة بخدمة أون كول من الشركة. وتعتبر إمكانية الاتصال ضرورية، حتى تستطيع خدمة أمازون كي العثور على سيارتك، وفتحها عن بعد لوضع الرزمة داخلها.

بالنسبة لمصنّعي السيارات، فإن خدمة التوصيل إلى داحل السيارة “تسرع من الحاجة إلى وصل جميع هذه السيارات إلى الإنترنت”، وفقاً لجيمس ماكويفي، وهو محلل في شركة فورستر للأبحاث، ومراقب لشركة أمازون.

إضافة إلى هذا، فإنها تؤمن سبباً إضافياً للمصنّعين للاستمرار في التوجه الحالي نحو تزويد السيارات بالحساسات مثل الكاميرات، وذلك لتسجيل عمليات التوصيل هذه يوماً ما. حالياً، يمكن للزبائن الذين يطلبون توصيل الطرود إلى منازلهم مشاهدة مقطع فيديو للحدث الممل لاحقاً، ولكن هذه الميزة غير متاحة للتوصيل إلى السيارات. ولكن مع تزايد وجود الكاميرات في السيارات، وهي تقنية هامة للمركبات لأسباب أهم بكثير من توصيل الطرود، فقد تصبح هذه الميزة متاحة، علماً أن الناطق باسم أمازون رفض التعليق على هذا الموضوع.

يمكن لخدمات كهذه، إضافة إلى وضع أليكسا (المساعد الرقمي الصوتي من أمازون) في السيارات، أن تساعد الشركة العملاقة في سياتل على الاتصال مع مصنّعي السيارات، وهو أمر مفيد للطرفين. يقول ماكويفي: “قد يكون هذا متوافقاً مع الاستراتيجيات الحالية لشركات صناعة السيارات أيضاً. حيث يجعل من السيارات أمراً أساسياً ودائم الحضور في الحياة اليومية”. إن سيارة متصلة تدعم ميزة توصيل الطرود قد تكون مثيرة لاهتمام الزبائن أكثر من سيارة لا تحمل هذه الميزة.

علاوة على هذا، فإن هذا التعاون –سواء بتركيب أليكسا في سيارة أو في مجال خدمة التوصيل إلى صندوق السيارة كما فعلت جنرال موتورز وفولفو- يسمح لشركة أمازون بالعمل في مجالها بشكل جيد. يقول ماكويفي: “لن تتمكن شركات السيارات على الإطلاق من تطوير البرمجيات بنفس وتيرة شركات مثل أمازون”.

على سبيل المثال، تتيح فورد إمكانية الوصول إلى أليكسا، وذلك عبر اتصال الهاتف الذكي بالشبكة الخليوية (يجب أن يكون متصلاً أيضاً بالسيارة بطبيعة الحال). وتقول الشركة أن جميع سياراتها الجديدة في الولايات المتحدة والصين ستكون مزودة بإمكانية الاتصال بالشبكة الخليوية بحلول العام 2019، وهو نظام يسمح للمستخدم بتشغيل السيارة عن بعد عبر أمر صوتي لأليكسا في المنزل.

يقول دوج فانداجينز، المدير العالمي لمنصات ومنتجات السيارات المتصلة في شركة فورد، مشيراً إلى السيارات المتصلة وتزايد الحساسات مثل الكاميرات وخدمة أمازون الجديدة: “لقد بدأت البيئة بالتغير، ونرى إمكانيات كامنة كبيرة للغاية”.

وبالنسبة لأمازون، يقول فانداجينز أن فورد تتواصل أسبوعياً مع الشركة، ولكنه رفض أن يصرح ما إذا كانت فورد ستدعم أيضاً خدمة التوصيل إلى صندوق السيارة: “من المرجح أن العلاقة مع أمازون من أكثر العلاقات إنتاجية بالنسبة لنا. ونحن بالطبع نخطط لإطلاق الكثير من المنتجات في المستقبل، ولكننا لن نكشف عنها حالياً، ويكفي القول إننا نتواصل معهم بانتظام لتطوير تقنيات جديدة”.

يقول ممثل لشركة تويوتا أنهم مهتمون أيضاً بخدمة التوصيل إلى صندوق السيارة: “نعتقد أنها خدمة سيرغب بها زبائننا، بناء على معلوماتنا حولهم”.