مايكروسوفت تتوجه إلى فناني العالم الرقمي بتحديثات جوهرية لقلمها الإلكتروني “سيرفيس بن”

التحديث الجديد الصادر للقلم الإلكتروني "سيرفس بن" يجعله أسرع وأكثر حساسية عند الضغط على الشاشة مقارنة بالإصدار السابق.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

قبل بضعة أيام، أعلنت مايكروسوفت عن ترقية برمجية لجهازها الحاسوبي ذي الشاشة العاملة باللمس “سيرفس برو” (حيث يرفض مسؤولو المقر الرئيسي لمايكروسوفت في ريدموند تسميته بـ “حاسوب لوحي”). ربما فاتك الأمر لأن حجم التغييرات ليس بذلك القدر الكبير. يمتلك سيرفس برو حالياً أحدث إصدارات الجيل السابع من معالجات إنتل، عمر بطارية مديد يصل حتى 13.5 ساعة، ولوحة مفاتيح جديدة فاخرة مغلفة بالألكانتارا، وهي مادة شبيهة قليلاً بالجلد المدبوغ، ولكنها مصنوعة من البوليستر والبولي يوريثان لتكتسب اللوحة متانة عالية. لكن الذي تغير بشكل كبير، هو القلم الإلكتروني مايكروسوفت سيرفس بن، وقد يمثل خطوة كبيرة نحو الأمام تخطوها مايكروسوفت بفضل جهودها الحالية لاستمالة الطبقة الإبداعية من الأشخاص.

لم يعد سيرفس بن مرافقاً لسيرفس برو، ولكنه حصل على تطويرات في الأداء طالت تقريباً كل عمود تضمه ورقة المواصفات الخاص به.

إحدى أبرز الترقيات التي تحققت هي تخفيض التأخير إلى 21 ميللي ثانية، والذي أدى إلى مضاعفة السرعة مقارنة بالنموذج السابق. وفقاً للرسام المحترف “كلينت بيكر”، تمثل الاستجابة معياراً أساسياً بالنسبة لقدرة أي أداة إلكترونية على التقاط الاختلافات الصغيرة التي تميز بين أسلوب فنان وآخر. يقول كلينت في بريد إلكتروني لأحد محرري موقع بوبيولار ساينس: “أريد من الرسم الرقمي أن يبدو وكأنه رسم على ورقة أو قماش كتاني”.

صنع الرسام كلينت بيكر هذا العمل باستخدام جهاز الرسم الرقمي “واكوم سنتيك 22″، الأداة المعروفة للعديد من فناني الرسم الرقمي، وهو أبطأ وأقل حساسية من سيرفس بن المحدث.
كلينت بيكر

يقول بيكر إنه ينجز حوالي 70% من أعماله الفنية التوضيحية بصيغ رقمية مستخدماً قلماً إلكترونياً. في الوقت الحالي يستخدم بيكر واكوم سنتيك، الذي يعتبر أحد الأجهزة المعيارية المستخدمة في مهنة الرسم التوضيحي. تحافظ شاشات العرض سنتيك الكبيرة، ذات الميزات الاحترافية على معدل استجابة منخفض عند 12 ميللي ثانية تقريباً، ولكن مايكروسوفت سيرفس بن في الواقع أسرع من شاشات العرض واكوم سنتيك التي تتمتع بدرجة أكبر من سهولة الحمل، والأقرب من حيث الحجم والسعر ومعدل استجابتها يقارب 25 ميللي ثانية. من جهتها وكما هو متوقع، لا تكشف آبل عن التأخير في استجابة قلمها الإلكتروني “بينسل”.

تمثل درجة الحساسية لقوة الضغط مجالاً آخر حقق فيه سيرفس بن قفزة ملحوظة في الأداء. فهو الآن قادر على تمييز 4,096 مستوى مختلفاً من قوة الضغط، بعد أن كان عددها 1,024 في النموذج السابق. يقول بيكر إن هذه ميزة هامة أخرى، ويضيف: “تبرز الكثير من ملامح شخصية الفنان في نوعية الخط الذي يرسمه، والذي يتعلق كثيراً بقوة الضغط على القلم”. حتى أن أكثر شاشات واكوم سنتيك للرسم تطوراً، لا تمتلك أكثر من 2,048 مستوى من الحساسية للضغط.

بإمكان سيرفس بن الآن أن يميز الزاوية التي يشكلها القلم مع سطح الشاشة للتحكم بشكل الخط وتدرّجه اللوني. تعد هذه الميزة شائعة في أقلام آبل بينسل الإلكترونية. تزعم مايكروسوفت أيضاً أنها قامت بتخفيض أثر سلوك اختلاف المنظر (تشوه المنظر باختلاف المكان) والذي يعني أن الخط الذي ترسمه سيظهر أقرب إلى رأس القلم أثناء تحريكك له. يمكن لزجاج الشاشة في بعض الأحيان أن يجعلك تشعر كما لو أن هناك مسافة تفصلك عن الرسم، والذي يمكنه أن يتسبب لك بالتشتت أثناء العمل.

وقد أعلنت مايكروسوفت أيضاً عن إصدار بعض التحديثات لبرمجياتها التي تعتمد على القلم الإلكتروني، مثل تطبيق السبورة الجديد “وايت بورد”، الذي يمثل مساحة للرسم التعاوني، وتدوين الملاحظات. بإمكان “المقلمة” الافتراضية الآن أيضاً أن تساعد إعدادات فراشي الرسم والقلم لكي تتماشى مع خياراتك بمختلف التطبيقات.

لا شك أن هذا يعد خبراً رائعاً إذا صادف أنك رسام توضيحي، أو مختص في معالجة الصور، لكن مايكروسوفت لا تريد لترقياتها البرمجية أن تقتصر فوائدها النهائية على محترفي الفنون الإبداعية. سيلعب القلم الإلكتروني دوراً أكبر من خلال تشكيلة كاملة من أجهزة ويندوز 10 ذات الشاشات العاملة باللمس، والتي تتضمن التحكم الدقيق في تطبيقات مثل بوربوينت. على أقل تقدير، ستبدو الشخصيات الخطية الساخرة (المرسومة باستخدام الخطوط والمنحنيات والدوائر البسيطة)، والرسومات المكعبة ثلاثية الأبعاد طبيعية وأقرب إلى أعمال مرسومة باستخدام الحبر والورق أكثر من كونها معدة باستخدام عناصر تمثيل رقمي وقطعة من الزجاج.