طريقة جديدة تكشف احتمالية الإصابة بأمراض القلب قبل 20 عاماً

أمراض القلب
حقوق الصورة: بوراك كوستاك/ بيكسلز.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة على مستوى العالم، إذ تُوفي ما يقدر بنحو 17.9 مليون شخص بسبب الأمراض القلبية الوعائية في عام 2019، وهو ما يمثل 32% من إجمالي الوفيات العالمية، وذلك حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية.

يمكن للكشف المبكر عن هذه الأمراض أن يساعد في خفض معدلات الإصابة والوفيات. وفي إنجاز علمي جديد، وجد باحثون من معهد كارولينسكا الطبي في السويد، أن هناك اثنين من البروتينات ينقلان الكوليسترول الحميد والضار في الدم، يمكن عن طريقهما تحديد مخاطر الإصابة المبكرة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وبالتالي يوفران إمكانية العلاج المبكر أيضاً.

ما هي أمراض القلب والأوعية الدموية؟

تشمل أمراض القلب والأوعية الدموية مجموعةً من الاضطرابات:

  • أمراض القلب التاجية: تُصاب بها الأوعية الدموية التي تغذي عضلة القلب.
  • أمراض الشرايين المحيطية: وفيها تُصاب الأوعية الدموية التي تغذي الذراعين والساقين.
  • أمراض القلب الروماتيزمية: يحدث فيها تلف عضلة القلب وصمامات القلب بسبب الإصابة بالحمى الروماتيزمية التي تسببها بكتيريا المكورات العقدية.
  • أمراض القلب الخلقية: هي عيوب خلقية تؤثر على التطور الطبيعي لعمل القلب بسبب تشوهات في بنية القلب منذ الولادة.
  • تجلط الأوردة العميقة والانسداد الرئوي: يحدث هنا جلطات دموية في أوردة الساق، والتي يمكن أن تنفصل وتنتقل إلى القلب والرئتين.
  • أمراض الأوعية الدموية الدماغية.

ينتج عن الإصابة بأحد هذه الأمراض النوبات القلبية والسكتات الدماغية واحتشاء العضلة القلبية، وتحدث بشكل رئيسي بعد انسداد يمنع الدم من التدفق إلى القلب أو الدماغ. السبب الأكثر شيوعاً لذلك هو تراكم الرواسب الدهنية على الجدران الداخلية للأوعية الدموية التي تغذي القلب أو الدماغ.

اقرأ أيضاً: لعلاج أمراض القلب: أوعية دموية إلكترونية مرنة وقابلة للتحلل

تشخيص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية

يوجد عدة طرق يلجأ إليها الأطباء لتشخيص أمراض القلب، وذلك بالاعتماد على الحالة التي يعتقد الطبيب أن المريض مصاباً بها. تتراوح هذه الطرق بين التصوير والتحاليل المخبرية وغيرها.

مخطط كهربية القلب (ECG أو EKG)

التخطيط الكهربائي للقلب هو اختبار سريع وغير مؤلم، يسجل الإشارات الكهربائية للقلب. يمكن للطبيب أن يكتشف منه نبضات القلب الطبيعية وغير الطبيعية وتفسير كل منها.

جهاز مراقبة هولتر 

هو عبارة عن جهاز لتخطيط القلب، لكنه محمول، يسجل ضربات القلب باستمرار، لمدة 24 إلى 72 ساعة. يستخدم لتشخيص مشاكل القلب التي لم يتمكن الطبيب من اكتشافها في مخطط كهربية القلب.

مخطط صدى القلب

يستخدم هذا الفحص الموجات الصوتية لإنتاج صور مفصلة لبنية القلب، من أجل توضيح حالة نبض القلب، وضخ الدم.

اختبار الجهد 

يتضمن هذا النوع من الاختبارات رفع معدل ضربات القلب بالتمرين أو الدواء أثناء إجراء اختبارات القلب والتصوير للتحقق من استجابته.

قثطرة القلب

تشمل قثطرة القلب إدخال أنبوب في الوريد أو الشريان في الفخذ أو الذراع. يتم بعد ذلك إدخال أنبوب مجوف ومرن وطويل (قثطرة توجيهية) في الأنبوب الأول. وبالاستعانة بصور الأشعة السينية المعروضة على الشاشة، يمرر الطبيب القثطرة بعناية عبر الشريان حتى تصل إلى القلب. أثناء هذه العملية، يمكن للطبيب قياس الضغط في حجرات القلب، كما يمكنه حقن صبغة، يستطيع الطبيب تتبعها لرؤية تدفق الدم عبر القلب والأوعية الدموية والصمامات للتحقق من وجود مشاكل.

التصوير المقطعي المحوسب أو بالرنين بالمغناطيسي

قد يطلب الطبيب صوراً مفصلة للقلب بالتصوير المقطعي المحوسب أو بالرنين المغناطيسي لمعرفة المزيد عن حالة قلب المريض.

التحاليل المخبرية

بإجراء العديد من التحاليل المخبرية، يمكن للطبيب معرفة حالة قلب المريض. من أهم هذه التحاليل: 

  • الكولسترول الكلي منخفض الكثافة (الضار).
  • الكوليسترول عالي الكثافة (الحميد).
  • الدهون الثلاثية.
  • البروتين الدهني Lp (a)، هو بروتين يحتوي على الدهون، تُحدد الجينات مستواه في الدم.
  • بروتين سي التفاعلي (CRP)، وهو بروتين ينتجه الكبد عند دفاع الجسم ضد أي عدوى، لكن يلعب الالتهاب دوراً رئيسياً في عملية تصلب الشرايين.
  • الهوموسيستين، وهو حمض أميني يحتاجه الجسم لبناء البروتين، لكن ازدياد نسبته في الجسم تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

اقرأ أيضاً: نوبة وسكتة دماغية: إليك طرق خفض الكوليسترول والدهون الثلاثية

تحاليل أخرى

عادةً، يطلب الأطباء إجراء تحاليل روتينية بالإضافة إلى التحاليل السابقة، منها: 

  • تعداد الدم الكامل (CBC) لمعرفة عدد الكريات الحمراء وخلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية.
  • شوارد الصوديوم والبوتاسيوم.
  • اليوريا والنيتروجين والكرياتينين لفحص وظائف الكلى.
  • الغلوكوز لتشخيص مرض السكري أو مقدمات السكري.
  • تحاليل خمائر الكبد وخمائر القلب ( ALT و AST) للكشف عن التهاب الكبد.
  • اختبار TSH للتحقق من وظيفة الغدة الدرقية.

اقرأ أيضاً: لعلاج أمراض القلب: جسيمات نانوية تعطل جينات نخاع العظم

اختبار جديد يُضاف لطرق التشخيص المبكر لأمراض القلب والأوعية الدموية

جميع الاختبارات سابقة الذكر، والتي يتم إجراؤها عادةً لتشخيص أمراض القلب، لا تكتشف خطر الإصابة مبكراً. وجد الباحثون الآن في معهد كارولينسكا أنه يمكن تحديد الإصابة المبكرة بأمراض القلب والأوعية الدموية بإجراء اختبار يقيس نسبة بروتينين في الدم ينقلان كلاً من الكوليسترول الضار والحميد.

البروتينان هما: البروتين الدهني apoB الذي ينقل الكوليسترول الضار، ويدل على خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وزيادة الوزن، وعلى ارتفاع نسبة الدهون في الدم. والثاني هو البروتين الدهني apoA-1 الذي ينقل الكوليسترول الحميد المضاد للالتهاب.

إن حساب النسبة بينهما، apoB / apoA-1، يعطي صورة عن التوازن بين جزيئات الدهون الضارة التي تسرع من تصلب الشرايين وجزيئات الدهون الحميدة التي توقف العملية.

في هذه الدراسة المنشورة في دورية «بلس» العلمية، درس الباحثون الصلة بين هذه النسبة وأمراض القلب والأوعية الدموية. شملت الدراسة 137 ألف رجل وامرأة، تتراوح أعمارهم بين 25 و 84 عاماً، واستمرت متابعتهم لمدة 30 عاماً. عانى 22 ألفاً ممن شملتهم الدراسة من واحد من أمراض القلب والأوعية الدموية.

أشارت نتائج الدراسة أن الأشخاص الذين كانت النسبة apoB / apoA-1 مرتفعة لديهم معرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الوخيمة بنسبة 70%، كما أنهم معرضون لخطر الإصابة باحتشاء عضلة القلب غير المميت أكثر بثلاثة أضعاف  بالمقارنة مع الأشخاص الذين تكون تلك النسبة منخفضة لديهم. تنطبق هذه النتائج على الرجال والنساء.

يمكن من خلال إجراء هذا التحليل الكشف عن المستويات المرتفعة، والتنبؤ باحتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية قبل 20 عاماً من ظهورها. أضف إلى ذلك أن إجراء هذا التحليل بسيط وغير مكلف، ولا يتطلب ساعات من الصيام قبل إجرائه كما هو الحال مع اختبارات الكوليسترول الضار والحميد التقليدية. وبذلك تكون نسبة apoB / apoA-1 هي علامة أفضل لتحديد الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل.

اقرأ أيضاً: علماء يتمكّنون من اكتشاف النوبات القلبية وسماعها قبل وقوعها

الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية

يمكن الوقاية من معظم أمراض القلب والأوعية الدموية من خلال تعديل بعض العادات اليومية السيئة واتباع بدائلها الصحية، مثل: 

اقرأ أيضا: علاج حبوب القيح في الوجه.