لماذا استغرق تطوير لقاح الملاريا 35 عاماً؟

لماذا استغرق تطوير لقاح الملاريا 35 عاماً؟
عامل في مجال الرعاية الصحية يحضّر لقاح الملاريا لمنحه لطفل في مستشفى يالا في مقاطعة يالا الفرعية، كينيا، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2021. برايان أونغورو/أيه/ غيتي إيميدجيز.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

عندما منحت منظمة الصحة العالمية الموافقة على لقاح الملاريا لأول مرة في أكتوبر/تشرين الثاني 2021، تم اعتبار هذا الإنجاز مفصلياً. وقال “تيدروس أدهانوم غيبريسوس”، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في تصريح في أكتوبر/تشرين الثاني من ذلك العام: “هذه لحظة تاريخية”.

يعِد مطورو اللقاح الذي أُطلق عليه اسم “آر تي إس، إس” بأنه سيقلل من معدل إصابات الملاريا الشديدة بنسبة 30% لدى الأطفال الذين سيتلقونه. وقدّر فريق من الباحثين في 2020 أن هذا اللقاح قد يقي من 3-10 ملايين حالة إصابة بالملاريا بالإضافة إلى أنه سينقذ حياة 14000-51000 طفل صغير السن كل عام اعتماداً على انتشاره.

المكون الأساسي للقاح الملاريا مُكتشف منذ 35 عاماً؟

لكن ما لا يتم ذكره عند الحديث عن هذا اللقاح الرائد هو أن المكون الأساسي فيه تم اكتشافه من 35 عاماً، وأن الباحثين كانوا يعرفون منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي أن هذه التركيبة فعالة نوعاً ما في الوقاية من الملاريا على الأرجح.

في الوقت الذي تم فيه تطوير لقاحات مرض كوفيد-19 وتصريح استخدامها خلال فترة لم تتجاوز العام الواحد، يطرح هذا التأخير في تطوير لقاح الملاريا تساؤلاً مهماً. لماذا استغرق ابتكار لقاح لأحد أكثر الأمراض فتكاً في العالم كل ذلك الوقت؟ تشمل الأسباب وفقاً للباحثين الذين انخرطوا في تطوير لقاح آر تي إس، إس وجود تحديات كبيرة في تطوير لقاح ضد طفيلي خطير مثل الذي يتسبب بمرض الملاريا بالإضافة إلى عدم اعتبار إجراء الأبحاث في هذا المجال أولوية والنقص الدائم في تمويلها، ما أعاق التجارب لوجستياً في كل خطوة.

اقرأ أيضاً: 200 مليون إصابة سنوية: تطوير مبيد حشري يقضي على بعوض الملاريا  

يقول “آشلي بيركيت”، مدير مبادرة لقاح الملاريا في “برنامج التكنولوجيا الملائمة في مجال الصحة”، وهي منظمة صحية عالمية غير ربحية، إن الجماعات البشرية التي تعاني من الملاريا “لا تشمل الأوروبيين أو الأستراليين، بل الأطفال الإفريقيين الفقراء”، ويضيف: “لسوء الحظ، أعتقد أنه علينا تقبل أن هذا أحد أسباب غياب الاستعجال في تطوير اللقاح من قبل المجتمع العلمي”.

كان الباحثون يحاولون تطوير لقاح للملاريا منذ أواخر ستينيات القرن الماضي. واكتشفوا عام 1980 نوعاً من البروتينات اسمه “سيركوم سبوروزو وايت” يوجد بوفرة على سطح الطفيلي الذي يتسبب بمرض الملاريا ووجدوا أن اللقاح الموجه ضد هذا البروتين قد يوفر المناعة. بعد أن قام باحثون تابعين للحكومة الأميركية بسلسلة المورثات الخاصة بهذا البروتين في عام 1984، طلب الجيش الأميركي منهم تطوير لقاح ضد الملاريا لحماية القوات الأميركية الموجودة خارج البلاد. قام المسؤولون الحكوميون بعد ذلك باستجلاب شركة “سميث، كلاين آند فرينش” للمساعدة في تطوير اللقاح، وهي الشركة السلف لشركة الأدوية العملاقة “غلاكسو سميث كلاين”.

حسب ما قاله الخبراء، كانت عملية تطوير اللقاح صعبة للغاية. يقول “لود شورمان”، مدير الشؤون العلمية في برنامج لقاحات الصحة العالمية في شركة غلاكسو سميث كلاين إن طفيلي الملاريا لديه دورة حياة معقدة للغاية تتضمن 3 مراحل متميزة على الأقل بمجرد دخوله أجساد البشر، وهو “يغير أغلفته أثناء تطوره خلال دورة حياته”. كان يتعين على أي لقاح تم تطويره ليقاوم الطفيلي في مرحلة معينة من تطوره إيقاف العدوى في هذه المرحلة بالتحديد، كما أنه لن يبقى فعالاً في حال تطور الطفيلي إلى المرحلة التالية. بالإضافة إلى ذلك، لم تكن الأدوات الأساسية التي يستعملها الباحثون اليوم لتسريع تطوير اللقاحات موجودة في ذلك الوقت.

أدت هذه العوامل إلى فشل أكثر من 10 لقاحات مبنية على مقاومة البروتين سيركوم سبوروزو وايت تمت تجربتها. إلا أن الاستثناء عن هذه القاعدة كان لقاح آر تي إس، إس. اكتشف فريق شركة غلاكسو سميث كلاين في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات تفاصيل فنية مختلفة، ووجدت تجربة أجريت في 1998 في غامبيا شملت 250 رجلاً أن اللقاح ساعد في الوقاية من 34% من الإصابات.

قال “بريان غرينوود”، خبير الأمراض المعدية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي الذي شارك في تجربة غامبيا: “كانت هذه حقاً بداية لقاح آر تي إس، إس”.

اقرأ أيضاً: تم تدريب هذين الكلبين حتى تمكنا من تمييز المصابين بالملاريا عن غيرهم

الاهتمام بلقاح الملاريا أغراضه بحثية وليست طبية

ومع ذلك يتذكر غرينوود أن الاهتمام باللقاح كان مدفوعاً بالاهتمام الفكري أكثر من الشعور بالإلحاح الطبي، على الأقل بالنسبة للجمهور الأوسع بخلاف أفراد القوات الأميركية الذين كانوا معرضين للخطر. يقول غرينوود: “لا أعتقد أنه كان هناك أي نوع من الدوافع الصحية. إذ أن تطوير اللقاح تم بأيادي أشخاص كانوا أكاديميين ومهتمين بعلم المناعة”، ويضيف: “لم يتم النظر للموضوع على أنه مشكلة صحية”.

كما قال الأشخاص المنخرطون في تطوير اللقاح لموقع “أندارك” إن هذا اللقاح الواعد الجديد على وشك أن يواجه مجموعة جديدة من المشكلات، وهي العوائق الكثيرة التي ترافق اختبار لقاح ليس له سوق تجاري.

في عام 1999، سافر “رايبلي بالو”، وهو أخصائي اللقاحات الذي كان يعمل حينها في معهد “والتر ريد” البحثي التابع للجيش الأميركي إلى أوروبا ليلتقي بمدراء تنفيذيين في شركة غلاكسو سميث كلاين. يقول بالو: “كنت لا أزال في الجيش في ذلك الوقت”، ويضيف: “حتى أننا كنا نرتدي الزي الرسمي في بلغاريا”. جلس بالو وزملاؤه من شركة غلاكسو سميث كلاين في غرفة اجتماعات وقدموا النتائج التي توصلوا إليها في تجربة غامبيا. يقول بالو: “كنا متفائلين بسبب نتائج تجربتنا، وكنا نقول لأنفسنا أن هناك شيئ ما عظيم يحصل هنا يجب علينا إكماله”. كانت الخطوة التالية هي إجراء تجارب على اللقاح على المجموعات البشرية التي ستستفيد أكثر، وهي الأطفال.

اقرأ أيضاً: بكتيريا معدلة وراثياً قد تقضي على مرض الملاريا

وافقت شركة غلاكسو سميث كلاين على إجراء هذه التجارب بشرط أن يحصل بالو وزملاؤه على تمويل إضافي من منظمة شريكة. كان احتمال فشل المشروع كبيراً، ولم تكن الشركة لتحصل على أرباح مالية كبيرة حتى لو نجح. كما أن الجيش الأميركي لم يعد مهتماً بلقاح آر تي إس، إس لأنه إدارته لم تكن مقتنعة بأن فعالية هذا اللقاح كافية لحماية القوات الأميركية.

بدلاً من ذلك، تبين في النهاية أن المنظمة الشريكة التي ستمول العمل هي مبادرة لقاح الملاريا التابعة لمنظمة برنامج التكنولوجيا الملائمة في مجال الصحة التي تم إنشاؤها قبل عام واحد من ذلك الوقت من خلال منحة من مؤسسة “بيل وميليندا غيتس”.

“نظراً لسياسات تطوير اللقاحات العالمية، كان من المهم التأكد من استبعاد أية مشكلات محتملة تتعلق بالسلامة”. وونغاني نيانغولو

مشكلات لوجستية

سرعان ما أدركت الجهات الممولة والمنفذة للمشروع عندما بدأت بإجراء التجارب في البلدان الإفريقية أن مهمة اختبار اللقاح لن تكون سهلة على الإطلاق. يفيد بالو بأنه كان هناك العديد من المشكلات اللوجستية. إذ يتذكّر قائلاً: “كان علينا أن نستخدم مبانٍ فارغة تماماً ونحوّلها إلى مختبرات”، ويضيف: “استغرق ذلك الوقت والمال”.

استهدفت هذه التجارب أيضاً الرضع الصغار والأطفال الصغار، لذا كان لابد من إجراء تجارب المرحلتين الأولى والثانية اللتين تهدفان للكشف عن سلامة اللقاح وفعاليته بالنسبة للبالغين أولاً ثم الأطفال الأكبر سناً وأخيراً الأطفال الصغار، وذلك للتقليل من الأعراض الجانبية التي تعاني منها كل فئة عمرية قدر الإمكان قبل الانتقال إلى الفئة التي تليها. يقول غرينوود: “استغرقت هذه التجارب 10 سنوات”.

اقرأ أيضاً: آخر تجارب موديرنا للقاح كوفيد-19 تحمل أخباراً سارة حول الأطفال

أدت النتائج الواعدة لتجارب المرحلة الثانية والتي شهد فيها الرضّع انخفاضاً بنسبة 65.9% في معدل العدوى مقارنة بمجموعة الضبط في الأشهر التي أعقبت تلقي الجرعة الثالثة إلى تجربة المرحلة الثالثة واسعة النطاق التي لم تبدأ حتى عام 2009. قال بالو إنه كان هناك منحنى تعلم حاد في تصميم التجربة، إذ أنه “لم يسبق لأحد أن أجرى تجارب بهذا الحجم على لقاح الملاريا”.

استمرت تجارب المرحلة الثالثة من عام 2009 إلى عام 2014 في 7 بلدان إفريقية في إفريقيا جنوب الصحراء. وشملت أكثر من 15 ألف طفل. وفقاً لشورمان، كانت نتائج هذه التجارب واعدة لدرجة أن شركة غلاكسو سميث كلاين بدأت في إعداد منشأة لتصنيع اللقاح.

ولكن وجدت مراجعة أجرتها منظمة الصحة العالمية في أكتوبر/تشرين الثاني 2015 لبيانات تجربة المرحلة الثالثة أن معدل التهاب السحايا كان أعلى في المجموعة التي تلقّت اللقاح مقارنة بمجموعة الضبط وأن معدل الوفاة كان أعلى بين الفتيات اللواتي تلقين اللقاح. على الرغم من أنه لم يكن من الواضح ما إذا كان ذلك مرتبطاً بتلقي اللقاح أم لا. طلبت منظمة الصحة العالمية إجراء تجربة أكبر لمعالجة هذه المشكلات واختبار اللقاح في ظروف أكثر واقعية وأوسع. وقال العديد من العلماء أن هذا الإعلان كان مفاجئاً. إذ يقول شورمان: “كان علينا التوقف عن العمل وتعليق نشاطاتنا الصناعية المتعلقة باللقاح بالكامل”. ويضيف قائلاً إنه تم تكليف فريق تطوير اللقاح بالمهمة البطيئة المتمثّلة في إعداد التجارب السريرية، والتي تشمل البحث عن التمويل واختيار البلدان التي سيتم تنفيذ التجارب فيها وتوظيف أشخاص لإجرائها.

لكن يتّفق معظم الباحثين اليوم أن طلب منظّمة الصحة العالمية بإجراء المزيد من الدراسات كان مبرراً. إذ يقول “ونغاني نيانغولو”، طبيب يدير موقعاً لإجراء دراسة المرحلة الرابعة في جنوب مالاوي: “نظراً لسياسات تطوير اللقاحات العالمية، كان من المهم التأكد من استبعاد أية مشكلات محتملة تتعلق بالسلامة”.

اقرأ أيضاً: كيف سيؤثر إيقاف جونسون أند جونسون لإنتاج لقاحات كوفيد-19 على توافر اللقاحات عالميّاً؟

استغرق إطلاق التجربة الجديدة 4 سنوات. وتلقّى في النهاية 900 ألف طفل في غانا ومالاوي وكينيا اللقاح. بعد مراجعة النتائج، أوصت منظمة الصحة العالمية في أكتوبر/تشرين الثاني 2021 باستخدام اللقاح على نطاق واسع في المناطق التي تعاني من معدلات انتقال متوسطة إلى مرتفعة لمرض الملاريا. أعلنت وكالة “التحالف العالمي للقاحات والتحصين” (غافي)، وهي الوكالة العالمية التي تموّل تصنيع وتوزيع اللقاحات في البلدان الفقيرة في ديسمبر/كانون الأول 2021 عن أنها ستستثمر مبلغ 155.7 مليون دولار في إطلاق لقاح آر تي إس، إس.

وأصبح هذا اللقاح جاهزاً للاستخدام واسع النطاق بعد 20 عاماً من النتائج الواعدة لأول تجربة.

بحلول الوقت الذي تمت فيه الموافقة على لقاح آر تي إس، إس، تم تطوير وترخيص لقاحات فيروس فتاك آخر، وهو الفيروس الذي يتسبب بمرض كوفيد-19، في جميع أنحاء العالم بعد أقل من عامين من ظهور الفيروس.

الفروقات الديموغرافية للمصابين أثرت على تطوير لقاحات الملاريا

تسببت هذه الفوارق الواضحة في إحباط العديد من الباحثين في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء. كتبت “داماريس ماتوك-موهيا”، عالمة في معهد البحوث الطبية الكيني في مقالة نُشرت في موقع التطوير العالمي “ساي ديف” في أغسطس/آب 2021: “لو تم تسخير نفس كمية الطاقة والموارد التي سُخّرت في تطوير لقاحات كوفيد-19 لتطوير لقاح الملاريا، لكان سيتم القضاء على المرض بشكل كامل”. (وذكرت أن عدد الوفيات الناتجة عن الملاريا في ذلك الحين كان يفوق عدد الوفيات الناتجة عن كوفيد-19).

لاحظ باحثون إفريقيون آخرون هذا التناقض. إذ أشار “ديوس إيشنغوما”، خبير مرض الملاريا في المعهد الوطني للبحوث الطبية في تنزانيا إلى أنه بالنظر إلى ظهور مرض كوفيد-19، سيكون “من السيئ حقاً إذا غض العالم ناظريه الآن عن أمراض مثل الملاريا”. وأضاف أن سرعة تطوير لقاحات كوفيد-19 تعني أنه “لن يكون لدينا أبداً أي مبرر أو عذر لعدم تطوير لقاح ضد الملاريا في السنوات العشر المقبلة”.

يحذّر خبراء آخرون من أن إجراء مقارنات بين لقاحات كوفيد-19 ولقاح الملاريا ليس عادلاً تماماً. إذ يقول بيركيت: “يعتبر تطوير لقاح ضد مرض مثل كوفيد-19 أكثر سهولة بكثير”، ويضيف قائلاً إن تصنيع لقاح للملاريا “أكثر صعوبة بعشرات المرات على الأرجح”. كما يقول بعض الخبراء إن فعالية لقاح آر تي إس، إس قد ساهمت في إبطاء العملية أيضاً. بالإضافة إلى أن هناك العديد من الأدوية المضادة للملاريا والأدوات الأخرى التي ساهمت في التخفيف من وطأة مرض الملاريا لفترة طويلة. أي أن تطوير لقاح لهذا المرض لم يكن أولوية بنفس الطريقة التي كان بها تطوير لقاحات مرض كوفيد-19.

مع ذلك، يقول الباحثون إن التباين بين الحالتين يعكس أنماطاً متكررة حول الأمراض الفتاكة التي تحظى بالاهتمام وتلك التي لا تحظى به. يقول بالو: “بشكل أساسي، هذه هي المشكلة التي نواجهها عندما نحاول تطوير لقاح لا يرغب أحد في دفع ثمنه”.

بالنظر إلى ظهور مرض كوفيد-19، سيكون “من السيئ حقاً إذا غض العالم ناظريه الآن عن أمراض مثل الملاريا”. ديوس إيشنغوما

وفقاً لبيركيت، رافقت الصعوبات المتعلقة بالتمويل كل خطوة من خطوات تطوير لقاح الملاريا. إذ يقول: “كان علينا إنجاز العمل بشكل تدريجي للغاية، من إنشاء البيانات إلى جمع الأموال إلى تصميم بروتوكولات التجارب”. يشعر العديد من الخبراء بالقلق من أن نقص التمويل سيعوق طرح لقاح آر تي إس، إس أيضاً. ويقول بالو إن هذا هو الخطر الأكبر الذي يواجهه البرنامج حالياً. وفقاً لمركز التفكير العالمي “بوليسي كيورز ريسيرتش”، انخفض تمويل البحث والتطوير في مجال لقاح الملاريا، وخصوصاً في التطوير السريري، بشكل تدريجي منذ عام 2017، كما انخفض في 2020 بمقدار 21 مليون دولار (وهو انخفاض بنسبة 15% عن تمويل عام 2019).

مع ذلك، مهّد تطوير لقاح آر تي إس، إس الطريق للجيل التالي من لقاحات الملاريا. إذ أنه من المرجّح أن يكون لقاح “آر 21” الذي طوّرته جامعة أوكسفورد والذي أظهر فعالية بنسبة 77% في تجارب المرحلة الثانية اللقاح التالي الذي سيتم استخدامه. يقول غرينوود: “سيستفيد مطورو هذا اللقاح بشكل كبير من نظام التوزيع الذي تم تأسيسه بالفعل ومن الجهات المنظمة كما جرت العادة”. مع ذلك، يقول بيركيت إن لقاح آر 21 قد لا يكون ثورياً لأنه يعتمد على نفس التركيبة الأساسية التي يعتمد عليها لقاح آر تي إس، إس، و”تشير جميع البيانات حتى الآن إلى أنه سيكون شبيهاً للغاية بسلفه”.

أعلنت شركة “بايو إن تيك” الألمانية للتكنولوجيا الحيوية التي شاركت في تطوير أول لقاح لمرض كوفيد-19 يعتمد على الحمض النووي الريبي المرسال في يوليو 2021 عن خطط لاستخدام نفس التكنولوجيا لتطوير لقاح ضد الملاريا، مع التخطيط لإجراء تجارب سريرية في عام 2022.

اقرأ أيضاً: لماذا عليك الحذر من سلالة أوميكرون حتى لو تلقّيت اللقاح؟

إذا ثبت أن الجولة التالية من اللقاحات آمنة وفعالة، فمن المفترض أن تستغرق أقل من 35 عاماً لتصل إلى الأسواق. يقول بيركيت: “أنا واثق جداً من قدرتنا على المضي قدماً بشكل أسرع في التجارب القادمة”.