6 أمثلة لتداخلات غذائية دوائية يجب تجنبها

6 أمثلة لتداخلات غذائية دوائية يجب تجنبها
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Romix Image
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

هل تعلم أنه لا يمكنك تناول مكمل الحديد بعد وجبة غنية بمنتجات الألبان، أو أنه يمكن للسبانخ أو اللفت أن يكونا سبباً في تشكل خثرة دموية، وتعرضك لخطر الإصابة بالجلطة القلبية. هذا ما يُعرف بالتداخلات الغذائية والدوائية، وهي حالة يؤثر فيها الغذاء على نشاط الدواء، زيادة أو نقصاناً، أو بتكوين تأثير جديد مختلف كلياً، فإذا لم يتم تناول الدواء على النحو الموصى به بالنسبة للطعام، قد لا تحصل على التأثير المطلوب من الدواء، بل أسوأ من ذلك، يمكن أن يؤدي التداخل لآثار جانبية خطيرة على الصحة. لذا عليك أن تعيد التفكير في وجبتك القادمة في حال كنت تتعاطى أحد العقاقير التالية:

  • منتجات الألبان وامتصاص مكملات الحديد

يحتاج جسم الإنسان إلى الحديد لأنه يدخل بشكل رئيسي في تكوين خلايا الدم الحمراء، ويساعد في نقل الأوكسجين إلى خلايا الجسم. وبينما يمكن الحصول عليه من النظام الغذائي بكميات كافية، فإن مستوياته قد تنخفض لدى البعض بسبب النزف، كالنساء في فترة الحيض، أو بعض الحالات الخاصة، ما يعرض المصابين لخطر الإصابة بفقر الدم، لذا قد يوصي مقدم الرعاية الصحية بتناول مكملات الحديد، مثل كبريتات الحديدوز وغلوكونات الحديدوز. إلا أن تناول هذه المكملات مع بعض المواد يمكن أن يفقدها قيمتها، مثل منتجات الألبان.

أشارت الدراسة التي نُشرت في دورية “أبحاث في العلوم الطبية” (Research in Medical Sciences)، إلى أنه يمكن لمنتجات الألبان أن تعيق امتصاص الجسم للحديد، فكيف يتم  ذلك؟ يعمل معدن الكالسيوم وبروتين الكازئين في الحليب على منع مستقبلات الحديد في الأمعاء من امتصاصه. كما أشارت الدراسة إلى أن منتجات الألبان ليست المثبطات الوحيدة لامتصاص الحديد، إذ يمكن لمواد الفيتات في الحبوب والبقوليات، والفينولات في الفواكه والخضروات والقهوة والشاي أن تعيق امتصاص الجسم للحديد.

على الجانب الآخر، يمكن لبعض المواد أن تحفّز من امتصاص الحديد، وتعيق المثبطات، مثل فيتامين سي والسيترات والأحماض الأمينية.

اقرأ أيضاً: هل من المفيد حقاً تناول المكملات الغذائية؟

  • المضادات الحيوية والألبان

يبدو أن الحديد ليس الوحيد الذي يتأثر امتصاصه بمنتجات الألبان، كذلك الأمر بالنسبة لبعض المضادات الحيوية من فئة التتراسكلين، مثل أوكسي تتراسكلينو وكلورتيتراسيكلينو، أو الفلوروكينولون مثل سيبروفلوكساسين، والتي تُستخدم عادة لعلاج التهاب القصبات المزمن، والتهاب المجاري البولية، وحب الشباب، بالإضافة لالتهابات أخرى.

يمكن أن يؤدي تناول منتجات الألبان كالحليب والجبن قبل تناول المضاد الحيوي، إلى تشكل معقدات بين الدواء والكالسيوم، ما يجعله أقل فعالية وضعيف الامتصاص، لذا يجب تناول الحليب بعد أو قبل المضادات الحيوية بفاصل زمني لا يقل عن 3 ساعات، لمنع حدوث التداخلات الغذائية الدوائية بينهما.

اقرأ أيضاً: 5 مفاهيم شائعة ولكنها خاطئة حول المضادات الحيوية

  • الوارفارين والأغذية الغنية بفيتامين ك

إن كنت ممن يعانون من أمراض القلب، فغالباً سيصف لك الطبيب عقار الوارفارين المميع للدم والمضاد لتشكل الخثرة، إلا أن على طبيبك المختص أن يحدد لك النظام الغذائي الأنسب والذي لا يتداخل مع دواء الوارفارين. على سبيل المثال، تحتوي بعض الأطعمة على فيتامين ك، الذي يعدّ عاملاً مساعداً على التخثر، ووقف النزف، وبتناولها مع الوارفارين قد يحدث تضارب بينهما. الحل لا يكمن بتجنب فيتامين ك، بل بالتنسيق بين الكميات المتناولة من كليهما. ومن أهم الأطعمة الغنية بفيتامين ك:

  • الكرنب.
  • السبانخ.
  • الخردل الأخضر.
  • اللفت.
  • السلق.
  • البروكلي.
  • الهليون.
  • البابونج أو الشاي الأخضر.
  • الأعشاب البحرية.
  • عصير التوت البري.
  • عصير الجريب فروت.
  • قصور الغدة الدرقية وجميع الأغذية

قصور الغدة الدرقية هو خلل في إفراز الغدة الدرقية للهرمونات المسؤولة عن إفرازها، والتي تتحكم في النمو وإصلاح الخلايا والتمثيل الغذائي. غالباً ما يوصف دواء ليفوثيروكسين لعلاج القصور، والذي سيبقى ملازماً للمريض مدى الحياة، لذا من الأفضل تنظيم طريقة تناوله. وفقاً للطبيب راجنيش جايسوال، في مركز مستشفى متروبوليتان في مدينة نيويورك الأميركية، فإنه لا يجب تناول أي شيء مع الدواء باستثناء الماء، أي يُفضل تناوله في الصباح بعد الاستيقاظ وقبل 30 دقيقة من أي وجبة غذائية، أو حتى قبل بمدة ساعة من فنجان القهوة، لأن جميع المواد تقلل من امتصاص الليفوثيروكسين وتثبطه، بما في ذلك:

  • منتجات فول الصويا أو الدقيق.
  • بذور القطن.
  • ثمار الجريب فروت أو عصيرها.
  • الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل الحليب أو الزبادي أو الجبن
  • الأطعمة الغنية بالألياف، مثل البروكلي والملفوف واللفت.

اقرأ أيضاً: أفضل الأنظمة الغذائية لمن يعانون من قصور الغدة الدرقية

  • مضاد الذهان ووجبة غذائية صغيرة

ليست جميع التداخلات الغذائية ذات تأثير سيئ على امتصاص الدواء، فقد أشارت الدراسة المنشورة في دورية “الطب النفسي السريري” (The Journal of Clinical Psychiatry)، إلى أن تناول وجبة غذائية صغيرة تحتوي على ما لا يقل عن 500 سعرة حرارية، يزيد من امتصاص عقار زيبراسيدون المضاد للهذيان والمستخدم لعلاج الاضطراب ثنائي القطب والفصام، ويحسّن من كفاءة عمله.

  • عصير الجريب فروت قد يسبب التسمم الدوائي

 توصف بعض أدوية حاصرات قنوات الكالسيوم لعلاج ارتفاع ضغط الدم، والوقاية من الذبحة الصدرية، مثل فيلوديبين (Felodipine)، وبلينديل (Plendil)، ونيفيديبين (Nifedipine)، حيث يتم استقلابها في الأمعاء بواسطة إنزيم يُعرف بـ(CYP3A4). ولكن، يمكن لكوب من عصير الجريب فروت (170 مل)، أو ثمرة منه، أن تثبط عمل الإنزيم بنسبة 50%، لاحتواء الجريب فروت على مركب يرتبط بالإنزيم ويعيق عمله لأكثر من 24 ساعة، ما قد يؤدي لارتفاع مستويات الدواء في الدم إلى نسب خطيرة.

اقرأ أيضاً: كيف يمكن علاج ارتفاع ضغط الدم سواء كان حقيقيّاً أو وهميّاً؟

نصائح لتجنب التداخلات الغذائية الدوائية

يجب على مقدم الرعاية الصحية أن يشرح تعليمات تناول الدواء الذي يصفه لك، وفي حال كان دواءً غير موصوف، أو راودتك بعض الشكوك حوله، فيمكن اتباع النصائح التالية:

  • سؤال الصيدلاني عما إذا كانت هناك أطعمة أو مشروبات يُحذَّر من تناولها مع الدواء أو قبله أو بعده.
  • قراءة الملصق والإرشادات والتحذيرات في النشرة المرافقة للدواء.
  • تناول الدواء مع كوب كامل من الماء، ما لم يوصِ الطبيب أو الصيدلاني بخلاف ذلك.
  • تجنب تناول الدواء مع الماء الساخن، لأن الحرارة قد تؤثر على فعاليته.
  • عدم فتح كبسولات الدواء، أو خلط الحبوب مع الطعام، لما قد ينتج من تغير في طريقة عمل الدواء.
  • إخبار الصيدلاني أو مقدم الرعاية عن أي أدوية أو مكملات أو أعشاب تتناولها.