شارك
الرئيسية
تُعد مجاهر الفلورسنت المستخدَمة لفحص العيّنات الملونة بالأصباغ الفلورية أو البروتينات أداة مهمة في مختلف المختبرات؛ لكن تكلفتها تصل إلى آلاف الدولارات ما يعني أن هذه الأجهزة تبقى محصورة ضمن البيئات الأكاديمية و البحثية التي تحظى بتمويل جيد. وقام فريق من جامعة وينونا في ولاية مينيسوتا مؤخراً باستعراض كيفية تجميع بديل مناسب تبلغ تكلفته بين 30 و50 دولاراً فقط؛ وذلك باستخدام الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي العادي.
مجهر الغلوسكوب: مجهر يمكن تصنيعه بتكلفة منخفضة جداً
نُشرت التفاصيل في ورقة بحثية لإثبات هذه النظرية في مجلة ساينتفيك ريبورتس (Scientific Reports)؛ حيث كشف الباحثون النقاب عن مجهر مضيء يسمى غلوسكوب (glowscope)، وهو إطار صغير من البلاستيك المقوى (بليكسي غلاس) والرقائق الخشبية (البوليوود) مرفق بمشبك يثبَّت على الهواتف والأجهزة اللوحية. تستخدم هذه الأداة مصباح ليد يدوياً بالإضافة إلى فلاتر الإضاءة المسرحية الموجودة في كاميرا الجهاز لصُنع ما يشبه ملحقات مجهر الفلورسنت. استُخدم ضوء الليد لإضاءة العينات في الاختبارات، ووضِع فلتر فوق عدسة الكاميرا لحجب أطوال معينة من الموجات الضوئية لتمكين رؤية ضوء الفلورسنت.
اقرأ أيضاً: روبوت تيرميناتور 2 أقرب إلى الحقيقة بفضل هذا الابتكار الجديد
واستخدم مؤلفو الدراسة مجهر الغلوسكوب في العروض التوضيحية للحصول على صورة أكبر بنحو 5 أضعاف لأجنّة أسماك الزرد الحية التي يبلغ طولها 2 – 3 ميليمترات فقط، ومكّنتهم تعبيرات بروتين الفلورسنت في الأجنّة من رؤية الحبل الشوكي والدماغ الخلفي وأنسجة القلب. كما تمكّن الباحثون من قياس معدل ضربات القلب لتلك العينات بالإضافة إلى ملاحظة حركة الحجرات القلبية الفردية بمجرد تحسين وضوح الفيديو من خلال البرامج المجانية الموجودة مسبقاً.
يعتقد الباحثون أن المجهر المضيء يمكن أن يصبح أحد الأصول المفيدة جداً للمدارس التي تفتقر إلى الموارد اللازمة لتأمين أدوات علمية متطورة نظراً لسهولة تجميعه وتكاليفه المنخفضة، ويقول الفريق إنه يمكن للمختبرات تجميع المجاهر المضيئة كرديف لمعدات مجهر الفلورسنت الموجودة حالياً، وبالتالي توفير المال أيضاً.
الفوائد العملية لهذا المجهر
يقول الفريق في الورقة البحثية: “تتمثل المكاسب الأهم لدراسات علوم الحياة في توفير الفرص للطلاب لتسجيل ملاحظاتهم، وتشكيل النماذج والتنبؤات، والحصول على البيانات وتفسيرها واستخدامها لمراجعة نماذجهم وفهمها؛ كما أن استخدام أجهزة مثل المجهر المضيء يمكن أن يدعم هذه الأهداف التي تسمح للطلاب بالتعرف إلى العلوم من خلال ممارسة هذه العلوم. وبهذه الطريقة، يستطيع الطلاب استيعاب المفاهيم بصورة عملية بدلاً من محاولة فهم معلومات نظرية مقدَّمة في شكل محاضرة “.
اقرأ أيضاً: تكنولوجيا جديدة لمنع الصواعق تعتمد على أشعة الليزر
لن تضطر إلى العودة إلى المدرسة الإعدادية أو زيارة مختبر مجهّز بأحدث المعدّات لمشاهدة طريقة عمل المجهر الضوئي؛ إذ قام الفريق بإتاحة التعليمات والمواد كلها للجميع ليتمكن القرّاء من تجميع مرشحات مجهر الفلورسنت من منازلهم؛ لكن من دون أسماك الزرد.