إدارة الغذاء والدواء توافق على علاج جديد لتساقط الشعر لدى مرضى الثعلبة

علاج جديد موافق عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء لتساقط الشعر لدى مرضى الثعلبة
ديبوزيت فوتوز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

وافقت إدارة الغذاء والدواء يوم الاثنين 13 يونيو/حزيران 2022 على أول علاج شامل للبالغين المصابين بحالات شديدة من داء الثعلبة البقعية. قد يساعد الدواء، وهو مثبط إنزيم “جانوس كيناز” الذي يكبح الاستجابات المناعية غير الطبيعية، أكثر من 300 ألف شخص ممن يعانون حالياً من اضطراب الجلد هذا ويمكن أيضاً أن يقي ما يقرب من 6.8 مليون أميركي ممن يُتوقع إصابتهم بالثعلبة في المستقبل.

ما هو داء الثعلبة

داء الثعلبة البقعية هو اضطراب في المناعة الذاتية يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي بصيلات الشعر على أنها مواد غازية خطيرة. قد يبدأ تساقط الشعر الناتج عن هذا الاضطراب على شكل بقع صلعاء دائرية صغيرة حول الرأس يمكن أن تتوسع إلى بقع متداخلة أكبر.

يمكن أن تؤدي النوبات المفاجئة غير المتوقعة من الإجهاد الشديد إلى تفاقم تساقط الشعر. وقد تؤثر هذه الحالة على الصورة الذاتية للشخص ويمكن أن تجعله هدفاً للمضايقة كما حدث عندما قام الكوميدي “كريس روك” بالتنمّر على الممثلة “جيدا بينكيت سميث” بسبب إصابتها بالثعلبة في حفل توزيع جوائز الأوسكار في مارس/آذار 2022.

اقرأ أيضاً: لماذا يتساقط الشعر؟ وما هو العلاج الأنسب لهذه الحالة لكل من الرجال والنساء؟

علاجات الثعلبة

يعتبر داء الثعلبة صعب العلاج وأحياناً ما يكون علاجه مستحيلاً. يتضمن أحد العلاجات حقن الكورتيكوستيرويد كل 4-6 أسابيع، ما يثبط جهاز المناعة لمنعه من مهاجمة بصيلات الشعر. مع ذلك، هذا العلاج مخصص للحالات الخفيفة (والتي لا تتجاوز فيها نسبة تساقط الشعر في فروة الرأس أو مناطق أخرى من الجسم 50%) ولا يمنع تساقط الشعر الجديد.

أما بالنسبة للحالات الأكثر شدة، قد يصف الأطباء تناول الكورتيكوستيرويدات عن طريق الفم أو استخدام العلاجات المناعية الموضعية. مع ذلك، يعتبر خطر الآثار الجانبية طويلة المدى لهذه الأدوية كبيراً، كما أنه لم تتم الموافقة عليها من قبل إدارة الغذاء والدواء.

ينتمي الدواء الذي تمت الموافقة عليه حديثاً، والذي يحمل اسم “باريسيتينيب” (أو “baricitinib”، واسمه التجاري “أولوميانت”، Olumiant) إلى مجموعة من الأدوية تحمل اسم “مثبطات إنزيم جانوس كيناز”. نما مجدداً شعر 32% من المرضى المصابين بحالة شديدة من داء الثعلبة والذين تناولوا 4 ميلليغرام من أقراص دواء أولوميانت بنسبة 80% بعد 9 أشهر من العلاج في تجربتين سريريتين من المرحلة الثالثة. وبعد سنة من العلاج، نما شعر نصف المرضى تقريباً مجدداً. تختلف مثبطات إنزيم جانوس كيناز عن علاجات داء الثعلبة السابقة لأنها تستهدف الالتهاب في جميع أنحاء الجسم بدلاً من فروة الرأس فقط. كما أن دواء أولوميانت لا يمنح كحقنات بل كأقراص يتم تناولها فموياً.

قالت “سوزان فريدلر”، أخصائية الأمراض الجلدية في مركز “طب الجلد المتقدّم” المهني لموقع “هيلث لاين“، في إشارة إلى الأشكال الأعم من الاضطراب الجلدي والمعروفة باسم “الثعلبة الكلية” و”الثعلبة الشاملة”: “ليس عملياً الحقن في مناطق واسعة خالية من الشعر أو في عدة أماكن في الجسم”، وأضافت: “سيستفيد المرضى كثيراً من الأدوية الفموية. كما يعتبر ذلك مناسباً أكثر للأشخاص الذي يعانون من رهاب الإبر”.

اقرأ أيضاً: لماذا يتساقط شعر النساء في الخريف؟ وكيف يمكن علاجه؟

يمتلك هذا النمط من العلاج فائدة أخرى أيضاً تتمثّل في أنه يساعد في إعادة إنماء الشعر في مناطق مختلفة عن فروة الرأس. يتسبب داء الثعلبة أيضاً بتساقط الشعر في الأنف والأذنين، ما يؤثر على حاسة السمع والحساسية لدى المريض. كما يمكن أن يؤدي تساقط الرموش إلى تهيج العين بسبب دخول الغبار إليها.

قالت “ماريان ماكريديس سينا” مديرة مركز التميز في دراسة تساقط الشعر في إحدى الشركات التي تستخدم مثبطات إنزيم جانوس كيناز في ممارستها لصحيفة “نيويورك تايمز“: “إنه لأمر جميل أن نرى هذا التأثير المذهل للدواء الجديد”، وأضافت: “يأتي المرضى دون شعر يشعرون باليأس تماماً من الحياة. ثم يقولون لنا ’لقد استعدنا حياتنا وأنفسنا بسبب العلاج‘”.

وجدت التجارب السريرية التي أدت إلى موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية على دواء أولوميانت أنه آمن وفعال بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حالات شديدة من داء الثعلبة. ولكن مثل جميع الأدوية، يمتلك هذا الدواء الجديد بعض الآثار الجانبية مثل آلام البطن والتهابات الجهاز التنفسي العلوي وزيادة الوزن.