«مونجارو» آخرها: ما حقيقة استخدام أدوية الداء السكري لإنقاص الوزن؟

«مونجارو» آخرها: ما حقيقة استخدام أدوية الداء السكري لإنقاص الوزن؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ joshimerbin
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

من الصعب قراءة العناوين الرئيسية أو مشاهدة التلفاز هذه الأيام دون أن يستوقفك مقال أو إعلان يشيد بعجائب وحيل إنقاص الوزن. وفي الآونة الأخيرة تصدرت “حقنة مونجارو” عناوين المجلات الطبية بعد أن أثبتت فعاليتها في إنقاص الوزن، وهي أحد الأدوية التي تستخدم في علاج داء السكري، فما صحة ذلك؟

ماذا تضمنت نتائج التجارب السريرية التي بحثت في فعالية حقن مونجارو لإنقاص الوزن؟

دواء مونجارو المعروف علمياً باسم تيرزباتيد (Tirzepatide)، هو حقنة أسبوعية تساعد على التحكم بنسبة سكر الدم. يتركب من مقلد مستقبلات الببتيد-1 (GLP-1) الشبيه بالغلوكاغون ومن بولي ببتيد الإنسولين المعتمد على الغلوكوز، وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على استخدامها لعلاج داء السكري النمط 2 في مايو/ أيار من عام 2022.

في الوقت الذي أثبت مونجارو فعاليته في ضبط السكري، وجد الأطباء أن المرضى الذين كانوا يعالجون به كانوا أكثر ميلاً لفقدان الوزن من غيرهم، ما دفع إلى البحث أعمق في هذه النتائج من خلال إجراء مجموعة من التجارب السريرية. وكانت التجربة السريرية التي ترأستها الطبيبة أنيا جاستريبوف (Ania Jastreboff) الحاصلة على شهادة دكتوراة في علوم البدانة الأكثر توضيحاً للدور الفاعل لحقن مونجارو في إنقاص الوزن.

اقرأ أيضاً: أدوية علاج نقص المناعة قد تمنع الإصابة بداء السكري

تضمنت الدراسة 2539 مشاركاً واستمرت لمدة 72 أسبوعاً، أظهر المشاركون ممن كانوا يتلقون حقنة مونجارو انخفاضاً ملحوظاً في الوزن يُقدّر متوسطه بـ 24 كيلوغراماً خلال تلك المدة مقارنةً بالمرضى الذين تلقوا الدواء الوهمي، ما يُثير الانتباه للخواص المخفضة للوزن لهذه الحقن.

كيف تساعد حقن مونجارو على خفض الوزن؟

تحاكي هذه الأدوية عمل هرمون يُدعى “الببتيد الشبيه بالغلوكاغون”، الذي يرتفع مع ارتفاع سكر الدم كما يحدث عند تناول الطعام، وبذلك تُحفّز هذه الأدوية الجسم على إنتاج وإفراز المزيد من الإنسولين الذي بدوره يساعد على خفض سكر الدم، وهي الآلية التي تعمل بها هذه العقاقير في ضبط داء السكري.

أمّا بالنسبة لآليتها في إنقاص الوزن فهي ليست واضحة بشكلٍ كامل، ويُعتقد أنها تساعد على كبح الشعور بالجوع إضافةً لكونها تُبطئ من عملية الهضم، ما يؤخّر انتقال الطعام من المعدة إلى الأمعاء، فيشعر الشخص بالشبع أسرع ولمدة أطول ويأكل كميات أقل نتيجة لذلك.

من جهة أخرى وإلى جانب المساعدة على التحكم بنسبة سكر الدم، لهذه العقاقير الدوائية فوائد أخرى، فهي تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية وأمراض الكليتين، بالإضافة لتحسينها من مستوى كوليسترول الدم والضغط. ومع ذلك، من غير الواضح إن كانت هذه الفوائد ناجمة عن الدواء نفسه أو عن فقدان الوزن الحاصل.

اقرأ أيضاً: هل يكون دواء السكري أوزمبيك هو الحل السحري لإنقاص الوزن؟

ما الآثار الجانبية لحقن مونجارو؟

تشمل الآثار الجانبية المحتملة لحقن مونجارو كلاً من نقص سكر الدم والغثيان والقيء واضطراب الحركات المعوية، إذ يحدث تناوب نوب الإسهال أو الإمساك، بالإضافة إلى ألم المعدة وعسر الهضم. ومن المهم تسليط الضوء على أن الأعراض الهضمية، وعلى رأسها الغثيان والقيء، كانت أكثر ميلاً للظهور بين المشاركين عند زيادة الجرعة الدوائية في البداية، إلا أن هذه الأعراض تراجعت بشكل ملحوظ مع مرور الوقت.

اقرأ أيضاً: هل أدوية تخفيف الوزن الجديدة آمنة على المدى الطويل؟

من جهة أخرى، وُجدت مجموعة من الأعراض أكثر خطورة من سابقتها مثل اضطراب في عمل الكليتين وحدوث الفشل الكلوي الحاد والتهاب المعدة الحاد والتهاب البنكرياس، خاصةً عند المشاركين ممن أهملوا شرب كميات كافية من السوائل، لهذا السبب ينبغي على جميع المرضى ممن يتعالجون بحقن مونجارو ألا يهملوا تزويد أجسامهم بالماء الذي تحتاجه.

كما لا يُنصح باستخدام أدوية GLP-1 عند الأفراد ممن لديهم تاريخ شخصي أو عائلي للإصابة بسرطان الغدة الدرقية النخاعي أو أورام الغدد الصماء المتعددة، وذلك نظراً لأنها تزيد من خطر الإصابة بهذا النوع من الأورام.

ماذا عن تكلفة حقن مونجارو؟

على الرغم من أن الحقن أثبتت فعاليتها في خفض الوزن، فإن هناك جانباً ينبغي ألا يهمل وهو تكاليف العلاج، إذ يُقدّر سعر العبوة الواحدة من هذه الحقن بما يعادل 1000 دولار، مع الأخذ بعين الاعتبار أن العبوة الواحدة تكفي لمدة 28 يوماً فقط، ما يُشكّل عبئاً مادياً وبشكلٍ خاص في ظل وجود أدوية أخرى تساعد على تحقيق الغاية نفسها بتكاليف أقل بكثير.

هل تُماثل فعالية أدوية إنقاص الوزن الأخرى فعالية حقن مونجارو؟

من أدوية علاج داء السكري التي تستخدم لغاية إنقاص الوزن نذكر كلاً من ليراغلوتيد (Liraglutide) وهي حقنة يومية، وسيماغلوتيد (Semaglutide) وهي حقنة أسبوعية مثل مونجارو. تمت الموافقة على هذه الأدوية من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية كأحد أدوية إنقاص الوزن، كما ارتبطت بآثار جانبية أقل من مونجارو، إلا أن حقن مونجارو قد تفوقت عليها في إنقاص الوزن. 

من جهة أخرى، أثبتت مقلدات GLP-1 الأخرى وجود قابلية لاستعادة الوزن بنسبة أعلى مقارنة بحقن مونجارو بعد التوقف عن تناول الدواء.

اقرأ أيضاً: هل تفوق فوائد «حقن إنقاص الوزن» آثارها الجانبية؟

ختاماً، وبعدما أظهرت حقن “مونجارو” نتائج واعدة في التجارب السريرية، تميل بعض المؤشرات إلى أن هذه الحقن المخصصة لعلاج داء السكري ستُعتمد في وقت ما من هذا العام من قِبل إدارة الغذاء والدواء، فهل ستتم الموافقة عليها واعتمادها كأحد الأدوية المخفّضة للوزن؟