هل يفيد خل التفاح والبصل في التخفيف من أعراض ضخامة البروستات؟

هل يفيد خل التفاح والبصل في التخفيف من أعراض ضخامة البروستات؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ olepeshkina
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ضخامة البروستات من المشكلات الصحية النموذجية التي تصيب 50% من الذكور ممن تجاوزوا الخمسين من عمرهم، و90% ممن تجاوزوا الثمانين عاماً، لهذا السبب يبحث العديد عن طرق طبيعية للتحكم في الأعراض جنباً إلى جنب مع العلاج الطبي التقليدي.

ولكثرة التكهنات حول دور بعض الأغذية في تقليص البروستات والتحكم في أعراض أمراض المسالك البولية، سلّطنا الضوء على ما يقوله العلم حول الطريقة التي تقلص فيها بعض الأطعمة الطبيعية من ضخامة البروستات.

هل يمكن للنظام الغذائي أن يساعد في علاج ضخامة البروستات الحميدة؟

يفضّل البعض اللجوء إلى العلاج الدوائي واستخدام الأدوية الحاصرة لمستقبلات ألفا التي تُرخي الألياف العضلية للبروستات وعنق المثانة، أو التدابير الجراحية كإغلاق شريان البروستات واستئصال البروستات عبر الإحليل لتخفيف أعراض ضخامته بشكل فوري، في الوقت الذي يرغب البعض الآخر بإعطاء العلاجات الطبيعية فرصة في القيام بدورها، وذلك لأن العلاجات الدوائية والجراحية لها آثار جانبية محتملة.

تساعد عادات الطعام الصحية المقترنة بممارسة الرياضة بشكل منتظم في تدبير ضخامة البروستات، كما أنها مفيدة في تحسين الحالة العامة للبدن وتقليل مخاطر الإصابة بضعف الانتصاب وأمراض القلب والسكري، التي بدورها تزيد من خطر حدوث ضخامة البروستات.

اقرأ أيضاً: تناول كميات كبيرة من القهوة يقلل مخاطر الإصابة بسرطان البروستات

تعتبر الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية والدهون الصحية ومضادات الأكسدة الأفضل في تقليل وكبح الالتهابات في الجسم، الأمر الذي يعتبر مهماً نظراً لأن ازدياد مستوى العوامل الالتهابية مسؤول بشكل جزئي عن حدوث ضخامة البروستات.

دور خل التفاح في علاج ضخامة البروستات الحميدة

في بيت كل منّا صيدلية علاجات طبيعية، ففي الوقت الذي أثبتت فيه العديد من الأغذية دورها العلاجي للعديد من الحالات الصحية، هناك الكثير من الفوائد التي لم نعرفها بعد حول الأغذية الأخرى.

البيانات حول تأثير الخضار والفاكهة على ضخامة البروستات ما زالت شحيحة، وعلى رأس الأغذية الطبيعية ذات الفوائد العلاجية “خل التفاح” الذي يعتبر علاجاً طبيعياً شائع الاستخدام لغايات صحية وجمالية متعددة، فهو يُحسّن من وظائف الجلد والشعر، ويساعد في تحسين عملية الهضم وإنقاص الوزن، وفوق كل هذا يساعد في تقليل خطر حدوث ضخامة البروستات عند الذكور.

اقرأ أيضاً: تعرّف إلى فوائد الزنجبيل ودوره في علاج سرطان البروستاتا وغيره

ضخامة البروستات الحميدة، والخبيثة منها حتّى، ناجمة عن الحموضة العالية ونقص الأوكسجين في الدم. وبما أن خل التفاح يُعدّل من البيئة الحمضية التي تساعد في نمو الخلايا بشكل غير طبيعي، فهو يساعد في درء حدوث ضخامة الخلايا البروستاتية لأنه يقلل من حموضة الدم ويجعل الوسط مائلاً للقلوية. وعلى الرغم من أن الأبحاث حول هذه الفوائد غير كافية، فإن النتائج الأولية الإيجابية مهّدت الطريق لزيادة الاهتمام بدراسة الدور العلاجي لخل التفاح.

من جهة أخرى، يزيد خل التفاح من مستوى أحماض مستقلبات هيدروكسي سينامات التي تثبط إشارات تكاثر الخلايا، الأمر الذي يعزز دور خل التفاح في كبح تكاثر وتضخم خلايا البروستات.

الحمية الغنية بالبصل والثوم تقي من ضخامة البروستات الحميدة

سلّطت دراسة نُشرت في دورية نيتشر (Nature) دور خضروات الأليوم، والتي تتضمن البصل والثوم، في تقليل ضخامة البروستات الحميدة، وترأست الدراسة “كارلوتا جالوني” الحاصلة على شهادة دكتوراة في العلوم والفلسفة من جامعة ميلانو الإيطالية.

حيث شارك 1369 مصاباً يبلغون من العمر 66 عاماً ممن شُخصت إصابتهم بضخامة البروستات الحميدة خلال العام الماضي، وأكمل جميع المشاركين استبياناً مفصلاً تضمن السؤال عن التاريخ العائلي للإصابة بضخامة البروستات وعن النظام الغذائي، ومن ضمنها استهلاك البصل والثوم.

ونصّت النتائج على أن الذكور الذين يعانون درجات متقدمة أكثر من تضخم البروستات عادة ما يتناولون كميات أقل من الثوم والبصل أسبوعياً مقارنة بأولئك الذين يعانون درجات خفيفة، ما يؤكد الدور الوقائي الذي يؤديه البصل والثوم والذي يُنقص خطر تطوير ضخامات في البروستات.

اقرأ أيضاً: هل يسهم خل التفاح في علاج البثور وأمراض القلب وتبييض الأسنان حقاً؟

ختاماً، ما زالت البيانات والأبحاث حول تأثير خل التفاح والبصل والثوم في تدبير ضخامة البروستات غير كافية لتعميم النتائج، كما يجب أن نضع بعين الاعتبار أنه لا يوجد علاج طبيعي سحري يُلغي ضخامة البروستات بشكل كامل، ويكمن العلاج الأمثل في الحفاظ على نمط حياة صحي يجمع بين استهلاك الأغذية الحاوية على مضادات الأكسدة وأحماض أوميغا الدهنية واستهلاك الأدوية بحرص وإدارة تحت إشراف مقدم الرعاية الصحية.